القدس: استأنف الإسرائيليون والفلسطينيون حوارا هشا بوساطة الولايات المتحدة، بهدف اقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل لكن اصواتا من الجانبين باتت ترى ان حل الدولتين تقادم داعين الى دولة واحدة بقوميتين. وقال ميرون بينفينيستي الباحث الإسرائيلي المستقل الذي كان مساعدا لرئيس بلدية القدس quot;لاشك ان السعي من اجل حل بدولتين اصبح قديماquot;.

من جهته، صرح المحلل الفلسطيني والوزير السابق غسان الخطيب quot;لا اعتقد ان الوقت تأخر لكن الامر سيكون كذلك قريبا. فالزمن عدوناquot;. ويفضل بينفيستي شكلا من اتحاد يجمع إسرائيل والاراضي الفلسطينية. وقال ان quot;الحل الوحيد الذي يمكن ان يطبق في هذه الشروط هو تقاسم الشرطة واقامة حدود مرنةquot;. واضاف quot;اصر على الحدود المرنة اي حدود غير سيادية، وعلى اقامة نظام لتقاسم السلطة يلبي المطالب الاتنية للجانبينquot;.

لكن اغلبية الإسرائيليين يرفضون هذه الفكرة، اذ يخشى كثيرون منهم النسبة المرتفعة للولادات بين الفلسطينيين وهي اكبر من تلك المسجلة لدى الإسرائيليين الذين قد يصبحون بذلك اقلية في دولة بقوميتين. وتشكل اقامة دولة فلسطينية مجاورة محور الجهود الدبلوماسية الدولية منذ سنوات. لكن بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة يعقد هذا الحل.

وتفاقم الوضع في 2007 عندما سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة بالقوة وقطعت سكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة عن الضفة الغربية. وينظر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتحفظ الى فكرة اقامة دولة فلسطينية. لكن نتانياهو قبل تحت ضغط الولايات المتحدة قبل عام وللمرة الاولى اقامة دولة كهذه شرط ان تكون منزوعة السلاح وتتمتع بسيادة محدودة.

عباس يطلب رد أميركي لرفض إسرائيل وقف الاستيطان

ويخشى كثيرون في اليمين الإسرائيلي ان تسمح اقامة دولة فلسطينية لحركات متطرفة وخصوصا حماس بالسيطرة على الضفة الغربية. وفي اليسار يرى البعض ان الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب حزيران/يونيو 1967 ادى الى تفتيت المجتمع الفلسطيني مما يجعل احتمال اقامة دولة قابلة للاستمرار بعيدا.

والضفة الغربية وقطاع غزة ليسا متصلين وتفصل بينهما الاراضي الإسرائيلية. وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على التنقل بين المنطقتين وترفض التعامل مع حماس التي لا تعترف بالدولة العبرية. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اتهم الشهر الماضي إسرائيل quot;بتقويضquot; فرص استئناف محادثات السلام المجمدة منذ اشهر عبر اقامة quot;نظام فصل عنصريquot; في الاراضي المحتلة.

واكد رون بونداك احد مهندسي اتفاقات اوسلو ان quot;سبب وجود دولة إسرائيل هو (ان تكون) دولة يهودية ولا مكان للجانب الآخر في هذه الدولةquot;. واضاف ان quot;اعتقد ان حل الدولتين ما زال يمكن تحقيقهquot;.

الا انه رأى ان المفاوضات غير المباشرة التي اطلقت برعاية الولايات المتحدة لن تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية بل هي quot;مضيعة للوقتquot;. وتسيطر إسرائيل على ستين بالمئة من الضفة الغربية حيث يعيش حوالى 290 الف مستوطن وسط نحو مليوني فلسطيني. وفي القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، تعتبر إسرائيل 270 الف فلسطيني من المقيمين في المدينة وليس من المواطنين.