اتفق الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل على تطوير آليات المحافظة على أمن روسيا والاتحاد الأوروبي.

برلين: قالت ميركل في مؤتمر صحفي يوم السبت عقب محادثات مع ميدفيديف في قصر ميسبيرغ، وهو مقر الضيافة الرسمي للحكومة الألمانية الذي يقع على بعد 7 كيلومترات شمال العاصمة الألمانية برلين: على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بتطوير الآليات المدنية والعسكرية لمواجهة الأزمات بصورة مشتركة مع روسيا. وترى ميركل نقصا في هذه الآليات. وأضافت في إشارة إلى دعوة ميدفيديف إلى وضع آلية جديدة لحفظ الأمن الأوروبي أن مناقشة هذه المبادرة ستستمر.

وصدرت في ختام المحادثات بين الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية مذكرة تدعو إلى بحث إمكانية إنشاء لجنة وزارية روسية أوروبية تُعنى بالسياسة الخارجية والأمن، وتتيح على سبيل المثال فرصة لتبادل الآراء بين روسيا والاتحاد الأوروبي حول تطورات الوضع السياسي والأمني على الساحة الدولية، ويمكنها أن تضع المبادئ الأساسية لقيام روسيا والاتحاد الأوروبي بعمليات مدنية وعسكرية مشتركة لحل الأزمات.

وقالت ميركل إنها ترى إمكانية إنشاء هذه اللجنة على أساس من اللجنة الموجودة في مقر الاتحاد الأوروبي التي تنشغل بالشؤون الأمنية في إطار التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وعبر الرئيس الروسي عن أمنيته بأن تتمكن أوروبا من تثبيت قيمة عملتها حتى تتجنب الوقوع في أزمة عميقة.

وقال في المؤتمر الصحفي إن الأكثر أهمية الآن هو أن يتمكن شركاؤنا الأوروبيون من تحقيق الاستقرار في منطقة العملة الأوروبية الموحدة لكي تبقى العملة الأوروبية إحدى ركائز النظام المالي العالمي. أما إذا تم تجريد النظام المالي العالمي من هذه الركيزة فإن ميدفيديف يخشى أن يؤدي هذا إلى عواقب أكثر وخامة من انطلاق الأزمة في عام 2008.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن إجراء روسيا للمباحثات الثنائية مع شركائها الأوروبيين لا يعني أن روسيا تريد إيقاف التعاون مع الاتحاد الأوروبي عامة أو الاستبدال عنه بالتعاون الثنائي مع الدول المتفرقة. وقال ميدفيديف إنه يرى ضرورة مناقشة أفكار جيدة في البداية في الإطار الثنائي قبل رفعها إلى الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الروسي قد وصل إلى ألمانيا يوم الجمعة.

وقد أعلن ميدفيديف وهو يتسلم أوراق اعتماد السفير الألماني الجديد لدى روسيا في موسكو أن quot;تحديث صرح الأمن الأوروبي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتطوير النظام المالي العالمي وحل عدد كامل من المسائل الأخرى تحتل أهم أولوياتناquot;. . وقال مصدر بالرئاسة الروسية إن ميدفيديف وميركل يستعرضان أيضا ما تقوم الدولتان بإجرائه من فعاليات سياسية واجتماعية وثقافية وإنسانية تهدف إلى تحقيق المزيد من تقارب الشعبين الروسي والألماني.

وأصبح ميدفيديف ثاني رئيس أجنبي بعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك تتم استضافته في قصر ميسبيرغ الأثري الذي حظي باهتمام الحكومة الألمانية نظرا لجماله وموقعه المتميز، وعلى ضوء ذلك تم تحويله إلى مقر ضيافة حكومي جديد في عام 2007.

وشُيّد هذا القصر على الطراز الباروكي في عام 1737. وتم تأميمه في عام 1945 بعد تقسيم ألمانيا. وخلال سنوات تقسيم ألمانيا كان مقر ضيافة حكومة ألمانيا الغربية يقع على ربوة تطل على نهر الراين. وقد استضاف هذا المقر المعروف باسم quot;روتندهquot; عدداً كبيراً من زعماء العالم في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية بداية من ليونيد بريجنيف وانتهاء ببيل كلينتون مروراً بشاه إيران والملكة اليزابيت ملكة انجلترا. وبعد إعادة توحيد شطري ألمانيا وانتقال الحكومة من بون إلى برلين في عام 1999، بات واضحا أن ثمة حاجة لمقر ضيافة جديد يكون أكثر قربا من عاصمة ألمانيا الموحدة.