الأزمة النووية الإيرانية منذ 2005

وقَّع أحمدي نجاد ولولا دا سيلفا وإردوغان اليوم إتفاقًا حول مشروع لتبادل الوقود النووي.

طهران: وقع وزراء خارجية كل من ايران وتركيا والبرازيل صباح الاثنين اتفاقا ينص على نقل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى تركيا حيث ستتم مبادلته بوقود نووي عالي التخصيب.

وكانت قد اكدت قناة quot;العالمquot; الايرانية الرسمية ان الرئيسين الايراني والبرازيلي ورئيس الوزراء التركي سيوقعون صباح الاثنين اتفاقا حول مشروع لتبادل الوقود النووي وذلك في ختام قمتهم التي بدأت بعيد الساعة 09,00 بالتوقيت المحلي (04,30 تغ).

ونقلت القناة التلفزيونية الناطقة بالعربية عن علي باغري مساعد كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي والمكلف السياسة الخارجية ان quot;قمة ثلاثية بين الرئيس الايراني (محمود احمدي نجاد) والرئيس البرازيلي (لويس ايناسيو لولا دا سيلفا) ورئيس الوزراء التركي (رجب طيب اردوغان) قد بدأت. في ختام القمة ستوقع الدول الثلاث اتفاقا حول تبادل الوقود النوويquot;.

ووقع وزراء الخارجية الاتفاق في حضور الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست للصحافيين انه quot;في اطار هذا الاتفاق ستكون تركيا مكان تخزين اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيبquot;.

واضاف quot;هذا الاسبوع سنبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الاتفاق. كمية التبادل هي 1200 كلغquot; من اليورانيوم الضعيف التخصيب (بنسبة 3,5%). واوضح المتحدث ان quot;الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستبلغ مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) بهذا الاقتراحquot;.

واعلن الرئيس البرازيليللاذاعة الوطنية، ان الاتفاق النووي الذي ابرم الاثنين بين إيران وتركيا والبرازيل quot;انتصار للدبلوماسيةquot;. وردا على سؤال عن الاتفاق الذي ابرم في طهران، قال ان quot;الدبلوماسية هي التي انتصرت اليومquot;.

وقبيل مغادرته طهران، اضاف انه كان ممكنا التوصل الى اتفاق quot;من خلال الحوار من اجل بناء السلام والتطورquot;. وقد ادلى الرئيس البرازيلي بهذه التصريحات في قاعدة طهران الجوية لبرنامج quot;اذاعة الاثنينquot; الاسبوعي الذي تبثه الاذاعة البرازيلية.

وقال لولا ان الجهود الدؤوبة التي بذلها وزراء الخارجية التركي والبرازيلي والإيراني الذين اجتمعوا حتى الساعة الرابعة صباحا، افضت الى الاتفاق. وخص وزير خارجيته سيلسو اموريم باشادة مميزة.

وكانت مجموعة فيينا تفاوضت في تشرين الثاني/نوفمبر مع ايران حول مشروع اتفاق لتبادل الوقود النووي. ونص مشروع الاتفاق في حينه على ان ترسل طهران الى روسيا 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تمتلكه مقابل حصولها لاحقا من فرنسا على وقود نووي عالي التخصيب تحتاج اليه لتشغيل مفاعلها للابحاث في طهران.

غير ان طهران رفضت ذاك المشروع وطالبت بان تتم عملية التبادل على اراضيها سواء في آن معا او تدريجيا بكميات صغيرة. الا ان ايران وافقت في الاتفاق الذي وقعته الاثنين على ان تتم عملية التبادل في تركيا.

وقال مهمانبرست quot;نأمل ان يوافق الطرف الآخر على هذا الاتفاقquot;. واضاف quot;في حال وافقت مجموعة فيينا فستتم مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 3,5% ب120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20%quot;.

واضاف ان quot;مكان تخزين اليورانيوم سيكون تركيا تحت اشراف ايران والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;. واكد انه في حال وافقت الدول الكبرى على هذا الاتفاق فان quot;ايران سترسل في غضون شهر واحد 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركياquot;.

وتسعى البرازيل وتركيا، العضوان غير الدائمين في مجلس الامن، الى اقناع طهران بتقديم اقتراحات ملموسة لتجاوز الازمة. وتخصيب اليورانيوم هو في صلب النزاع مع المجتمع الدولي الذي يتهم ايران بالسعي الى حيازة السلاح النووي رغم نفيها هذا الامر. وكانت الدول الكبرى عرضت على طهران ان تسلمها سبعين في المئة من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي لديها لتحويله الى وقود عالي التخصيب، تحتاج اليه ايران لمفاعلها للابحاث الطبية.

