كرزاي وأوباما يسعيان لتحسين العلاقات المتوترة

واشنطن: اعطى الرئيس باراك أوباما تعليمات لفريقه بعدم quot;التلهيquot; بسجالات علنية مع الرئيس الافغاني حميد كرزايبل التركيز على الاهداف المشتركة بين البلدين. واعلن مسؤول في البيت الابيض الاحد ان الرئيس الاميركي باراك أوباما طلب من كبار مستشاريه عشية زيارة كرزاي التي تستمر اربعة ايام الى واشنطن تخطي التوتر الذي كان قائما مع الرئيس الافغاني واعادة التركيز على محاربة طالبان.

ووصل كرزاي الاثنين الى واشنطن في زيارة من اربعة ايام لاعادة توثيق العلاقات مع ادارة أوباما، بعد الانتكاسة التي شهدتها في الاشهر الفائتة، بحسب مسؤول افغاني. ويعتبر الطرفان المحادثات فرصة لتجاوز الجدال العلني بين واشنطن وكابول، بالرغم من توقع ممارسة أوباما الضغط على كرزاي لتعزيز مكافحة الفساد.

وسيستقبل أوباما كرزاي بما يليق برئيس دولة بما في ذلك المحادثات في المكتب البيضاوي ومؤتمر صحافي مشترك ومأدبة غداء في البيت الابيض الاربعاء. وتأتي الزيارة فيما تستعد القوات الاميركية لمرحلة مصيرية في استراتيجية أوباما التي شملت ارسال 30 الف جندي اضافي الى أفغانستان لمكافحة طالبان والاجازة للقوات الاميركية ببدء الانسحاب من البلاد في العام المقبل.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الاحد ان أوباما طلب من كبار معاونيه في الشأن الخارجي معاملة كرزاي بمزيد من الاحترام العلني، بعد ان ادلى الرئيس الافغاني بتصريحات حادة ردا على انتقادات وجهها اليه مسؤولون كبار في وسائل الاعلام. وقالت الصحيفة ان أوباما اراد فرض الانضباط على ادارته في اجتماع في البيت الابيض في الشهر الفائت.

وقال مسؤول في الادارة رفض الكشف عن اسمه لوكالة الانباء الفرنسية ان أوباما quot;لم يطلب منا العودة عن تصريحاتناquot;. وتابع ان الرئيس quot;قال لحكومته اننا بحاجة للتركيز على علاقة عمل قائمة على التعاون مع شركائنا الافغان وان نبقى مركزين على هذا الجهد بدل الاسترسال في الكلامquot;. واضاف quot;كل شراكة تشهد صعودا وهبوطا ولكن الاساسي هو ان نركز على الهدف المشتركquot; وهو النصر على طالبان.

وسيكون اللقاء بين أوباما وكرزاي الاول منذ التصريحات التي ادلى بها الرئيس الافغاني واتهم بها الغربيين بالوقوف وراء تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 اب/اغسطس الماضي واعيد انتخابه فيها. ومن المعلوم ان بعض الشخصيات الرئيسية في ادارة أوباما لطالما اعربت عن عدم الثقة في كرزاي وقدرته على مكافحة الفساد وضمان الحكم الصالح في اطار حكومة افغانية مستقرة.

ونقل عن كرزاي تهديده بالانضمام الى طالبان، في تصريح وصفته واشنطن بانه اخرج من اطاره كان ادلى به بعد ايام على نهاية زيارة أوباما الرئاسية الاولى الى كابول في اواخر اذار/مارس. وافادت واشنطن بوست ان كرزاي شعر بالمرارة بعد تلقيه نسخة عن تعليقات اجراها مستشار الامن القومي لدى أوباما جيمس جونز في طريقه الى كابول، اعتبرها الرئيس الافغاني مهينة.

بعد ايام قرأ كرزاي في صحيفة ان مسؤولا اميركيا لم يكشف عن اسمه هدد بادراج احمد والي كرزاي، اخيه غير الشقيق على لائحة الجيش للاشخاص المطلوبين احياء ام امواتا، بحسب الصحيفة. وقالت واشنطن بوست نقلا عن مسؤول كبير في الادارة quot;مرت فترة عصيبةquot;.

وتابع quot;بصراحة، توجب الرد على بعض ما قاله كرزاي. لكن في النهاية حصل تحسن مذاك في الاجواء والمضمون في علاقاتنا مع الرئيس كرزاي وفريقهquot;. وبينما تحتضن الادارة الاميركية كرزاي، ستشدد كذلك على اجراء التزامات مع اغلبية عناصر حكومته. فبرنامج زيارة الرئيس الافغاني برمته يبدو مصمما ليبرز ان علاقات واشنطن مع أفغانستان لا تحد بالعلاقة المتوترة مع كرزاي وحده.

وبينما وضعت واشنطن امالها في كرزاي بعيد اجتياح أفغانستان بقيادة اميركية عام 2001 والاطاحة بطالبان بات الان موضع تشكيك واسع النطاق، لا سيما في الكونغرس. وبعد وصول كرزاي الاثنين سيحضر عشاء بضيافة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قبل اجراء محادثات معها الثلاثاء، استعدادا لمحادثاته مع أوباما في اليوم التالي.

الخميس، يختتم كرزاي زيارته بزيارة مقبرة ارلينغتون الوطنية في فرجينيا، حيث دفن عدد كبير من القتلى الاميركيين في الحرب في أفغانستان. وقال كرزاي قبيل زيارته الاولى انه ما زال امام الولايات المتحدة وحلفائها طريق طويلة قبل نجاح عملياتهم الامنية في بلاده. وقال كرزاي في افتتاحية نشرتها واشنطن بوست quot;قمنا بمسيرة طويلة معا، لكن الجهود الدولية في أفغانستان ما زالت امامها اميال طويلةquot;. وتابع quot;ما زلنا لا نضمن امن قسم كبير من البلادquot;.