حكمت المحكمة الجزائيَّة المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في اليمن، اليوم بالإعدام على 6 من القراصنة الصوماليين من ضمن مجموعة تضم 12 قرصانًا، ألقي القبض عليهم في إبريل 2009. كما حكمت المحكمة بالسجن عشر سنوات على 6 آخرين . وهم متهمون بالقرصنة واختطاف ناقلة نفط يمنيَّة في العام الماضي.
صنعاء: كانت النيابة في أول جلسة من محاكمتهم في 29 سبتمبر الماضي وجهت إليهم تهمة اختطاف ناقلة النفط اليمنية quot;قناquot; أثناء إبحارها من ميناء المكلا إلى عدن في 26 أبريل العام الماضي وقاوموا بالقوة والعنف رجال السلطات الأمنية أثناء محاولتهم تحرير السفينة ونتج منها مقتل البحار صلاح القعيطي وفقدان البحار شريف علي وإصابة 4 بحارين آخرين. ويجري حاليا محاكمة عدد من القراصنة الصوماليين في كل من عدن وحضرموت.
81 حادثة في 2010
وتتزايد حالات القرصنة اتساعا حيث وقعت 14 حادثة منذ منتصف إبريل إلى الآن في حين أفاد تقرير صادر عن المكتب البحري الدولي أن القراصنة الصوماليين نفذوا 35 حادث قرصنة من إجمالي 67 حادثا في العالم خلال الربع الأول من هذا العام .
وأوضح تقرير المكتب الدولي إن عدد الحوادث انخفض بشكل كبير حيث تراجع من 102 حادث خلال الربع الأول من العام الماضي، إلى 67 مرجعا ذلك إلى استمرار وجود القوات البحرية في خليج عدن. وأضاف التقرير أنه تم الاستيلاء على محتويات ست وعشرين سفينة خلال الربع الأول من عام 2010 في حين أطلق النار على 18 سفينة ومحاولة هجوم على 12 سفينة في حين تم خطف 11 سفينة مخلفة ما مجموعه 194 من طواقم السفن محتجزين كرهائن، من بينهم 12 أصيبوا بجروح.
409 حالات خلال 2009
ويفيد المكتب البحري الدولي في تقارير حديثة له إن 406 حوادث قرصنة وسطو مسلح خلال العام 2009، وهو الأعلى منذ زمن حيث لم يصل هذا الرقم خلال الألفية الجديدة إلا في العام 2003 وكان الرقم 400 حادث. ويأتي العام 2009 مكللا بهذه الأرقام المرعبة بعد أن كانت 239 ، 263 و 293 للحوادث المبلغ عنها في عام 2006 و 2007 و 2008 على التوالي. ويشير تقرير صادر عن المكتب البحري الدولي إلى أنه تم في جميع أنحاء العالم خلال 2009 إطلاق سراح 49 سفينة اختطفت بينما أطلق سراح 46 من السفن في عام 2008.وأضاف التقرير أن ما مجموعه 1052 من أفراد الطواقم أخذوا رهائن، وأصيب ثمانية وستون منهم في حوادث متفرقة وقتل ثمانية آخرين، في حين زاد مستوى العنف تجاه الطواقم جنبا إلى جنب مع عدد من الإصابات.
217 حادثا ارتكبها الصوماليون في 2009
وأشار التقرير إلى أن المتهمين الصوماليين تسببوا بما مجموعه 217 حالة وخطفوا 47 سفينة وعلى متنها 867 شخصا وقعوا رهائن. وأورد التقرير أنه في عام 2008، استهدفت 111 سفينة من قبل قراصنة صوماليين ما أسفر عن اختطاف 42 سفينة لكنه أوضح أن عدد الحوادث في عام 2009 تضاعف تقريبا، مع تقليل نسبة نجاح عمليات الاختطاف. وأرجع التقرير الدولي ذلك الفشل إلى التواجد والتنسيق بين القوات البحرية الدولية جنبا إلى جنب مع زيادة الوعي واتخاذ إجراءات قوية من قبل قادة السفن.
