تقوم المملكة العربيَّة السعوديَّة بمراجعة إستراتجيَّتها الخاصَّة بالإرهاب، خصوصًا بعد الكشف عن شبكة تديرها إمرأة تدعى quot;هيلة القصيرquot; وتقوم بجمع الأموال لتنظيم القاعدة من خلال التبرعات الخيريَّة والإسلاميَّة، ما أثار الإنتباه إلى السيدات اللواتي يكنَّ فريسة أسهل من الرجال، ويُشكِّلن أرضًا خصبة للتشدُّد.

القاهرة: يكشف تقرير تنشره صحيفة quot;الدايلي تلغرافquot; البريطانيَّة أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة تقوم الآن بمراجعة إستراتيجيَّتها الخاصَّة بالإرهاب، بعد أنّْ تم الكشف عن شبكة تديرها إمرأة تقوم بتجميع الأموال لتنظيم القاعدة. وأفادت الصحيفة في هذا السياق بأنَّ إمرأة تدعى quot;هيلة القصيرquot;، وهي أم من الطَّبقة المتوسِّطة باتت توصف الآن بـquot;سيدة القاعدة الأولىquot; حيث كانت تدير خليَّة مكوَّنة من 60 شخصًا من المسلحين.

وتشير الصحيفة إلى أنَّ القصير حاصلة على شهادة في الجغرافيا، وكانت متزوجة من مدير تنفيذي سابق لدى شركة quot;أرامكوquot; العاملة في قطاع النفط.

ثم تبرز ما قاله في السابق مسؤولون يعملون في قطاع مكافحة الإرهاب حول أنَّ الشبان والفتيان هم المرتكزات الرئيسيَّة للإسلام المتشدد، ثمَّ تلفت في هذا الجانب إلى أنَّ مسؤولي الأمن في المملكة العربيَّة السعوديَّة قاموا منذ ذلك الحين بإنشاء وحدة خاصَّة بالنساء في جامعة الملك سعود، أقدم الجامعات في المملكة، من أجل دراسة جاذبيَّة التشدُّد الإسلامي.

وفي تصريحات أدلى بها للصحيفة، قال الجنرال منصور التركي من وزارة الداخليَّة السعوديَّة: quot;إنَّ قصة تلك السيِّدة، الَّتي تشارك في جمع الأموال، الَّتي وجدت من خلالها طريقها إلى تنظيم القاعدة، كانت بمثابة دعوة التنبيه بالنسبة لناquot;.

وتشير الصحيفة كذلك إلى أنَّ أجهزة الأمن السعوديَّة سبق لها أنّْ ألقت القبض على نساء ناشطات في مجال الإرهاب، والبعض سبق لهن المشاركة في تحضير القنابل، وتؤكِّد الصحيفة في السياق نفسه أنَّ طريقة تعامل المملكة مع المشتبه فيهم أصبحت أكثر صرامة في جميع المجالات، بعد قضية سعيد الشهري، نائب زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربيَّة.

وإلى الآن، يتم إخضاع من يُقال عنهم إنَّهم إرهابيون في برنامج مثير للجدل خاص بإعادة التأهيل، في الوقت الذي يتم فيه التركيز على التعليم والناحية النفسيَّة.

وطالب الشهري، المعتقل السابق في غوانتانامو والذي عاد إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة ثم لاذ بالفرار إلى اليمن، بأنّْ يتم إطلاق سراح القصير، الَّتي أُلقي القبض عليها في شباط/ فبراير الماضي.

وبحسب الإعترافات الَّتي أدلت بها أثناء احتجازها، قالت السُّلطات إنَّ القصير استعانت بغطاء المؤسسات الخيريَّة الإسلاميَّة للحصول على تبرعات في صورة أموال ومجوهرات، كانت تنقلها إلى تنظيم القاعدة.

وبحسب ما أوردته الصحيفة من معلومات، فإن وفاء الشهري، زوجة سعيد الشهري، كانت إحدى الوسيطات الرئيسيَّات في هذا الجانب، وعادت إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة لتقوم بتجنيد السيِّدات والفتيات، لكن يتردد أيضاً أنَّ القصير كانت تعتزم الإنضمام إلى سعيد الشهري وأنَّ تصبح زوجته الثانية.

وعلى الرغم من ذلك، وُضِع في الإعتبار حقَّها في الخصوصيَّة كامرأة، لم يتم نشر أي صور معروفة لها، حتَّى وهي مرتديةً النقاب أو الحجاب الذي تستخدمه جميع السيِّدات المحافظات في المملكة.

وتلفت الصحيفة كذلك إلى أنَّ القصير طُلِّقت من زوجها الأوَّل، عبد الكريم الحميد، المسؤول السابق بشركة quot;أرامكوquot;، بعد أنّْ دخل السجن (بسبب نشاطه المتشدِّد في مجال الوعظ الديني)، وهو ما مكَّنها من مواصلة مهمتها عن طريق الزواج مرَّةً أخرى.

وفي الختام، أكَّد الجنرال تركي على أنَّ السيدات يكنَّ فريسة أسهل ربما من الرجال، لأنهم يتأثرن بشكل أكبر بموضوعات من بينها الفقر والبطالة والحاجة، الذين يُشكِّلوا أرضًا خصبة للتشدُّد. وأضاف قائلاً: quot;من الواضح أنَّ الحياة المُقيِّدة للمرأة بموجب العادات والتقاليد والقوانين لا تعني أنَّها غير قادرة على الإختلاط بالمتشددين من الرجال، ويجب علينا طمأنة المجتمع الآن حول مسألة اقتراب تنظيم القاعدة من النساءquot;.