شجعت صحيفتان بريطانيان السبت قراءهما على عدم التصويت لحزب العمال في الانتخابات المرتقبة في 6 ايار/مايو ما يجعل الحملة الانتخابية اكثر صعوبة بالنسبة لحزب رئيس الوزراء غوردن براون الذي يسجل تراجعا في استطلاعات الرأي.

لندن: قبل أيام من الانتخابات في بريطانيا، وجهت صحيفتا quot;ذي غارديانquot; و quot;ذي تايمزquot; ضربة الى رئيس الوزراء غوردون براون، اذ سحبتا دعمهما حزب العمال الحاكم، وأعلنتا تأييدهما حزبي المعارضة.

وأوردت quot;ذي غارديانquot; وهي من مساندي حزب العمال بقوة في شكل تقليدي، انها حولت دعمها الى حزب الديموقراطيين الاحرار وهو الحزب الثالث دائماً في الحياة السياسية البريطانية، معتبرة انه افضل وسيلة لتحقيق اصلاح انتخابي.

أما quot;ذي تايمزquot; فأعلنت انها حوّلت تأييدها من حزب العمال الى حزب المحافظين الذي لم تؤيده منذ 18 سنة، مشيرة الى تأييدها آرائه في شأن خفض حجم الحكومة والعمل في شكل اسرع لخفض العجز العام القياسي والذي يزيد عن 11 في المئة من اجمالي الناتج العام.

والتقدم الذي كان يامل به العماليون اثر اخر مناظرة تلفزيونية الخميس لتبديد اثار زلة اللسان التي اقترفها براون حين وصف متقاعدة بانها quot;متعصبةquot; لم يتحقق حيث حافظ المحافظون والديموقراطيون الاحرار على تقدمهم.

واعلنت صحيفة quot;الغارديانquot; (وسط-يسار) في افتتاحية السبت انها اوقفت دعمها التقليدي للعماليين لكي تؤيد الديموقراطيين الاحرار الذين تقدموا بقوة في استطلاعات الرأي بفضل الاداء الجيد لزعيمهم نك كليغ في المناظرات التلفزيونية.

وكتبت الصحيفة quot;لو كان للغادريان ان تصوت في الانتخابات التشريعية لعام 2010 لكانت اعطت صوتها بحماسة للديمقراطيين الاحرارquot; معربة بذلك عن موافقتها على دعم هذا الحزب لاصلاح النظام الانتخابي. واكدت الغارديان انه عبر رفضهم استبدال غوردن براون قبل الانتخابات quot;خسر العماليون فرصة تجديد صفوفهمquot;.

وفي اليوم نفسه اعلنت صحيفة التايمز (وسط-يمين) انها تدعم المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في ما يشكل سابقة بالنسبة لهذه الصحيفة منذ 18 عاما. وكتبت quot;ان حجة براون لهذه الانتخابات هي ان الناخبين يجب الا يجازفوا بتعريض الانتعاش الاقتصادي للخطر عبر التصويت للمحافظين. لكنه لا يدرك ان التهديد الاكبر هو مواصلة القيام بالشيء نفسهquot;. واضافت quot;لقد آن الاوان للتصويت مجددا للمحافظينquot;.

وكانت مجلة quot;ذي ايكونوميستquot; التي ساندت العماليين في ظل زعامة توني بلير، دعت الخميس الى التصويت للمحافظين. وقد خسر غوردن براون اعتبارا من نهاية ايلول/سبتمبر دعم صحيفة quot;ذي صنquot; الاكثر مبيعا في البلاد والتي تبيع حوالى ثلاثة ملايين نسخة يوميا.

وquot;الصنquot; شانها شان صحيفة quot;التايمزquot; تنتمي الى مجموعة قطب الاعلام الاسترالي الاصل روبرت مردوخ الذي وضع كل ثقله لدعم توني بلير في العام 1997 مساهما بذلك في فوز حزب العمال. وياتي اعلان هاتين الصحيفتين فيما اظهر استطلاع اجراه معهد هاريس لصحيفة quot;ديلي مايلquot; حصول حزب العمال على 24% من نوايا التصويت مقابل 32% للديموقراطيين الاحرار (+3 نقاط) الذين اصبحوا متقاربين جدا مع المحافظين الذين نالوا 33%.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان قال نك كليغ ان الحملة اصبحت quot;منافسة بين طرفين، الديموقراطيين الاحرار والمحافظينquot;. وقال ان quot;الناس حصروا خيارهم في حزبين واعتقد ان هذا الخيار الان بالنسبة لشخص له وجهة نظر تقدمية ينحصر بين المحافظين والديموقراطيين الاحرارquot;.

لكن استطلاعا اخر اجراه معهد يوغوف لحساب صحيفة quot;الصنquot; اشار الى تعادل العمال مع الديموقراطيين الاحرار بنسبة 28% من نوايا الاصوات فيما تقدم عليهما المحافظون بفارق كبير بحصولهم على 34%. ومع فارق ضئيل الى هذا الحد، لن يملك اي حزب الغالبية المطلقة في مجلس العموم وهو وضع سيؤدي الى محاولة تشكيل ائتلاف يفرض فيه الديموقراطيون الاحرار كلمتهم.

وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير السبت من ان التصويت للاحرار quot;ليس جدياquot; منبها الى احتمال انبثاق برلمان بدون غالبية واضحة وذلك في مقابلة مع صحيفة التايمز. وقال quot;ذلك سيؤدي الى قيادة غير حاسمة ومساومات بين الاحزاب في فترة يشهد فيها اقتصادنا انتعاشا لكنه لا يزال هشا. نحن في غنى عن ذلكquot;.

من جهة اخرى، اعتبر غوردن براون انه quot;دفع ثمنا باهظاquot; مقابل زلة لسانه التي استهدفت المتقاعدة. وعبر عن تصميمه على quot;المواجهة حتى اخر لحظة في هذه الانتخاباتquot; وذلك في مقابلة مع صحيفة quot;ديلي تلغرافquot;.