أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي ضرورة إنبثاق حكومة إئتلافية تستند الى مبدأ التوافق والمشاركة. فيمابدأ نائب الرئيس عادل عبد المهدي زيارة إلى الإمارات في إطار جولة في دول الجوار مؤكدًا ضرورة إنفتاح بلاده على هذه الدول، مشيرًا الى انه إذا كانت هناك إختلافات يجب ان تطرح بشكل واضح عبر القنوات السياسية والدبلوماسية من أجل تفعيل حالة المشتركات الموجودة في هذه العلاقات.
لندن: خلال اجتماع عقده العيساوي مع بارزاني في أربيل عاصمة إقليم كردستان (220 كم شمال بغداد) بمشاركة روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء وهوشيار زيباري وزير الخارجية ومجموعة من قيادات التحالف الكردستاني، تم بحث آخر ما توصلت اليه الحوارات بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال فؤاد حسين، رئيس ديوان الاقليم، ان وفدي التحالف الكردستاني والكتلة العراقية أكدا جملة من الأمور والقضايا في مقدمتها تقييم العملية الإنتخابية، والإشارة الى بعض الأخطاء والخروقات التي رافقتها. واضاف ان إتفاقًا تم التوصل اليه بين الجانبين على شكل الحكومة المقبلة وضرورة ان تكون إئتلافية ومستندة إلى مبدأ التوافق والمشاركة.
من جانبه قال عضو القائمة العراقية سلمان الجميلي ان وجود وفد القائمة العراقية في اقليم كردستان quot;يندرج في إطار التحركات التي تجريها العراقية باعتبارها الكتلة المكلفة دستوريا بتشكيل الوزارة المقبلةquot;. وأشار الجميلي في تصريح صحافي عقب الإجتماع الى ان هناك تقاربًا كبيرًا في وجهات النظر بين الجانبين، واتفقا على ضرورة النهوض بالعملية السياسية وفق رؤية جديدة واصلاح مؤسسات الدولة في مختلف مفاصلها.
وعلى الصعيد نفسه، أشادت الكتلة العراقية بتصريحات لرئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم أكد فيها عدم مشاركة الائتلاف الوطني الذي يتزعمه في أي حكومة مقبلة إذا لم تشارك فيها العراقية. و قال شاكر كتاب الناطق الرسمي باسم قائمة تجديد بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي ضمن الكتلة العراقية ان موقف الحكيم يندرج ضمن المواقف النوعية المتقدمة التي تبعث على الارتياح. واشار الى ان المشتركات الوطنية باتت تحل محل ما كان البعض يظنها مشتركات مذهبية حيث اكتشف الجميع كم هي ضارة بل مدمرة هي التخندقات الطائفية التي راح ضحيتها عراقيون كثيرون. واضاف أن قائمة تجديد تنظر الى تصريحات الحكيم بعين الارتياح وهي متقدمة جدا على جميع المواقف المطروحة من القوى السياسية، واوضح كتاب أن المفاوضات بين القائمة العراقية وقائمة الائتلاف الوطني لاتزال مستمرة وهناك تطورات كبيرة فيها وسيتم الاعلان عما سيتم التوصل اليه خلال الفترة المقبلة.
وكان الحكيم قال امس quot;نحن نؤمن بالشراكة الحقيقية وسوف لن نشارك في حكومة ليس فيها القائمة العراقيةquot;، واضاف ان العراقية حصلت على الكثير من الاصوات من ابناء المناطق الغربية وبغداد quot;ولا يصح ان نتجاهل إرادة هذه المساحات المهمة لذلك فان استبعادها هو إبعاد لهذه الشريحةquot;، ورفض إطلاق تسمية البعثية على كتلة علاوي الذي وصفه برفيق نضال.
عبد المهدي يقوم بجولة على دول الجوار لتحسين علاقات العراق معها
في غضون ذلك،بدأ نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة وقال انه سيقوم بجولة زيارات لدول الجوار، مؤكدا ضرورة انفتاح بلاده على جميع دول الجوار، مشيرًا الى انه اذا كانت هناك إختلافات يجب ان تطرح بشكل واضح عبر القنوات السياسية والدبلوماسية من اجل تفعيل حالة المشتركات الموجودة في هذه العلاقات.
جاء ذلك عقب اجتماع بين عبد المهدي القيادي في المجلس الائتلاف الوطني وزعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي حيث تم بحث quot; الظروف الراهنة التي تشهدها العملية السياسية في البلاد لاسيما بعد الاعلان عن الكتل الفائزة في الانتخابات التشريعية.. وسبل تشكيل حكومة عراقية تحتضن كل مكونات الشعب العراقيquot;.
وفي تصريح صحافي عقب الاجتماع حول دعوة الائتلاف بزعامة الحكيم للكتل الفائزة باللقاء على طاولة مستديرة لبحث متطلبات مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة اشار عبد المهدي قائلاً quot;نحن من أنصار العمل دائماً في أطر وحدوية تلتقي فيها القوائم الفائزة ونلتقي سواء ثنائياُ أو جماعياً، حيث إن كل ما يؤدي الى التجسير بين القوائم هو امر صحيح لتقييم التجربة الماضية وبناء أيضاً التجربة الجديدة، وكلنا مسؤولون عن التجربة الجديدة، وهناك مرتكزات اساسية والجميع هم شركاء في هذا الوطن وفي العملية السياسية، والجميع سيكونون ايضا شركاء في إنجاز هذه المرحلة الحساسةquot;.
وجوابًا على سؤال بخصوص الانفتاح على الدول العربية والاقليمية قال عبد المهدي ان هناك جهوداً مستمرة للحوار وكسر هذا الجمود وانهاء اي شكل من اشكال التدخل، وأهمية الانفتاح على الجميع quot;ونحن جزء من هذا المحيط ويجب ان نزيل كل العوائق التي تعرقل علاقات متطورة مع دولهquot;.
واضاف انه سيقوم قريبا بجولة لدول الجوار من اجل اللقاء والحوار وفتح المجالات مع الدول العربية والاقليمية، وقال ان العراق بلد محوري يجب ان ينفتح على جميع دول الجوار: ايران وتركيا والكويت والمملكة العربية السعودية والاردن وسوريا وبقية الدول العربية. واضاف ان quot;كل هذه الدول تهمنا تماماً ويجب ان ننفتح على الجميع بشكل واضح وصريح واذا كانت هناك إختلافات يجب ان تطرح بشكل واضح عبر القنوات السياسية والدبلوماسية ونزيد ونفعل حالة المشتركات الموجودة في هذه العلاقاتquot;.
يذكر ان علاقات العراق مع بعض دول الجوار لاتزال دون المستوى المطلوب وهي تشهد توترًا شديدًا مع سوريا التي تتهمها سلطات بغداد بإيواء قيادات بعثية عراقية تقوم بإعداد وتنفيذ عمليات تفجير دموية في مناطق عراقية مختلفة، وصلت الى حد مطالبة الحكومة العراقية لمجلس الامن بتشكيل محكمة دولية لمعاقبة الفاعلين رغم نفي السلطات السورية دعمها لمثل تلك العمليات وتأكيدها إتخاذ إجراءات صارمة لمنع تسلل المسلحين عبر حدودها الى العراق. كما تشهد علاقات العراق مع السعودية فتورا ملحوظا حيث إمتنعت الرياض لحد الآن عن اعادة فتح سفارتها في بغداد، اضافة الى الاتهامات التي يوجهها مسؤولون في الحكومة العراقية لها بدور في عمليات العنف التي يشهدها العراق.
التعليقات