انقرة: رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم مطالب المعارضة باعلان حالة الطوارىء جنوبي البلاد لمواجهة تصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني على المواقع العسكرية التركية.

وانتقد اردوغان في لقاء مع الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم هذه المطالب قائلا ان quot;الدعوة لاعلان حالة الطوارىء هي بمنزلة الخنوع للارهابquot; في اشارة الى العمليات التي يشنها الحزب العمال الكردستاني منذ ربع قرن لاجل كيان مستقل للاكراد.

ياتي هذا في وقت تتعرض فيه حكومة اردوغان لانتقادات شديدة من جانب حزبي المعارضة الرئيسين لما اعتبراه تراخيا من الحكومة في الحرب على الحزب الانفصالي بعد سلسلة هجمات كان اخرها اليوم باسطنبول ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص واصابة 12 بجروح.

وطالب زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني اكبر احزاب المعارضة كمال قاليجدار اوغلو باعلان الطوارىء بالاقاليم الجنوبية الشرقية على خلفية تصاعد هجمات الانفصاليين quot;وذلك بأن تؤول كل السلطات في هذه الاقاليم الى الجيشquot; في حين دعا زعيم حزب الحركة القومية (يميني) دولت بهشلي الى اجراء انتخابات مبكرة وهو ما رفضته حكومة اردوغان لاعتبارها ان هذه الدعوة غير مناسبة وتستغل الظروف الحالية للبلاد.

ورفض الجيش ايضا دعوات المعارضة وقال على لسان رئيس الاركان الجنرال الكر باشبوغ انه quot;ليس من المناسب فرض حال الطوارىء في هذه المرحلةquot;.

وكان مجلس الامن القومي التركي قرر امس في اجتماع برئاسة الرئيس عبدالله غول وبحضور وزراء بالحكومة وقادة الجيش وضع استراتيجية امنية جديدة لمواجهة تهديدات الانفصاليين وحث وسائل الاعلام المحلية على التعاطي بمسؤولية مع التقارير الامنية quot;كي لا يستغلها هؤلاء في حربهم على الدولة التركيةquot;.

واكد اردوغان ان حكومته quot;تفعل كل ما هو مطلوب في الحرب على ارهاب حزب العمال الكردستانيquot; نافيا ان تكون الحكومة قد تخلت عن مبادرتها التي اطلقتها مطلع العام الحالي لمنح الاكراد حقوقا ثقافية وديمقراطية.

وتهدف هذه المبادرة التي عارضتها بشدة احزاب المعارضة والجيش كذلك الى انهاء الصراع الدامي مع الاكراد الذي انطلق في عام 1984 وخلف حتى الان اكثر من 45 الف قتيل.

وقال ان quot;التخلي عن هذه المبادرة يعني خيانة الشعب التركي كما يعني ان الارهاب سيسود في نهاية المطافquot;.