بروكسل: تم اليوم في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل عرض التقرير الأولي حول تطوير المفهوم الإستراتيجي للحلف والذي قدمته مجموعة من الخبراء المستقلين برئاسة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.

وشدد التقرير على ضرورة إجراء إصلاحات في سياسات ناتو خاصة في مجال الأمن وإضفاء المزيد من الشفافية على سياسات الحلف. كما لفت التقرير إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة لعلاقات الشراكة مع باقي الأطراف الدولية خاصة روسيا والتعاون في مهام حفظ السلام في العالم والتركيز على دور الناتو في حماية أمن دوله وأمن الإستراتيجي.

كما ويقترح التقرير آلية جديدة لإدارة الأزمات العالمية من قبل أعضاء الحلف مع الأخذ بعين الإعتبار التحديات الجديدة التي تواجههم، إذ quot;أصبح إصلاح ناتو ضرورة ملحة وليس فقط شعاراًquot; حسب تعبير أولبرايت.

من جهته، ركز الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، على ضرورة وضع أسس جديدة لطرق تدخل ناتو في مختلف دول العالم، quot;أتفق مع ما جاء في التقرير حول ضرورة أن يكون تدخل (ناتو) في أنحاء العالم نابع من ضرورة حماية أمن دوله الإستراتيجي ووفق آليات تعاون مشترك بين الأطراف بما يتوافق مع القوانين الدوليةquot; حسب كلامه.

وشدد راسموسن على أن هذا الأمر لا يعني أن حلف (ناتو) يريد أن يلعب دور الشرطي الدولي، وأضاف quot; لا نطمح لمثل هذا الدور ولكننا نسعى لإيجاد مقاربات مشتركة تحكم تدخلنا عبر الحدود لحماية أمن مواطنيناquot; على حد قوله. وحول العلاقات مع روسيا، رحب راسموسن بمحتوى التقرير لجهة ضرورة تدعيم شراكة مع موسكو قائمة على المعاملة بالمثل.

وأضاف quot;نريد طمأنة الروس إلى أن أي توسيع للحلف لا يستهدف أمنهمquot; مشيراً إلى أن دول الحلف وروسيا لديها الكثير من المجالات المشتركة للتعاون الثنائي والدولي، نظراً للتحديات والمصالح المشتركة للطرفين.

وتحدث كل من راسموسن وأولبرايت عن آثار الأزمة المالية الحالية على سياسات أعضاء دول (ناتو) الدفاعية، حيث وجها دعوة إلى دول الحلف إلى تحديد أولوياتها في مجال موازنات الدفاع. يذكر بأن التقرير الذي عرض اليوم في مقر (ناتو) لا يشكل سوى خطوة أولى على طريق تطوير المفهوم الإستراتيجي للحلف.

حيث اعتبره الأمين العام للحلف أساساً جيداً للعمل المستقبلي على طريق إصلاحه، وأضاف quot; سيقوم قادة دول ناتو بمناقشة هذا التقرير بشكل معمق خلال قمتهم القادمة في لشبونة في تشرين الثاني القادمquot; حسب تعبيره.