وحسب الكابتن بوتينجال موكوندان مدير المكتب البحري الدولي معد التقرير فإن quot;القوات البحرية الدولية تلعب دورا حاسما في منع القرصنة في الصومال وأنه من الأهمية بمكان أن تبقىquot;. ويورد أن 2009 شهد تحولا كبيرا حيث لجأ القراصنة إلى سواحل الصومال الشرقية على المحيط الهندي في حين تركزت معظم هجمات عام 2008 في خليج عدن.
غياب الدولة وروابط بين الحكومة والقراصنة
ويقول الباحث في مركز سبأ للدراسات في اليمن خالد أحمد الرماح إن أسباب القرصنة البحرية لاتخرج في مجملها عن الفشل الذي حدث للدولة في الصومال، وغیاب السلطة المركزیة القویة التي تبسط سیطرتھا على كامل الأراضي الصومالیة وتكون مسؤولة أمام المجتمع الدولي وجیرانھا في الإقلیم عن أي مخاطر أو تھدیدات تصدر من أراضیھا أو میاھھا الإقلیمیة. وأضاف: هناك فترة وجیزة توقفت فیھا أعمال القرصنة وذلك حين سیطرت حركة المحاكم الإسلامیة على السلطة في الفترة بین یونیو إلى دیسمبر 2006، واستطاعت خلالھا القضاء نھائیا على القرصنة.
ولفت إلى أن حالة انعدام الدولة في الصومال على مدار 17 عاماً أوجدت وضعا معیشیاً واجتماعیاً بائساً، وتركة من التخلف والحرمان أوصلت ھذا البلد (في ظل صمت دولي وعربي) إلى حالة من التخبط والفوضى، وانتشار البطالة والفقر المدقع، وفقدان الأمل، وانعدام فرص الكسب الشریف تقریبا، لیعیش ما یقارب 3,25 ملايين صومالي، على المساعدات التي تقدمھا منظمات الإغاثة الدولیة. ولتصبح القرصنة والأعمال غیر المشروعة، رغم ما یكتنفھا من مخاطر، الوسيلة المتاحة للعیش وكسب الرزق ومصدراً للدخل القومي.
وحسب الرماح فإن إقلیم ldquo;بونت لاندrdquo; شمال شرق الصومال الذي یتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1998، يعتبر المعقل الرئیس لعصابات القرصنة الصومالیة، وتوجد فیھا المجموعتان الرئیستان من عصابات القرصنة، الأولى تتمركز في الجھة الشمالیة، في مدینتي quot;بوصاصوquot; وquot;آیلquot; الواقعتین في إقلیم ldquo;بونت لاندrdquo;، وتتكون المجموعة من 15 فریقا یتزعمھا ثلاثة أشخاص. ویتراوح عدد أفراد المجموعة الواحدة ما بین 15 إلى 25 شخصا، والمجموعة الثانیة تتمركز في الجھة الجنوبیة في مدینتي quot;حرادیرىquot; وquot;ھبیّةquot;، وھي تابعة لإقلیم ldquo;بونت لاندrdquo;، وتتكون من ثمانیة فرق یتزعمھا أیضاً ثلاثة رؤساء.
روابط بين القراصنة والمسؤولين
وقال: quot;المراقبون يرجعون سر تنامي عملیات القرصنة الصومالیة في بداية عام 2008 تحدیداً، إلى انھیار الاقتصاد في إقلیم ldquo;بونت لاندrdquo;، ووصول الحكومة فیھا إلى مرحلة العجز عن دفع مرتبات الموظفین الحكومیینquot;. وأضاف أن الحديث يدور حول علاقات تربط القراصنة بكبار المسؤولین الحكومیین في ھذا الإقلیم.
وأثار الرماح سببا آخر quot;یشیر إلیه البعض تصریحا أو تلمیحا، وھو وجود أطراف دولیة، وإقلیمیة تشجع ظاھرة القرصنة الصومالیة، أو تغض الطرف عنھا؛ في إشارة إلى إسرائیل التي تربطھا علاقات متینة مع الكیانات الصومالیة المستقلة، ومنھا إقلیم ldquo;بونت لاندrdquo; وأیضا إلى موقف الولایات المتحدة المتساھل مع الظاھرة، رغم أنھا تھدد إمدادات النفط التي تعتبرھا واشنطن مصلحة إستراتیجیة لا یمكن التفریط بھاquot;.
التعليقات