رفض العراق اليوم القيام بدور الشرطي لحماية الحكومة التركية من هجمات حزب العمال الكردستاني.

To match Feature TURKEY-KURDS

رفض العراق طلبا تركيا بتدخله لحمايتها من هجمات حزب العمال الكردستاني الانفصالي واشار الى انه معني بإيجاد آليات مناسبة للتعامل مع الحزب لئلا يكون مصدر تهديد للمناطق الحدودية بين العراق وتركيا.

واكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان المطالبات التركية بان يتدخل العراق لحماية تركيا من هجمات حزب العمال الكردستاني مرفوضة مشيرا الى ان العراق لن يلعب دور الشرطي لحماية الجارة تركيا. وقال الدباغ في تصريح مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه الليلة ان دور العراق يتمثل في اللجنة الأمنية المشتركة مع الجانبين التركي والاميركي بإيجاد آليات مناسبة للتعامل مع خطر حزب العمال الكردستاني لا العمل كـquot;شرطيquot; للحكومة التركية.

وأضاف الدباغ أن التبادل الاستخباري بين الدول الثلاث بهذا الشأن quot;مستمر ويجري في مسارات مختلفةquot;، معتبرا ذلك quot;مناسباً ضمن الظروف الحاليةquot;. وأوضح أن العراق quot;معنيٌ بإيجاد آليات مناسبة للتعامل مع حزب العمال الكردستاني لئلا يكون مصدر تهديد للمناطق الحدودية بين العراق وتركياquot;، مبينا أن اللجنة الثلاثية quot;تجتمع لتقييم حجم الأخطارquot;، وذلك في أول تعليق حكومي عراقي على إعلان الحكومة التركية أن المعلومات الاستخبارية التي يقدمها الجانبان الاميركي والعراقي لأنقرة بشأن تحركات quot;العمال الكوردستاني ليست كافيةquot;، وأنها quot;تتوقع منهما المزيد من الجهد في هذا الإطارquot;.

واشار الدباغ الى ان اللجنة الأمنية quot;ليست غطاء لأي عمليات وأن دورها ينحصر في تقييم تحركات حزب العمال الكردستاني ومحاصرة نشاطهquot;.

وفي وقت سابق فجر اليوم قصف الطيران التركي مجددا مواقع لمتمردي حزب العمال في العراق فيما دعا زعيم الحزب عبدالله اوجلان من سجنه الى هدنة بين المتمردين وانقرة بعد اسابيع عدة من المواجهات اليومية. واعلنت هيئة اركان الجيش التركي ان المقاتلات التركية شنت غارة ليلا على مخابىء لحزب العمال الكردستاني quot;في منطقتي كركوك وجبل قنديلquot; في شمال العراق.

ويملك حزب العمال الكردستاني قواعد في المنطقة المذكورة ويشن منها هجمات داخل الاراضي التركية. واكد المتحدث باسم المتمردين الاكراد في العراق احمد دنيز وقوع الغارة لافتا الى انها لم تسفر عن اصابات.

ومنذ بداية الشهر الماضي تستمر المواجهات بين الجيش التركي والمتمردين حيث نفذ حزب العمال الكردستاني الاسبوع الماضي تهديده باستهداف المدن الكبرى عبر مقتل ستة اشخاص في اعتداء بقنبلة في اسطنبول.

وقتل نحو خمسين شخصا منذ بداية الشهر الماضي في اعمال عنف تتصل بالمتمردين الاكراد. كما قتل خمسة عناصر من القوى الامنية و12 متمردا الاربعاء في معارك في جنوب شرق تركيا.

من جهته دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله اوجلان حزبه المسلح وانقرة الى التفكير في هدنة. واعلن اوجلان الذي يقود حزبه من سجنه وينقل رسائل عبر محاميه ان quot;بامكان الطرفين المضي قدما نحو عملية نبذ العنفquot;. واضاف quot;اذا توافرت هذه الارادة فان المتمردين قد يستجيبون لهاquot;.

ودعا اوجلان مجددا الى اعتراف صريح بحقوق نحو 15 مليون كردي تركي (من اصل 73 مليون نسمة) في الدستور ومنحهم حكما ذاتيا والافراج عن الموقوفين في حملات امنية.

ومنذ عام 2007 يقصف الجيش التركي في شكل منتظم مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق وقام في هذا الاطار بعمليات توغل برية عدة. وبحسب التقديرات فان نحو الفي متمرد يتحصنون في شمال العراق.

وتدعو انقرة واشنطن حليفتها في الحلف الاطلسي التي تزودها بمعلومات عن تحركات المتمردين وايضا حكومة اقليم كردستان العراق الى بذل مزيد من الجهد دعما لتصديها لحزب العمال الكردستاني.

وخلال لقاء اخير في كندا، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من الرئيس الاميركي باراك اوباما ممارسة ضغوط على القادة الاكراد في العراق لاحتواء انشطة حزب العمال الكردستاني.

وسبق تصاعد العنف فترة هدوء نسبي طرحت خلالها الحكومة التركية المنبثقة من التيار الاسلامي مبادرة لمصلحة تعزيز حقوق الاكراد البالغ عددهم 15 مليون شخص من اصل نحو 73 مليون تركي.

لكن هذه المبادرة واجهت صعوبات مع قيام القضاء بحل اكبر حزب موال للاكراد في موازاة حملة اعتقالات واسعة.

وترتفع اصوات في تركيا تطالب الجيش باجتياح شمال العراق بحجة ان الاميركيين لم يضعوا حدا لانشطة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة منظمة ارهابية.

وكتب المحلل سيدات لاتشينر في صحيفة حريات دايلي نيوز quot;على غرار الاميركيين في افغانستان (...) على تركيا ان تجتاح العراق فوراquot;.
ولاحظ هذا المتخصص في شؤون الارهاب انه منذ الاحتلال الاميركي للعراق العام 2003، quot;لم يعمد اصدقاؤنا الاميركيون الى قتل او اعتقال ارهابي واحد من حزب العمال الكردستانيquot;.

ويخوض حزب العمال الكردستاني منذ 1984 نزاعا مسلحا مطالبا بمنح جنوب شرق الاناضول حكما ذاتيا. واسفر هذا النزاع عن 45 الف قتيل وفق احصاءات رسمية.