فصل جديد في الخلافات بين رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وحليفه في الحزب الحاكم رئيس البرلمان دجانفرانكو فيني.
روما: تفجرت يوم الخميس مشادة علنية حادة بين رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني وشريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم مما أجج التوتر المتصاعد الذي يهدد استقرار الحكومة المحافظة في ايطاليا.
الخلافات بين الرجلين طفت على السطح منذ أيام لكنها باتت علنية هذا الخميس بمناسبة مؤتمر لحزب شعب الحرية الذي تأسس بعد اندماج حزب فورزا إيطاليا الذي يرأسه برلسكوني وحزب التحالف القومي الذي كان يقوده فيني، الخلافات تدور بخصوص مواقف رابطة الشمال المشاركة في الائتلاف الحاكم من مسألتي العنصرية والهجرة.
وفي نقاش علني نادر بين كبار أعضاء حزب شعب الحرية الذي يتزعمه برلسكوني وجه الزعيم اليميني جيانفرانكو فيني الذي شارك في تأسيس الحزب عام 2009 جملة انتقادات لقيادة برلسكوني شكلا وموضوعا.
ويبدو من المؤكد أن يقوض الاشتباك العلني الذي لم يسبق له مثيل في مؤتمر للحزب تماسك الحكومة واستقرارها في الوقت الذي تسعى فيه ايطاليا وهي ثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو جاهدة للتعافي من أسوأ ركود تشهده بعد الحرب.
واتهم فيني وهو الزعيم السابق لحزب التحالف الوطني المحافظ ورئيس مجلس النواب حاليا قطب الاعلام البالغ من العمر 73 عاما بخنق النقاش داخل الحزب ومنح قدر من السلطة أكبر مما يجب لحزب رابطة الشمال المؤيد لاستقلال شمال ايطاليا.
وقال فيني الذي يعد خليفة محتمل لبرلسكوني quot;لا أحب البيت الذي ساعدت في بنائهquot;.
وهاجم فيني وسط مزيج من التصفيق وصيحات الاستهجان من الوزراء وأعضاء البرلمان السياسة المتشددة التي تتبعها الحكومة بشأن الهجرة وقال ان الخطط الرامية لنقل صلاحيات للمناطق لم يتم التفكير فيها أو تناقش بشكل مناسب.
وحاول برلسكوني الذي أغاظته انتقادات فيني مقاطعته عدة مرات. وقال فيني ان الفضل في الاداء القوي لاحزاب يمين الوسط في الانتخابات الاقليمية التي جرت مؤخرا انما يرجع بالاساس الى رابطة الشمال بينما كان حزب شعب الحرية يعاني من نزيف الاصوات في الشمال الغني.
وبمجرد أن عاد فيني الى مقعده هب برلسكوني الذي كان قد أخذ دوره بالفعل في الحديث أمام المؤتمر متوجها الى المنصة وحمل على خصمه البالغ من العمر 58 عاما ورفض على كل انتقاد وجهه للحكومة قائلا انه لم يطرح قط أي من هذه الانتقادات في اجتماعات الحزب المختصة.
وأنهى كلمته قائلا لفيني أن عليه أولا أن يتخلى عن موقعه كرئيس لمجلس النواب اذا كان يريد أن يشارك في نقاش حزبي في المستقبل.
وفي مشهد خاطف نهض فيني وتوجه نحو المنصة التي كان برلسكوني يتحدث منها مشيرا اليه بسبباته قائلا quot;ماذا تقول... هل ستطردني..quot;
وقال فيني في وقت لاحق انه لن يتنحى عن منصبه كرئيس لمجلس النواب وقال أنصاره انه لن يترك الحزب.
ووقع حوالي 50 مشرعا من أنصار فيني هذا الاسبوع وثيقة ينفون فيها الحديث عن انشقاق وشيك على حزب حرية الشعب وهو ما يقول البعض انه قد يؤدي الى انتخابات مبكرة.
ولا يمكن لبرلسكوني أن يتحمل انشقاق قد يكلفه الاغلبية المريحة التي يتمتع بها تحالفه في مجلسي البرلمان.
وتؤشر مواجهة برلسكوني وفيني العلنية على انشقاق كبير داخل الائتلاف الحاكم من شانها إعادة أوراق الأغلبية وظهور تحالفات أخرى مستقبلا.
التعليقات