محسن السعدون

أكّد القيادي في التحالف الكردستاني محسن السعدون أن الكتل الكردية الفائزة في الإنتخابات العراقية الأخيرة، إتفقت على تشكيل إئتلاف داخل مجلس النواب المقبل لتوحيد الموقف الكردي إزاء المطالب المشروعة للشعب الكردي، وقلل السعدون من أهمية معارضة حركة التغيير الكردية، مشيرًا الى أن مطالب التحالف الكردستاني بوزارات معينة في الحكومة الجديدة رهن بطبيعة ونتائج محادثاته المنتظرة مع الكتل السياسية الأخرى.

بغداد: قال القيادي في التحالف الكردستاني محسن السعدون، العضو في مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني، في مقابلة مع quot;ايلافquot; إن التحالف شريك فاعلٌ ومؤثر في العملية السياسية لأنه يمثل ثاني أكبر القوميات العراقية بعد العربية، وقال السعدون إن حركة التغيير لن يكون لها دور سلبي في مجلس النواب حيث أنها ستلتزم بالخطاب الكردي، مطالبًا بعملٍ جدي لحل جميع القضايا المتعلقة بين بغداد واربيل وخصوصًا في ما يتعلق منها بالمادة الدستورية 140 حول المناطق المتنازع عليها، وقانون النفط والغاز الجدي، وقضية قوات البيشمركة الكردية وعلاقتها بالقوات المسلحة العراقية.

وفي ما يلي نص الحوار:

* الى اين وصل التحالف بين القوى الكردية، ومتى يصل وفدها الى بغداد لإجراء مفاوضات حول تشكيل الحكومة الجديدة؟

التحالف بين القوى الكردية الفائزة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة وصل الى مراحل متقدمة، وتم الاتفاق بين هذه القوى وكتلة التحالف الكردستاني على تشكيل إئتلاف واحد إسمه quot;الإئتلاف الكردستانيquot;، وتم الإتفاق على أن يكون خطاب الاكراد موحدًا وان يدافع الجميع عن حقوق الشعب الكردي والعراقي عامة، والمطالبة بتطبيق الدستور بإعتباره المعيار والأساس في حل جميع المشاكل.

أما بخصوص مغادرة الوفد الكردي الى بغداد، فهذا يمكن بعد أن يتم بعد إنتهاء عمليات إعادة عد الأصوات وفرزها يدويًا ومصادقة المحكمة الإتحادية على نتائج الإنتخابات والفائزين فيها من أعضاء مجلس النواب الجديد، حيث ستباشر الكتل المباحثات عندها مفاوضاتها لأن الأمور غير مهيأة لذلك حاليًا ونحن بإنتظار قرارات المحكمة لنباشر الحوارات مع الكتل والإئتلافات الاخرى.

* الى أين وصلت إتصالات التحالف الكردستاني مع الكتل الأخرى حول مرحلة ما بعد الإنتخابات التشريعية الأخيرة؟

يعتبر التحالف الكردستاني من الكتل الفائزة المتقدمة في الإنتخابات، ومن هنا تأتي أهمية إتصالاتها مع القوى الاخرى.. فالتحالف يقف على مسافة واحدة من هذه الكتل وسيبقى قريبًا من الكتل التي تحترم الدستور وترسخ النظام الإتحادي وحل جميع القضايا العالقة المتبقية بين الحكومية الإتحادية وحكومة إقليم كردستان.

* ما هو دور quot;حركة التغييرquot; الكردية المعارضة التي دخلت مجلس النواب العراقي الجديد، وهل تخشون من إتخاذها مواقف تضعف الموقف الكردي؟

quot;حركة التغيرquot; جزء من النظام الديمقراطي وشاركت في إنتخابات برلمان كردستان العام الماضي، واليوم أيضًا فازت في الإنتخابات التشريعية الأخيرة بثمانية مقاعد.. أعتقد أن دور quot;حركة التغييرquot; سوف يكون إيجابيًا داخل مجلس النواب العراقي وأنها ستلتزم بالخطاب الكردي الموحد.

