توجهت إيلاف بالسؤال الى ناشطين اجتماعيين لبنانيين عن منع النقاب في بلجيكا حول ردود الفعل ازاء هذا القرار، وهل يمكن ان ينسحب الامر على لبنان من خلال منع الحجاب فيه، ومع وجود مطالبات من هذا النوع هل يمكن تطبيقها في بلد كلبنان ومن يملك الجرأة اليوم ليطالب بذلك علنًا؟
ريما زهار من بيروت: بعد تصويت مجلس النواب البلجيكي لصالح قانون، هو الأول من نوعه في أوروبا، يحظر على النساء ارتداء النقاب في الأماكن العامة وبعد الحديث عن رغبة الحكومة الفرنسية في معاقبة من يرتدي النقاب بغرامة قدرها 150 يورو ومن يفرض إرتداءه على امرأة بالسجن عامًا والغرامة 15 ألف يورو، طرحت إيلاف سؤالاً على ناشطين اجتماعيين حول ردود الفعل إزاء هذه القرارات، وهل يمكن أن ينسحب الامر على لبنان من خلال منع الحجاب فيه؟
تقول الدكتورة فهمية شرف الدين (أستاذة جامعية وناشطة في مجال حقوق المرأة) إنه يجب أن يمنع النقاب، لسبب بسيط أنه لا يوجد نقاب تاريخيًا في الإسلام، وهو أمر غير ديني، وان تغطي المرأة رأسها او تقرر لبس الثياب الطويلة، هو جزء من خياراتها وهي حرة فيها، انما عندما يقفل على المرأة على وجهها ويديها، ولا يُرى منها شيء، يبدو وكأنه فعليًا نحولها إلى شيطان يجب إخفاؤه عن الوجود، والمعادلة بين النقاب وبين امرأة منقبة يطرح السؤال لماذا ننقبها؟ لماذا لا يتنقب الرجال، إلا اذا انه يتم تطبيق مقولة ان المرأة هي الغواية والفتنة وكل السيئات في الحياة العلائقية بين الرجل والمرأة.
وتضيف:quot; رد فعلي الاول انه يجب منع النقاب ليس فقط في بلجيكا بل في كل البلدان بما فيها العربية، هذا لا يعني انني ضد ان تتخذ النساء، إن كانت ترغب في ذلك ومن دون اي ضغط من احد، عندما تبلغ ال18 عامًا، قراراتها بان كيف تريد ان يكون شكلها في المجتمع، وهي حرة في ذلك، انا لست ضد ارتداء حجاب ام لا، ولكن ليس للنقاب، لانني اعتبر ان النقاب لا ينسجم مع روح العصر، كيف ستعمل هذه المرأة مع النقاب؟ هل سنخلق لها اعمالاً خاصة؟ كيف ستعمل مثلاً كطبيبة او كصيدلانية؟، او تحتك بالآخرين؟، انا ضد النقاب، وفي بلجيكا وفرنسا يمنعون النقاب لأسباب متعلقة بنمط حياتهم الذي يدافعون عنه، هم ايضًا احرار لان تكون اشكال حياتهم كما يرتأون، وعندما نذهب اليهم يجب ان نخضع لقوانينهم، اما في ما يخص لبنان تضيف:quot;لا نقاب في لبنان اصلاً، عندنا حجاب فقط، النقاب مختلف عن الحجاب، وفي لبنان حرية مطلقة لمن يريد أن يضع الحجاب ومن لا يريد ذلك وتضيف:quot; انا لست مع الحجاب ايضًا، ولكنني لست ضده، لكنني ضده في عمر مبكر، عندما تصبح الفتاة كبيرة عندها تختار كيف ستكون حياتها، وتعليمها، وعندما تكتسب معنى الحرية فهي عندها تختار هذه الامور، ولا ارى في الحجاب ضيرًا ولست متعصبة لشكل او لآخر، لكن متعصبة ضد النقاب طبعًا، لانه يشكل عدم احترام لعقل المرأة وهو تشييء لها.
