بعد هزيمة براون أمام كاميرون بآخر مناظرة عاد حزب العمال إلى الهجوم مستنجدًا بتوني بلير.

لندن: عاد حزب العمال البريطاني الجمعة، غداة آخر مناظرة تلفزيونية في اطار الحملة الانتخابية التي خرج زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون فائزا فيها على رئيس الوزراء العمالي غوردن براون، الى الهجوم مستنجدا بتوني بلير.

وقدم رئيس الوزراء السابق الذي ترك مكانه لبراون في حزيران/يونيو 2007، دعمه لخلفه للمرة الثانية منذ بداية الحملة الانتخابية. وقال بلير لدى زيارته مستشفى في هارو شمال غرب لندن ردا على سؤال عن احتمال ان يحل حزب العمال في المرتبة الثالثة خلف المحافظين والليبراليين الديموقراطيين quot;لا اعتقد ان هذا سيحدث. اعتقد ان حزب العمال يملك حظوظا كاملة في الفوزquot;. وكان بلير قاد حزب العمال الى الفوز بالحكم في 1997. وحول اداء براون اعتبر بلير quot;انه لم يفشل البتةquot;.

غير ان الصحف واستطلاعات الراي لا تبدو متفقة مع بلير. واعتبرت صحيفة quot;الغارديانquot; (يسار) الجمعة انه quot;باستثناء حدوث زلزال فان زعيم المحافظين في طريقهquot; الى الفوز بمنصب رئيس الوزراء، ملخصة بذلك راي الصحف التي اجمعت على الاشادة باداء ديفيد كاميرون في مناظرة مساء الخميس.

واعتبرت استطلاعات الراي ان كاميرون الذي كان ينظر مباشرة الى الكاميرا ويفند مقترحات براون quot;اليائسquot; اثناء النقاش الذي كان مشحونا في اغلب الاحيان، فاز بشكل واضح على براون. واجمعت خمسة استطلاعات فورية نشرت بعيد المناظرة التي استمرت 90 دقيقة وتابعها نحو ثمانية ملايين مشاهد، على فوز كاميرون (37 بالمئة) متقدما على الليبرالي الديموقراطي نيك كليغ (32 بالمئة).

ورغم ادائه المتين في مجال الاقتصاد الذي يحبذه، فان براون حل في المرتبة الاخيرة في معظم استطلاعات الراي بمعدل 25 بالمئة. ومثل ذلك خيبة كبيرة لحزب العمال الذي كان يراهن كثيرا على quot;مناظرة الفرصة الاخيرةquot; هذه. واكد استطلاع نشر الجمعة تقدم المحافظين حيث اشار تحقيق اجراه معهد يوغوف لحساب صحيفة quot;صنquot; الى تقدمهم مع نوايا تصويت نسبتها 34 بالمئة مقابل 28 بالمئة لليبراليين الديموقراطيين و27 بالمئة لحزب العمال.

ووعد براون صباح الجمعة بالقتال quot;حتى اللحظة الاخيرة من هذه الحملةquot;. وقال في برمينغهام (وسط) quot;انتهت مرحلة النقاشات وبدأت مرحلة القراراتquot;. ثم كرر كلاما كان قد قاله الليلة الماضية اثناء النقاش مقرا ضمنا بان حزبه لا يدخل هذه الانتخابات باعتباره الاوفر حظا. وقال quot;اذا بقيت الامور على وضعها الحالي فان المحافظين قد يشكلون حكومة تحالف ربما مع الليبراليين الديموقراطيينquot; في حال لم يحصل اي حزب على الاغلبية المطلقة في مجلس العموم اثر انتخابات 6 ايار/مايو.

اما ديفيد كاميرون فقد حذر انصاره من اي افراط في التفاؤل قبل الانتخابات التي quot;لم نفز بها بعدquot;. في المقابل، اعتبر نيك كليغ الذي كان استفاد من المناظرتينالسابقتين لنيل شعبية مفاجئة، quot;ان الحملة تختصر الان في خيار بسيط: لقد اصبحت سباقا بين المحافظين والليبراليين الديموقراطيينquot;.

ومثلت المناظرة التلفزيونية الاخيرة ايضا بالنسبة لبراون فرصة لجعل الجمهور ينسى زلة لسانه المدوية الاربعاء، عندما وصف متقاعدة التقاها بانها quot;شديدة التعصبquot;، من دون ان يدرك ان كلامه كان يسجل. واثناء مناظرة مساء الخميس ابدى منافساه الكثير من اللياقة تجاهه حيث لم يشيرا الى هذه الزلة التي وصفتها الصحف بالفضيحة. وللمفارقة فان الوحيد الذي اثار هذا الامر كان براون نفسه. وقال براون في هذا الصدد quot;ان هذا العمل يعني القيام بالكثير من الامور وكما راينا بالامس فاني لا انجح فيها كلهاquot;.