* ما هي شروط التحالف الكردستاني لتشكيل الحكومة الجديدة ؟

التحالف الكردستاني هو شريك أساسي في العملية السياسية، والأكراد يمثلون القومية الثانية في العراق وهم شركاء في إدارة البلاد، وكان لهم دور كبير في مقارعة النظام السابق وفي المرحلة التي أعقبت ذلك بعد التغييرات التي شهدها العراق العام 2003.. وبعد كتابة الدستور العام 2005 أصبح النظام الحاكم في العراق إتحاديًا فدراليًا، وبلد إنتخابات، وتداول سلمي للسلطة.. والتحالف الكردستاني يركّز في المرحلة التي تعقب الإنتخابات على ضرورة العمل بجدية لحل جميع المشاكل بين بغداد وأربيل.

* ما هي الوزارات التي سيطالب بها التحالف الكردستاني في الحكومة المقبلة؟

من حق التحالف الكردستاني المطالبة بأحد المناصب السيادية، لذلك فإن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد رشح جلال طالباني لولاية ثانية في رئاسة الجمهورية، و التحالف متمسك بهذا الترشيح بإعتباره حقًا مشروعًا. أما بالنسبة للوزارات فإن التحالف الكردستاني مع الأحزاب الكردية لهم 60 مقعدًا نيابيًا لذلك فإنهم يستحقون حصتهم من هذه الوزارات والتي لم يتم الاتفاق بعد على تحديدها او تسميتها لحد الآن، لأن هذا الأمر سيتم من خلال المحادثات المنتظرة مع الكتل السياسية الأخرى.

وكانت الكتل الكردية الفائزة بمقاعد برلمانية في الإنتخابات النيابية قد تمكنت من التوصل الى إتفاق مبدئي الثلاثاء الماضي لعقد إئتلاف فيما بينها، فيما ينتظر أن يجري التوقيع على وثيقة الإئتلاف الأسبوع المقبل بعد موافقة رئاسة الإقليم عليها.

وستعقد هذه الكتل بداية الأسبوع المقبل إجتماعًا آخرًا بهدف التوقيع على الوثيقة بعد عرضها على رئيس الإقليم مسعود بارزاني وهي تحتوي على تعريف بها وصلاحيات الأعضاء فيها وكيفية حل الائتلاف وكيفية صياغة القرارات بداخله.

وكانت إجتماعات ممثلي الكتل الكردية على مدى فترة الأسبوعين الماضيين قد شهدت العديد من السجالات والتقاطعات في الآراء بين بعض القوائم وخصوصًا بين الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس العراقي جلال طالباني وبين قائمة التغيير المعارضة التي يرأسها نوشيروان مصطفى، وكان الخلاف الأبرز حول إعادة موظفين من أنصار quot;التغييرquot; إلى وظائفهم بعدما جرى فصلهم لأسباب سياسية.

وكانت أربعة كتل كردية قد فازت في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، حيث حصلت قائمة التحالف الكردستاني التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين بزعامة طالباني وبارزاني على 43 مقعدًا وقائمة التغيير على ثمانية مقاعد والاتحاد الإسلامي الكردستاني على أربعة مقاعد والجماعة الإسلامية الكردستانية على مقعدين، وبذلك يكون مجموع المقاعد الكردية 57 مقعدًا، من أصل 325 مقعدًا هي مجموع مقاعد مجلس النواب الجديد.

كما أسفرت نتائج الإنتخابات عن فوز إئتلاف العراقية بزعامة أياد علاوي بالمركز الأول بعد حصوله على 91 مقعدًا، تليه قائمة إئتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي التي حصلت على 89، ثم الإئتلاف الوطني العراقي في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدًا، فالتحالف الكردستاني رابعًا بنيله 43 مقعدًا.