غوردون براون وزوجته سارة |
أكد نِك كليغ للمرة الاولى أن حزبه لن يدعم بقاء رئيس الوزراء غوردون براون في السلطة ان جاء حزبه العمال في المركز الثالث.
لندن: قال الديمقراطيون الاحرار ببريطانيا يوم الاحد انهم لن يدعموا استمرار رئيس الوزراء غوردون براون في السلطة ان جاء حزبه العمال في المركز الثالث في الانتخابات العامة المقررة في السادس من مايو ايار حتى وان حصل حزبه على معظم مقاعد البرلمان في ظل النظام الانتخابي بالبلاد.
وكشفت صحيفة الاوبزيرفر البريطانية أن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون قد يعقد اتفاقا مع حزب الديمقراطيين الاحرار نِك كليغ، بعد ان بينت آخر استطلاعات الرأي ترجيح حصول الاحزاب الثلاثة المحافظين والعمال والديمقراطيين الاحرار على نتائج متقاربة فى الانتخابات العامة التى ستجرى فى بريطانيا فى السادس من مايو المقبل. وذكرت الصحيفة فى عددها اليوم أن ديفيد كاميرون أبقى الباب مفتوحًا امام اتفاق مع الديمقراطيين الاحرار، حينما أعلن انه مستعد لمناقشة اصلاحات النظام الانتخابي، وذلك بعد ان بينت استطلاعات الرأي حصول الديمقراطيين الاحرار على نسبة كبيرة.
وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع زعيم حزب المحافظين، أظهر كاميرون ترددا في اغلاق الباب امام ائتلاف سياسي محتمل مع الديمقراطيين الاحرار. وكانت المناظرة الاخيرة بين زعماء الاحزاب الثلاثة قد كشفت ان هذا الحزب قد يحرم المحافظين من اغلبية تسمح له بتشكيل حكومة.
في غضون ذلك، قال نِك كليغ زعيم الديمقراطيين الاحرار لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية ( بي.بي.سي) quot;من غير المنطقي أن يجيء حزب ما في المركز الثالث من حيث عدد الاصوات وأن يظل له الحق بطريقة ما في دخول عشرة (داوننج ستريتquot;) وهو مقر رئيس الوزراء.
وبدأ كليغ الحملة الانتخابية قبل أسبوعين بأداء قوي في أول مناظرة تلفزيونية على الغرار الامريكي بين زعماء الاحزاب في خطوة زادت كثيرا من التأييد لحزبه وربما تجعل الديمقراطيين الاحرار العامل المرجح لكفة حزب على الاخر.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت في صحف يوم الاحد أن حزب المحافظين المعارض سيحصل على أكبر عدد من الاصوات لكنه سيفشل في الفوز بعدد المقاعد المطلوب لحصوله على أغلبية مما يؤدي الى quot;برلمان معلقquot; لا فائز واضح فيه.
وتشير الاستطلاعات أيضا الى أن حزب العمال الحاكم الذي ينتمي ليسار الوسط يأتي بعد حزب الديمقراطيين الاحرار الوسطي اذ جاء في الترتيب الثالث من حيث التأييد الجماهيري.
وقد يظل حزب العمال بموجب النظام الانتخابي البريطاني أكبر حزب في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا رغم أنه قد يحل في المركز الثالث في الانتخابات من حيث عدد الاصوات.
نِك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار
وقال كليغ quot;أعتقد أن مجيء حزب في المركز الثالث -أي أن الملايين من أبناء الشعب قرروا التخلي عنه- يعني أنه خسر الانتخابات بقوة ومن ثم لا يمكنه أن يطالب بمنصب رئيس الوزراء في هذا البلد.quot;
لكنه تعهد بتأييد الحزب الذي يفوز بمعظم الاصوات ومعظم المقاعد والذي ترجح استطلاعات الرأي الحالية -رغم تقلبها- أن يكون حزب المحافظين.
وبعد المناظرة الاولى التي اتسمت بالعصبية في المناظرة الاولى الاسبوع الماضي، تخلى الزعماء الثلاثة عن خجلهم بسرعة وكان اختلف المرشحون الرئيسيون الثلاثة للانتخابات العامة البريطانية في المناظرة التلفزيونية الثانية حول القضايا الخارجية وأداء الاقتصاد البريطاني بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وخيمت على المناظرة الاختلافات الواضحة بين كل من غوردون براون رئيس الحكومة ومرشح حزب العمال، وديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض ونك كليغ رئيس حزب الديمقراطيين الأحرار الذي اتفق المراقبون على انه كان الأوفر حظا في المناظرة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي.
زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون |
وتفادى كل من براون وكاميرون quot;الموافقةquot; على ما يقوله كليغ كما فعلا في المناظرة الأولى وركز كل من الزعماء الثلاثة على الاختلافات بين سياسة كل منهم.الا ان كليغ تمكن من دفع حزبه الى تخطي المركز الثالث التقليدي الذي اعتاد ان يحتله، وصدّ الهجمات الكلامية التي وجهها له رئيس الوزراء العمالي غوردن براون وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون محققا نصرا هامشيا بعد ان تبادل القادة الهجمات بشأن مسائل من بينها اوروبا والاسلحة النووية.
وتقدم كليغ في خمس استطلاعات للرأي حيث حصل على نسبة 33,4%، متفوقا بنسبة قليلة عن كاميرون الذي حصل على نسبة 32,8%، فيما لم يحصل براون سوى على 27,6%. الا ان هذه الارقام لا تعني عدد المقاعد التي سيحصل عليها بسبب النظام الانتخابي البريطاني المعقد.
واشادت الصحافة اليمينية بكاميرون لتفوقه بعد اداء مخيب للامال الاسبوع الماضي، الا انها اقرت بأنه لم يتمكن من توجيه ضربة قاسمة لكليغ. وكتب بنيدكت بروغان نائب رئس تحرير صحفية ديلي تلغراف quot;من الغريب انه تزعم هذه المناظرات ولكن نك كريغ تمكن من تحويل الانظار عنهquot;.
اما صحيفة الغارديان اليسارية الميول فقالت ان quot;المناظرات تشير الى ان ديناميكيات الحملة تحولت ولن تكون هناك عودة الى هيمنة الحزبينquot;. وقالت صحيفة quot;تايمزquot; ان quot;نِك كليغ وديفيد كاميرون قدما اداء جيداquot; بينما quot;بدا براون كشخص يعلم ان الامور تسير الى الاسوأquot;.
التعليقات