يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى باريس في وقت تتصاعد الاحتجاجات في فرنسا على سياسة حكومته.

باريس: تتصاعد في فرنسا الاحتجاجات على سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يزور باريس الخميس متجاوزة مواقف اقصى اليسار التقليدية، ويتجلى ذلك في دعوات الى المقاطعة وتظاهرات ينظمها ناشطون نقابيون وسياسيون وquot;نداءات الى التعقلquot; صادرة عن مفكرين يهود. وسيواجه نتانياهو خلال زيارته للعاصمة الفرنسية بمناسبة انضمام اسرائيل الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تجمعات باتت معهودة للتنديد بسياسته.

ودعت جمعية جيل-فلسطين الاوروبية لدعم الشباب الفلسطيني الى الاحتجاج على quot;استقبال ممثلين عن حكومة اليمين المتطرف الاسرائيليةquot; في الوقت quot;الذي تستمر فيه سياسة تهويد القدس بلا رادعquot;.ولم تعد هذه الانتقادات للسياسة الاسرائيلية محصورة بالاوساط الناشطة التي تنتمي في غالب الاحيان الى يسار اليسار.

وقال جيل ويليام غولدنادل رئيس جمعية فرنسا-اسرائيل باسف ان quot;الانتقادات المعادية لاسرائيل في فرنسا تتخطى بكثير اقصى اليسار لان فكر اليسار المتطرف يؤثر على المجتمع باسره، في مسعى لاسقاط الشرعية عن دولة اسرائيلquot;.

وتمتد هذه الانتقادات الى المثفقين الفرنسيين في البلد الذي يؤوي اكبر مجموعتين من اليهود والمسلمين في اوروبا. وفي هذا السياق وجه الكاتب ريجيس دوبري في كتاب اصدره في 19 ايار/مايو انتقادات شديدة لدولة وصفها بانها تعاني ازمة هوية بين نزعتين قومية وعالمية. وكتب quot;دولة يهودية وديموقراطية. ان حرف +الواو+ (الذي يربط الكلمتين) هذا معضلة حقيقيةquot;.

والكتاب بعنوان quot;الى صديق اسرائيليquot; وكتب على شكل رسالة مفتوحة موجهة الى المؤرخ والسفير الاسرائيلي السابق في فرنسا ايلي بارنافي. وكتب الناشط الثوري السابق الذي كان مقربا من الرئيس الاشتراكي الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران ان اسرائيل quot;لم تكف عن الاستيطان ونزع املاك (الفلسطينيين) واقتلاعهم من جذورهمquot;.

كما بات مفكرون يهود يوجهون بدورهم انتقادات الى السياسة الاسرائيلية وتحديدا الى استمرار الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وفي quot;نداء الى التعقلquot; اطلقته جمعية quot;النداء الاوروبي اليهودي الى المنطقquot; في الثالث من ايار/مايو في بروكسل وجمع اكثر من ستة الاف توقيع بحسب المنظمين، قرر يهود اوروبيون quot;اسماع صوت يهودي متضامن مع دولة اسرائيل ومنتقد لخيارات حكومتها الحاليةquot;.

ورأى الموقعون وبينهم الفيلسوفان برنار هنري ليفي والان فينكلكراوت، ان quot;وجود اسرائيل بات مجددا في خطرquot; جزئيا بسبب الاستيطان الذي اعتبروه quot;خطأ سياسياquot; وquot;خطيئة اخلاقيةquot;. ونددت المؤسسات اليهودية الفرنسية واليمين الحاكم في اسرائيل بهذا quot;النداءquot; معتبرة انه يسيء الى quot;التضامن اليهوديquot;.

ورد اثنان من اصحاب هذه المبادرة هما المحاميان ميشيل زاوي وباتريك كلوغمان في مقالة في صحيفة quot;لوموندquot; الاربعاء ان quot;موقعي هذا النداء باتوا يرفضون هذه القاعدة الحديدية التي ترغمهم على اقامة تعارض بين الخير (اسرائيل) والشر (جميع الاخرين)quot;، مؤكدين في الوقت نفسه على quot;روابطهم التي لا يمكن فكهاquot; باسرائيل.

وقال غولدنادل من جهته quot;ثمة مفكرون يهود غير مرتاحون لهذا النقد ويشعرون بان عليهم ان ينأوا بانفسهم عن الحكومة الاسرائيلية. انا من جهتي لا المس اي تغيير في عمل حكومات اولمرت وباراك ونتانياهوquot;.

واطلقت عودة الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو العدو اللدود للجمعيات المؤيدة للفلسطينيين واليسار الفرنسي الى السلطة عام 2009، الانتقادات في فرنسا واججها تعيين افيغدور ليبرمان السياسي المثير للجدل وزعيم حزب قومي متطرف وزيرا لخارجية اسرائيل.