مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين في كمين في مأرب
طلاب أجانب في اليمن يميلون للتطرف بعيدًا من الرقابة

في الوقت الذي تستضيف فيه بريطانيا الأسبوع المقبل إجتماعًا دوليًّا بشأن اليمن يهدف إلى حشد الدعم من أجل إرساء الإستقرار والأمن في البلاد، قال عدد من المحللين انه يجب ألا يكتفي الغرب وحلفاؤه العرب بمكافحة الإرهاب إذا كانوا يريدون مساعدة البلاد في إخماد خطر المتشددين الذين يستغلون الصراعات الداخلية والفقر وضعف السلطة المركزية، بل هناك ضرورة لمعالجة الضغوط الاقتصادية الابعد مدى والتقليل من حدة التوترات السياسية.

لندن: قالت جيني هيل الخبيرة في شؤون اليمن quot;يجب على الغرب تبني نهجًا (يشمل الحكومة بكاملها) يحدد أهدافًا فورية لمكافحة الارهاب في اطار عمل أوسع نطاقًا يحاول معالجة الضغوط الاقتصادية الابعد ويقلل من حدة التوترات السياسيةquot;. وتابعت هيل التي كتبت بحثًا عن اليمن لمؤسسة تشاتام هاوس البحثية قائلة لوكالة رويترز ان هذا سيتطلب موقفًا غربيًا موحّدًا ودعمًا من جيران اليمن العرب، فضلاً عن شريك في اليمن يملك الارادة والقدرة.

ورأى المحلل اليمني عبد الغني الارياني بأن الدور الذي قام به quot;الجهاديquot; السابق طارق الفضلي في الحركة الجنوبية quot;أكسب تحرك الحكومة لتحويل التمويل المخصص لمكافحة الارهاب لاخماد الاحتجاجات المشروعة في الجنوب مزيدًا من الشرعيةquot;. وأضاف أن مشكلة اليمن الرئيسة تكمن في سوء الحكم. وقال quot;لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد القاعدة دون تجريدها من الاداة الرئيسة التي تستخدمها في التجنيد وهي الظلم والافتقار الى سيادة القانون والفساد المستشري الذي أفقر أغلبية الشعبquot;.

استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء عبد الله الفقيه قال إن quot;الحكومة اليمنية لا تستطيع أن تفعل الكثير ازاء القاعدة ما لم تحسم الحرب في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب... هذان الصراعان يوفران للقاعدة البيئة اللازمة للازدهار والتحرك بحريةquot;. وسيكون المانحون حذرين في القاء مزيد من الاموال باليمن على الاقل دون اشراف محكم. ولم تستطع البلاد الا انفاق جزء من خمسة مليارات دولار حصلت على تعهدات بها في مؤتمر عام 2006.

وقال وزير الدولة البريطاني ايفان لويس للبرلمان هذا الاسبوع quot;السبب الجذري للصراع في اليمن هو الافتقار للحكم وعدم توصيل الدولة للخدماتquot;. ويخشى الكثير من اليمنيين من أن اهتمام الغرب متقلب ويشيرون الى تغير موقف الولايات المتحدة فيما سبق في أفغانستان وباكستان وفي بلادهم.

وقال جريجوري جونسن المتخصص في شؤون اليمن بجامعة برنستون quot;هناك قلق متزايد داخل اليمن من أنه اذا اختفى التهديد من القاعدة ستذهب معه المساعدات الأميركية ايضاquot;. وقال ان لديه quot;مخاوف ذات مصداقيةquot; بشأن حقوق الانسان والفساد في اليمن.

كما يحمل التعاون الصريح مع الولايات المتحدة في طياته مجازفة بالنسبة لصالح الذي عانى من رد فعل جماهيري عنيف بعد غارة أميركية بطائرة من دون طيار أسفرت عن مقتل زعيم للقاعدة على الاراضي اليمنية في 2002 . وقال جونسن quot;انها مسألة موازنات بالنسبة إلى الجانبينquot;.

وازداد قلق الجيران العرب من امتداد الاضطراب في اليمن الى اكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم وبها اكثر ممراته الملاحية نشاطا. وقال مسؤولون يمنيون ان احدى الوسائل لتخفيف معاناة بلادهم ستكون تشجيع الدول الخليجية على الاستعانة بعمال يمنيين وتحسين مهاراتهم من خلال مزيد من التدريب المهني في الداخل.

من جهة أخرى تستضيف بريطانيا الاسبوع المقبل اجتماعا دوليا بشأن اليمن يهدف الى حشد الدعم من أجل ارساء الاستقرار والأمن في البلاد. وقال مسؤولون بالخارجية البريطانية اليوم ان الاجتماع الذي يستمر ساعتين في 27 يناير/كانون الثانيالجاري سيعقد بمشاركة 20 بلدًا وخمس منظمات دولية. كما يتوقع مشاركة عدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين بدول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر

وذلك لبحث سبل مكافحة التشدد وتشجيع الاصلاح في اليمن الذي يحكمه الرئيس علي عبد الله صالح (67 عاما) منذ ما يقرب من 32 سنة، وكيفية تعامل القوى الغربية مع الزعيم اليمني مسألة حساسة للطرفين اللذين لا تتشابك مصالحهما الا جزئيا.

وأشار المسؤولون الى أن صنعاء تتعرض لضغوط للقضاء على تنظيم القاعدة بعدما أعلنت جماعة مقرها اليمن مسؤوليتها عن محاولة تفجير طائرة ركاب الأميركية. وأضاف المسؤولون ان الغرب ودول الخليج العربية المجاورة والمجتمع الدولي يشعرون بقلق ازاء الاستقرار في اليمن ويريدون مساعدته في جهوده الرامية الى اصلاح مشاكله الاجتماعية والاقتصادية.

وكانت لندن استضافت عام 2007 مؤتمرا للدول المانحة من أجل مساعدة اليمن تعهد خلاله المجتمع الدولي بتخصيص ما يزيد على سبعة مليارات دولار لكنه لم يقدم سوى جزء صغير منها بسبب عدم قدرة اليمن على استيعاب المساعدات. وسيعكف اجتماع لندن المقبل على بحث سبل تطوير وبناء القدرات في اليمن.

وحذر المسؤولون البريطانيون من أنه quot;لا يوجد حل سريع لهذه المشاكل واليمن وحده الذي ينبغي أن يأخذ زمام المبادرة في مساعدة نفسهquot;. وأشاد المسؤولون بالتحركات التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي لدعم اليمن سياسيًّا واجتماعيًّا وماليًّا. وعبروا عن احترامهم الكبير في هذا الصدد تجاه المساعدات المالية quot;الكبيرة والسخيةquot; التي تقدمها دول مجلس التعاون الخليجي الى اليمن.

إلى ذلك، أعلن البنك الدولي ان نحو 42 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. خصوصًا وان الريال هبط الى أدنى مستوياته خلال هذا الاسبوع. وانخفض انتاج النفط الآخذ في التناقص 70 في المئة في الفترة من يناير/كانون الثاني الى اكتوبر تشرين الاول 2009. ولا تستطيع صادرات الغاز الجديدة سد الفجوة.

ومن المنتظر أن يتضاعف عدد سكان اليمن خلال 20 عامًا لكن الوظائف شحيحة بالفعل وموارد المياه تتراجع. وأسفر الصراع مع الحوثيين الشيعة في الشمال عن سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو 200 الف منذ العام 2004. ويستنزف أموال الدولة على الرغم من أن السعودية المانح الرئيسي لليمن بدأت قتال المتمردين على حدودها في نوفمبر/تشرين الثاني.