لكن ايران رفضت هذا العرض وطلبت تبادلا متزامنا للوقود النووي بكميات محدودة على الاراضي الايرانية، وبدأت في شباط/فبراير انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة، ما ضاعف التعبئة الدولية لفرض عقوبات جديدة عليها عبر مجلس الامن الدولي.

ردود فعل

كوشنير: وكالة الطاقة الذرية هي المخولة الرد على الاتفاق النووي الايراني

إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي يتعين عليها الرد على الاتفاق بين ايران وتركيا والبرازيل، مشيرا في الوقت نفسه الى احراز تقدم في جهود فرض عقوبات على طهران في الامم المتحدة. وقال كوشنير لوكالة الانباء الفرنسية واذاعة فرنسا الدولية quot;ليس مطلوبا منا نحن الرد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المخولة بذلكquot;.

واضاف كوشنير ان الدول المعنية بالملف الايراني ستتشاور في ما بينها، في معرض رده على سؤال حول رد فعله على الاتفاق الذي اعلن صباح الاثنين. وقال quot;يسعدني التوصل الى هذا الاتفاقquot; بين ايران والبرازيل وتركيا. واضاف quot;نرحب بهذا الاتفاق (...) وبمثابرة اصدقائنا الاتراك والبرازيليين. الحوار دائما مفيد، والاستماع دائما افضلquot;.

وقال كوشنير quot;لم نحصل بعد على نصquot; الاتفاق، مشيرا الى ان ايران لم تكف عن زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب منذ عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقل اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى الخارج لتحويله الى وقود نووي واعادته الى مفاعل طهران البحثي.

ومنذ ذلك الاقتراح، واصلت ايران تخصيب اليورانيوم بنسبة 3 او 4% كما انها بدأت في شباط/فبراير بتخصيب اليورانيوم حتى 20%. ووقع وزراء خارجية كل من ايران وتركيا والبرازيل صباح الاثنين في طهران اتفاقا لنقل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى تركيا مقابل حصول طهران على 120 كلغ من الوقود النووي المخصب بنسبة 20% واللازم لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران.

أوروبا لا ترى في الإتفاق الإيراني حلا نهائياً للنووي

بدروها قدرت المفوضية الأوروبية أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم في طهران حول تبادل الوقود النووي قد لا يكون كفيلاً بحل المشكلة الإيرانية تماماً. جاء ذلك على لسان مايا كوشيانيتش، الناطقة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، حيث أشارت إلى أن الإتحاد الأوروبي ينتظر المزيد من التفاصيل حول هذا الاتفاق لإجراء تحليلات معمقة له،quot;كما أننا لا زلنا ننتظر رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأنهquot;، حسب قولها.

وأشارت الناطقة إلى أن إيران سبق وأن رفضت الإقتراحات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تبادل الوقود النووي، حيث quot;كانت هذه الإقتراحات بادرة حسن نية من قبل الوكالة ، فلو قبلتها طهران الآن ، سنرحب بذلكquot;، على حد وصفها.

وأضافت الناطقة أن quot;هذا الأمر لا يعتبر بنظر الأوروبيين حلاً للمشكلة الإيرانيةquot;، منوهة إلى أن أوروبا شأنها شأن باقي أطراف المجتمع الدولي تطالب طهران quot;بإزالة الغموض نهائياً حول ملفها النووي، وهو أمر لم يحدث حتى الآنquot;، على حد تعبيرها.

وعبرت الناطقة عن قناعة أوروبا أن الوضع الحالي لا زال يستدعي الإستمرار في العمل داخل أروقة مجلس الأمن الدولي لإستصدار قرار جديد ضد إيران وكذلك الحفاظ على إمكانية الحوار بموجب المقاربة المشتركة.

لندن: إيران لا تزال quot;مصدر قلق كبيرquot; رغم الاتفاق

وصرح وكيل وزارة الخارجية البريطاني اليستر بيرت الاثنين ان إيران لا تزال تشكل quot;مصدر قلق كبيرquot; رغم الاتفاق بينها وبين تركيا والبرزايل. وقال بيرت ان على ايران ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;فوراquot; ما اذا كانت ستشحن كمية من اليورانيوم القليل التخصيب الذي تملكه في صفقة تبادل للوقود تدعمها كل من تركيا والبرازيل.

وقال بيرت في بيان اصدرته وزارة الخارجية ان quot;تصرفات ايران لا تزال تشكل مصدر قلق كبير خاصة برفضها عقد اجتماع لاجراء مناقشات بشان برنامجها النووي او التعاون بشكل تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; وقرارها البدء في تخصيب اليورانيوم المنخفض التخصيب الى يورانيوم مخصب بنسبة 20%.