سائق التاكسي ديريك بيرد

لاتزال مقاطعة ويست كمبريا بأقصى شمال غرب انجلترا، ومعها بقية بريطانيا، تعيش الجمعة حالة صدمة عنيفة إزاء حادثة القتل الجماعي التي ارتكبها سائق تاكسي يدعى ديريك بيرد في عدد من مدن وبلدات المقاطعة. وقتل فيها بالرصاص 12 شخصا، بمن فيهم شقيقه التوأم، وجرح 11 آخرين قبل أن ينتحر الأربعاء.

كشفت صحيفة التابلويد الشعبية quot;ديلي ميلquot; الجمعة النقاب عن أن أصغر ضحايا مجزرة كمبريا، جايمي كلارك (23 عاما)، الذي قُتل تحت وابل من رصاص بيرد، كان يعيش حياة سعيدة أتاحها فوز أسرته في العام 2001 بالجائزة الكبرى في يانصيب اللوتري وربحت منها مبلغ 2.3 مليون جنيه (أكثر من 4 ملايين دولار وقتها).

وتحدثت الصحيفة الجمعة الى شقيق القتيل، آندي (26 عاما)، فعلمت أن جايمي كان يعمل وكيل عقارات بعد انتقاله الى مدينة كارلايل مع خطيبته ليان جارمان في العام 2008، عندما بدأت هي دراستها الجامعية. وكان الاثنان ينويان الزواج في 2012.

وقال إن إن شقيقه كان يقود سيارته عبر منتجع سيسكيل الساحلي عائدا من معاينة أحد العقارات عندما تعرض لرصاص ديريك بيرد فانحرف بها واصطدم بسياج على الطريق. ولكن يعتقد أن الرصاص هو الذي أودى بحياته وليس حادث اصطدم السيارة نفسه.

وتحدث آندي عن السعادة التي غمرت الأسرة بعد فوز فوزها بجائزة اليانصيب الكبرى في 2001. وقال: quot;كان كل شيء على أكثر مما يرام. فقد تحققت لنا أمانينا بكل شيء ومن ضمن ذلك نوع المنزل الذي كنا نحلم باقتنائه في إحدى أجمل مناطق بريطانيا على الإطلاق، وشكل الاستثمارات التي كنا نطمح اليها. باختصار، صرنا من أثرياء البلاد. ثم تحدث مأساة مروعة كهذه فتقلب حياتنا رأسا على عقب. المال الآن لا يعني شيئا بالنسبة لنا والسعادة التي أتى بها علينا تبددت في لحظة واحدةquot;.

ويمضي قائلا: quot;ما فائدة المال في حال كهذا؟ أيعيد الينا جايمي؟ لا بالطبع. هذا يوضح لك الى أي حد يمكن للحياة أن تصبح قاسية. تعطيك بيمينها وتنتزع منك مائة ضعف بيسارها. كان جايمي إنسانا ملاكا لا يستطيع أن يوذي ذبابة. أحاول الآن أن ألملم حطام هذه الأسرة. أمي وأبي وخطيبته ليان في حالة يرثى لها ولا يصدقون أن جايمي فقد حياته في لحظة مجنونةquot;.

وكان القاتل الجماعي بيرد مسلحا ببندقيتين عُلم في ما بعد أنه يحمل ترخيصا لهما. ولايزال الغموض يلف الكثير من جوانب هذا الفعل المروّع بما في ذلك الدافع اليه. وقيل إنه دخل في مشاجرة عائلية حول الميراث تبعا لوصيّة والدته التي ترقد على فراش الموت. وعززت هذا الاتجاه حقيقتان رفع عنهما النقاب الخميس. وأولاهما هي أن شقيقه التوأم، ديفيد، ومحامي الأسرة، كيفين كومونز، كانا بين أوائل ضحاياه القتلى.

ثم قيل إنه دافعه هو خشيته من ملاحقته من قبل مصلحة الضرائب عن مبلغ 60 ألف جنيه كانت في حسابه المصرفي ولم يكشف عنها للمصلحة. وقيل أيضا إنه مصاب بلوثة عقلية لكن تاريخه الصحي لا يشير الى أي شيء من هذا القبيل. وتقول الشرطة الآن إنها لن تعرف دافعه الحقيقي أبدا على الأرجح.

وكان يعتقد بادئ ذي بدء أنه اختار ضحاياه عشوائيا. ثم أصبح الافتراض الأقوى هو أنه كان يشن حملة انتقامية لتسوية حسابات وخصومات قديمة. فقد كشف النقاب بعيد ظهر الخميس عن أن قائمة بأسماء عدد من الناس - من بينهم القتلى والجرحى - وجدت بحوزته بعد إطلاقه النار على نفسه في إحدى غابات المقاطعة حين ضيّقت قوات الشرطة خناقها عليه. لكن الشرطة تقول الآن إنه استهدف أشخاصا معينين، بينما قتل آخرين عشوائيا.