الحوار بين الثقافات كان عنوان الجلسة التي تراسها الحريري في مجلس الامن اليوم حيث القى كلمة اكد فيها ان الحوار ضروري لتحقيق السلام.
نيويورك: قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم ان الحوار بين الثقافات ضروري لدعم السلام العالمي لكنه ينبغي ان لا يكون قائما على القوة وازدواجية المعايير مستشهدا بالصراع العربي الاسرائيلي.
ودعا الحريري خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الامن الى quot;حوار بين الثقافات من أجل تحقيق السلام والامنquot; قائلا quot;ان ثمة علاقة بين الحوار على المستوى العالمي والعمل الدبلوماسي الذي يحركه القانون الدولي مع رفض القوة والهيمنة وازدواجية المعاييرquot;.
واضاف ان عدم القدرة على اثارة المسائل الاخلاقية الاساسية يجعل الحوار نفسه مشكوكا فيه مشيرا الى ان quot;هذه حقيقة في بلادنا التي تعرضت لـ 25 عاما من الاحتلال الاسرائيلي وحروب اسرائيلية متكررةquot;.
وقال رئيس الوزراء اللبناني متسائلا quot;كيف يمكن للحوار ان يبني الثقة في ظل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية والرفض المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة وحق اقامة دولة مستقلة تكون القدس عاصمة لهاquot;.
واضاف ان quot;روح العدالة واحترام القانون الانساني والشرعية ينبغي ان تسود من اجل حوار موثوقquot; موضحا quot;انني متأكد من اننا جميعا نعي ان صنع سلام دائم في فلسطين وفق ما تنص عليه المبادرة العربية سيكون له تأثير كبير على العلاقات بين الثقافات والدياناتquot;.
وقال الحريري ان quot;سلاما عادلا قد اضحى ضرورة لنجاح الحوار وحل الازمة وتحقيق تقارب حقيقي بين الغرب والعالمين العربي والاسلاميquot;.
كما جدد التزام لبنان بالقيم الاخلاقية العالمية التي اقرها ميثاق الامم المتحدة الذي يوجه دبلوماسيتها وبرامجها خاصة في مساعي التسوية وحلول الصراعات موضحا ان quot;القيم هي اساس الحوار بين الثقافاتquot;.
ويعقد اجتماع المجلس اليوم عشية اعمال المنتدى الثالث لتحالف الحضارات المقرر انطلاقها غدا في البرازيل بحضور السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون. من جهته اشاد كي مون بتركيا واسبانيا الراعيين الاساسيين لتحالف الحضارات الذي انضمت اليه مؤخرا الولايات المتحدة لتصبح العضو رقم 100.
وقال ان quot;الحوار الثقافي اداة مهمة في الدبلوماسية واحثكم على الاستفادة منه بأكبر قدر ممكنquot; مشيرا الى ان quot;الحوار يمكن ان ينزع فتيل التوترات ويمنع من تصاعد المواقفquot;. واوضح كي مون ان quot;الحوار يستطيع ان يدعم التسوية في اعقاب الصراع ويمكنه ان يقدم اصواتا معتدلةquot; مشددا على quot;الحاجة لدعم الانظمة التعليمية حتى يتسنى للشباب الاستفادة من التنوع الثقافي والا يكونوا ضحية لهؤلاء الذين يستغلون الخلافاتquot;.
وحث المجلس على متابعة مناقشات اليوم بادراج الحوار بين الثقافات في مساعيه للحفاظ على السلام والامن العالميين.
من جانبه قال السفير النمساوي لدى الامم المتحدة توماس ماير-هارتينغ ان الحوار مع العالم الاسلامي جذب الانتباه في الاعوام الاخيرة في اوروبا.
واشار الى ان فيينا ستستضيف في وقت لاحق هذا العام منتدى القادة الشباب في العالم العربي واوروبا الاول الذي يهدف الى تشجيع quot;القادة الناشئينquot; من اوروبا وتركيا والعالم العربي على تطوير شراكات لفهم افضل ولتعاون اوثق.
وكان اجتماع اليوم محصورا على السكرتير العام واعضاء مجلس الامن الـ15 الذين فكروا في الحوار بين الثقافات بطريقة فلسفية بعيدا عن الصراعات السياسية في العالم.
التعليقات