وتتابع:quot; لا يوجد طرح علني في لبنان حول موضوع الحجاب لكن هناك سجال يومي حول هذه المسائل، لسنا بلادا مسلمة 100% خاصة المشرق العربي، هناك جماعات اخرى لها الحرية في ان تقرر ما تريد وطبعًا، هناك علاقة بين متطلبات الحياة العصرية وخروج المرأة الى العمل، ومن الضروري انها قد تجتمع مع الذكور والرجال.
ولدى سؤالها ان الملاحظ ان الحجاب والنقاب زاد في عصرنا اليوم اكثر مما كان سابقًا الى ماذا يعود سبب ذلك؟ تجيب:quot; الامر له علاقة بالاستخدام السياسي لمسألة الحجاب في البلاد العربية، وله علاقة بالحركات الاسلامية والمتحزبون يفرضون حجابًا.
بشور
بدوره تحدث معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) واعتبر ان قضية النقاب او الحجاب او وضع الصليب هو قضية حرية شخصية، واعتقد انه من غير المفيد من مبدأ الحرية الشخصية ان يجري تدخل في هذه الامور، ولكن يضاف إلى هذا الامر ان الطريقة التي تتعامل بها بعض الاوساط، مع قضية النقاب، تطرحها وكأنها قضية هوية، وكأنّ هناك رفضا لهوية دينية وحضارية وثقافية معينة، وبالتالي يتعدى الامر المسألة الخاصة بالنقاب او بالحجاب التي تتحول هنا الى إحدى قضايا الصراع الحضاري والثقافي الذي يروّج له البعض هنا وهناك، من أجل إبقاء العالم في حال من التوتر على كل المستويات، وانا اعتقد ان عدد المنقبات في بلجيكا لا يتعدى 150 سيدة، وبالتالي ان إثارة الموضوع على هذا المستوى وتمكن سيدة بلجيكية مسلمة محجبة من دخول برلمان احدى المحافظات البلجيكية يلقي شبهة سياسية على هذا القرار وشبهة عنصرية ايضًا، وهناك مظاهر عديدة لمثل هكذا ممارسات، بما فيها الرسوم التي تسيء الى صورة الرسول(صلعم) هناك حملة متزايدة عنصرية علينا ان ننتبه إليها.
ويضيف:quot; قبل ان يكون الامر انتقاصًا للتعبير الديني هو انتقاص للتعبير الشخصي، وبالتالي التدخل في هذه الامور هو تدخل في الحرية الشخصية.
وردًا على سؤال هل يمكن طرح عدم ارتداء الحجاب في لبنان مثلاً، يجيب:quot;لا أعتقد ان الظروف في لبنان او في المنطقة العربية تسمح بهذا النوع من المطالبة، لكن ليس هناك من بعيد على المخططات الرامية إلى إثارة الفرقة بين الحضارات والثقافات والاديان والشعوب، كل ما يثير الفتنة بين هؤلاء ربما يجد من يسعى إلى خدمته.
ويتابع:quot;لا اعتقد ان هناك طرفًا موزونًا يمتلك الجرأة لطرح هذا الموضوع، ونحن نعلم انه حتى في لبنان وفي اوساط مسيحية محافظة هناك من يضع الحجاب عندما تدخل المرأة الى الكنيسة.
سوبرة
أمينة سر المجلس النسائي ندى سوبرة تحدثت ايضًا لإيلاف واعتبرت ان النقاب لا يقع ضمن الشرع الاسلامي، وهو يطمس شخصية المرأة، وما الضير في ان تظهر المرأة وجهها، المهم ان تكون محتشمة بلبسها وتصرفاتها، وبطريقة معاملتها مع الناس، اما هل بالامكان المطالبة بمنع ارتداء الحجاب في لبنان تجيب:quot; هذا امر دقيق جدًا، وكمجتمع مدني لا نستطيع طلب ذلك، ولان لبنان لديه خصوصياته، وكذلك الدول العربية
التعليقات