يقول باحثون إن هناك سلاحا لمواجهة تنظيم القاعدة أقوى من السجون والصواريخ.

باريس: قد يكون التحقير والاستهزاء اكثر نجاعة من السجون والصواريخ لكسر الهالة التي تحيط بتنظيم القاعدة لدى بعض الشبان الباحثين عن مغامرات جديدة تكسر رتابة حياتهم، كما يرى باحثون بريطانيون.

وفي تقرير نشر الجمعة بعنوان quot;حدود العنف، مقاربة راديكالية للتطرفquot; يؤكد جايمي بارتلت وجوناثان بيردويل ومايكل كينغ من مركز ابحاث ديموس في لندن ان العديد من الشبان الراغبين بالتحول الى ارهابيين اسلاميين في الغرب يجذبهم بشكل خاص جانب التمرد والمجازفة في تنظيم القاعدة اكثر من الجانب الديني بحد ذاته.

وسعيا الى ادراك مبرراتهم عكف الباحثون على درس شخصيات 58 محكوما بتهمة الارهاب في فرنسا والدنمارك وبريطانيا وهولندا واستجوبوا 20 شابا quot;متطرفاquot; يتقاسمون افكارهم الاسلامية لكنهم يرفضون اللجوء الى العنف ولا يخرجون عن القانون.

وافادت الدراسة quot;هناك عدد كبير من بين المجموعة التي درسناها والتي تضم ارهابيين نشأوا في الغرب، يعتبرون فكرة الجهاد جذابة لاسباب غير دينية لانها تروق لهم. فالجوانب الخطيرة والرومانسية والثقافة المضادة لدى تنطيم القاعدة، تفسر اكثر فاكثر الجانب الجذابquot; لدى هذا التنظيم.

واوضح جايمي بارتلت لفرانس برس ان quot;ما يجذب الشبان المسلمين هو ما كان دائما يجذب عبر العصور كل الشبان اي الاثارة والتمردquot;. واضاف quot;وعلى غرار كل حركة مناهضة للمؤسسات القائمة قبلها، تحول تنظيم القاعدة الى شيء ممتع وحل بن لادن محل تشي غيفاراquot;.

واوضح ان quot;هناك عدة انواع من الارهابيين المولعين بالقاعدةquot; وquot;اذا كان لا يجوز انكار اهمية الايديولوجيا بالنسبة لبعضهم، فان هناك امرا آخر لا نعيره الاهتمام الكافي وهو حب المغامرةquot;.

واضاف بارتلت quot;انه امر يمكن فهمه (...) والامر لا يخلو من الاثارة اذا كنت من ضواحي ليون الفقيرة مثلا وسنحت لك الفرصة لان تسافر وان تكتشف العالم وان تطلق الرصاص. لذلك من غير المفاجىء اذن ان ينجذب الشبان الى هذا الامر. انه امر يصح مع كافة شبان العالم اكانوا ينتمون الى الاسلام او الى عصابة اجرامية او الى الهوليغانز من المتفرجين على مباريات كرة القدم الذين يستخدمون العنفquot;.

وبعد الاقرار، بطبيعة الحال، باهمية مكافحة القاعدة عبر تحقيقات الشرطة والاستخبارات، يرى معدو التقرير انه سيكون من المفيد ايضا اعداد حملات تحقير للنيل من هيبة القاعدة والاستهزاء بتنظيم اسامة بن لادن.

وقال بارتلت quot;يجب التغلب على الارهاب عبر عملية تغيير متعمدة لصورة القاعدةquot;. واضاف quot;لا يجب تصوير تنظيم القاعدة على انه خطير بل على انه احمق ومقارنته برب عائلة في الاربعين من العمر يقتحم حلبة رقص كالمجنون خلال حفل مدرسي ويبدي حماسا كبيرا، لكنه بالنتيجة يفتقر تماما الى الجاذبية ولا يثير الاعجابquot;.

ولتبديد الهالة المحيطة بالارهاب الاسلامي وكسر صورته المحببة لدى بعض الشبان يقترح معدو التقرير وصف الحياة اليومية لعنصر في خلية القاعدة بشكل واقعي لانها quot;تشبه حياة مجرم صغير يطغى عليها الملل والوحدة ويتخللها الخوفquot;.

كما يدعون ايضا الى ابراز نماذج تدل على حماقة وعدم الكفاءة مرت على اجهزة الاستخبارات في تحقيقاتها، مثل تلك الخلية التي لم يتذكر عناصرها اسم رجل السياسة الذي يريدون اغتياله، او تلك التي تبين انها تسرف في مشاهدة اشرطة اباحية على الانترنت.

ويضيفون ايضا انه يجب استعمال quot;المتشددينquot; الذين يشاطرون الارهابيين افكارهم لكنهم يفضلون عدم اللجوء الى العنف، لاقناع الشبان الصغار باعطاء الاولوية للممارسة السياسية للترويج لافكارهم بدلا من اللجوء الى العنف.