حذر رئيس مجلس النواب العراقي آياد السامرائي من خطورة استمرار الفراغ الدستوري في البلاد في ظل الظروف الحساسة الحالية التي يمر بها.. فيما شدد الرئيس جلال طالباني خلال اجتماع مع السفراء العرب على أهمية الوجود العربي الفاعل على الساحة العراقية لضمان الاستقرار والوئام الوطني.

جاء ذلك خلال مباحثات اجراها السامرائي في بغداد اليوم مع إيد ميلكرت رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق وتناولت quot;آخر المستجدات على الساحة السياسية وأزمة الفراغ الدستوري التي تعاني منها البلادquot;. وأعرب السامرائي عن قلقه من إمتداد الفترة لأكثر من الأسبوعين التي طلبتها المفوضية المستقلة للإنتخابات من أجل إنهاء إجراءات عملية إعادة العد والفرز لاصوات الناخبين في بغداد. واضاف أن غياب السلطة الرقابية في البلاد أمر في غاية الخطورة وخصوصا في ظل الوضع الحرج والحساس الذي يمر به البلد.

من جهته أكد ميلكرت حرصه على أن تنتهي عمليات إعادة العد والفرز والمصادقة على أسماء الفائزين في الانتخابات العراقية التشريعية الاخيرة أقرب وقت ممكن بغية إيجاد حالة الإستقرار التي تحتاجها البلاد في المرحلة الراهنة. وقبل ذلك بحث السامرائي مع جون ويلك مساعد السفير البريطاني في العراق الأوضاع السياسية وعدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك.

ومن جهته استعرض الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اجتماع اليوم مع بسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية لدى العراق القضايا المفصلية في البلاد على الصعيدين السياسي والمسار الدبلوماسي لعلاقات العراق الخارجية.

وتحدث طالباني عن موضوع الانتخابات والمرحلة التي تليها من الاستحقاقات الانتخابية للكتل الفائزة مبينا توقعاته بشأن خريطة الطريق لتشكيل الحكومة المقبلة مشدِّدا على ضرورة ان تكون الوزارة القادمة وزارة شراكة وطنية حقيقية تمثل جميع المكونات الأساسية للشعب العراقي من دون استثناء أو تهميش لأي من المكونات.

اضاف ان quot;طبيعة المجتمع العراقي لا تقبل بحكم الأغلبية والأقلية لذلك أصبح التوافق والشراكة الوطنية ضرورتين لإدارة البلد والعراق لا يحكم الا بالتوافق بين مكوناته المتنوعةquot;. واشار الى ان العراق قد quot;تجاوز المحنة الطائفية والتخندقات الضيقة المقيتةquot;.

وعن علاقات العراق الخارجية أشار طالباني حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع دول الجوار والمحيط العربي والإسلامي على وجه الخصوص مبيناً أهمية العراق ومكانته في المنطقة وتطلعه إلى المساهمة الحقيقية في العمل العربي المشترك، قائلا quot;كما تعرفون العراق من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية لذلك اسهام العراق في السياسات العربية وتفعيل دوره ضمن محيطه العربي والإسلامي أمر ضروري نتطلع إلى تنشيطهquot; مؤكداً أهمية الوجود العربي الفاعل على الساحة العراقية لضمان الاستقرار والوئام الوطني.

وأكد طالباني رغبة العراق الحقيقية وحرصه على العمل الجاد من أجل توسيع علاقاته العربية والإسلامية خدمة للقضايا المصيرية والمصالح المشتركة لكل شعوب المنطقة ولترسيخ السلام والتقدم والازدهار. واشار الى الجهود التي بذلها العراق لانجاز اتفاقية ستراتيجية طويلة المدى quot;مع الشقيقة الكبرى مصر العربيةquot; وأخرى مع تركيا موضحا أهمية هذه الاتفاقيات على الصُعد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية للاطراف كافة.

من جانبهم أكد السفراء والبعثات العربية أهمية توسيع التعاون والتنسيق مع العراق على المستويات كافة مبدين استعداد بلدانهم لدعم عراق موحَّد مستقر يعيش تحت خيمته مكونات الشعب العراقي كافة بوئام وسلام. شاكرين فخامته على كرم الضيافة ومثمّنين آراءه وتطلعاته الوطنية بشأن تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية في البلاد وتطوير العلاقات الأخوية المتينة بين العراق وأشقائه العرب.

وفي تصريح صحفي عقب اللقاء، أشار السفير المصري لدى العراق محمد كمال شاهين إلى أن الرئيس طالباني استعرض تطورات الأوضاع السياسية في العراق quot;حيث اعطى صورة دقيقة وواضحة حول مجريات العملية الديمقراطية في العراق وطمأننا على سلامة إجراءاتها ومضيّها في مسارها في تشكيل حكومة تمثل كل فئات الشعب العراقيquot;.