عن عدم مشاركة المرأة اللبنانية بقوة في الانتخابات البلدية وقبلها النيابية تحدثت إيلاف الى شخصيتين في مجال حقوق المرأة فنّدتا اسباب ذلك، واعتبرتا انه يجب القيام بحملة تبدأ من البيت الى المدرسة فالمجتمع من أجل إقرار عدم التمييز بين الشاب والفتاة والعمل بقوة على مبدأ المساواة بينهما.

بيروت: بلغ عدد المرشّحات في الانتخابات البلدية لجبل لبنان التي جرت الاسبوع الماضي 570 امرأة فازت منهن 185 مرشحة توزّعن كالتالي: 13 فائزة في قضاء جبيل، 26 فائزة في قضاء كسروان، 36 فائزة في قضاء بعبدا، 29 فائزة في قضاء عاليه، 30 فائزة في قضاء الشوف و51 فائزة في قضاء المتن.
ورغم تشجّع المرأة على خوض الانتخابات البلدية الا ان الملاحظ النسبة الضئيلة لمشاركتها مقارنة بالرجل، وقد وصلت المرأة اللبنانية الى مختلف الميادين الا انها لم تلج بعد ميدان السياسة بقوة، لماذا؟

تعتبر إقبال دوغان ( رئيسة المجلس النسائي اللبناني سابقًا) ان سبب عدم إقبال النساء على العمل السياسي يعود إلى النظام، حتى للشباب كذلك، لان السياسة تتركز على عدد من الزعماء يركبّون اللوائح، ومن يترشح من غير هذه اللوائح لا يصل الى مراكز القرار، والمرأة لا تملك الاموال اللازمة ايضًا لخوض غمار الترشيحات، من هنا كنا نتأمل بالكوتا النسائية لانها تجبرهم على إعطاء حصة للنساء، غير ان كل اصلاح في هذا البلد لا يبصر النور ويبقى صعب المنال، ولكن تضيف:quot;هذه المرة ترشيحات النساء افضل من سابقاتها لان الناس كانت اكثر استعدادًا لتقبلها، لكنها تبقى دون المستوى المطلوب.

اما كجمعيات نسائية كيف بالامكان اليوم حث النساء على المشاركة سياسيًا؟ تجيب:quot;لدينا برامج نشتغل عليها، وقد قام المجلس النسائي بمشروع لإدماج المرأة في العمل السياسي وتوعيتها، وقمنا بلقاءات في مختلف المناطق، والترشيح لا يزال خجولا لكن نؤكد ايضًا على دورها في الانتخاب وممارسة حقها.

وفي الانتخابات النيابية في العام 2009 كانت نسبة الناخبين من النساء 52%، ولكن مسألة الترشيح مرتبطة بعدم وجود حصة لها، وعندما تأتي للترشح يتم تفضيل الرجل لان العائلات والاحزاب لا يلتزمون بالكوتا الطوعية التي طُبقت في المغرب مثلاً.

وردًا على سؤال بان معظم النساء متعلمات لكن يخشين خوض ممارسة السياسة؟ تجيب:quot;المسألة ليست خشية بقدر امكانية، وماديًا قد لا تستطيع دفع مصاريف التغطية الإعلامية.

اما هل تتوقع مستقبلاً تحسن وضع المرأة السياسي؟ تقول:quot;يجب تطبيق الكوتا وهي مرحلة اقرها مؤتمر بكين وطبقتها معظم الدول العربية، ويجب ان تحجز المراكز للنساء.

وتضيف:quot;المجتمع اللبناني ذكوري بامتياز، لكن هناك نساء ايضًا لم يتشجعن حتى يأخذن دورهن، وذلك نتيجة التربية، ويجب ان تتضمن البرامج الدراسية عدم التمييز بين الفتاة والشاب، والنساء هن من يصنعن الرجال، نصنعهم على العقلية الذكورية للاسف، لكن يجب ان نقوم بتوعية على مختلف الأصعدة في المدارس وفي المجتمع ايضًا.
وسوف نتقدم في المستقبل، وذلك من خلال الكوتا، التي سنتباحثها مجددًا بعد الانتخابات، من خلال عمل دؤوب للجمعيات النسائية، ونحن عملنا منذ اكثر من 15 عاما حول هذا الموضوع، لان المرأة اللبنانية تطورت في مختلف المجالات ما عدا السياسي منها، نحن اول بلد عربي اخذ حق الانتخاب، ولكن طبيعة النظام المقسم الى مذاهب واحزاب يعيق المرأة عن النزول الى الميدان السياسي.

رابطة الجمعيات النسائية

صفية جبر(رئيسة رابطة الجمعيات النسائية الخيرية الإسلامية لجميع احياء بيروت) تحدثت ايضًا لإيلاف واعتبرت انهم كجمعيات يعملون دائمًا على قضايا المرأة، وسبب احجام المرأة عن السياسة مرده النظام، رغم ذلك عليها ان تكون متواجدة، في المجلس البلدي لانه من صميم عملها، ويمكن حث النساء اكثر في العمل السياسي من خلال تحميسهن قدر الامكان وقمنا بذلك منذ اربعين عامًا، لاجل اخذ القرار في المشاركة في قرارات الدولة، لانهن نصف الشعب ويملكن القدرات.

وتتابع:quot;جربنا خلال البلديات ان نرشّح النساء بقوة، لم نر اي تشجيع من قبل الرجال في ذلك، ولا يزال القرار بيد الرجل الذي لا يزال يحارب المرأة اذا ما تقدمت او تطورت، وذهنية الرجل لا تزال ذكورية، ولكنها تتوقع تغييرًا في المستقبل على هذا المستوى لان المرأة تعمل على ذاتها من اجل ان تصل الى مراكز القيادة، وهي اصبحت اكثر تعلمًا في مختلف المجالات.

وتضيف:quot;يجب العمل على التربية الوطنية في المدارس والمجتمع لعدم التمييز بين المرأة والرجل، ويجب التقبل والاستعداد لعدم التفريق بين ذكر وانثى.