قوارب هجرة غير شرعية

تحدث المسؤولون عن جمعية كارافانا المعنية بالدفاع عن حق اللجوء في المانيا خلال احتفاليتها العاشرة عن اهدافهم وامثلة من الاعمال التي قاموا بها من اجل اللاجئين الأفارقة والعراقيين، واصفين أوضاع هؤلاء و ما يمرون به من صعاب.

قبل 10 سنوات من هذا التاريخ، تأسست في ولاية بافاريا الالمانية جمعية اطلق عليها جمعية quot;كارافاناquot; المعنية بالدفاع عن حق اللجوء في المانيا، والمناهضة للعنصرية والتميز العرقي، وعمليات الترحيل القصري من قبل الجهات المسؤولة.

في احتفالية اقامتها هذه الجمعية للتذكير بما قامت به طوال السنوات الماضية، ومن أجل جمع مزيد من الدعم والمساندة في كفاحها المستمر حتي تحقق اهدافها التي قامت من اجلها واهمها هو الفصل بين القوانين الوضعية وحق الانسان في الحياة، راح المسؤلون في الجمعية يشرحون للزوار اهدافهم وامثلة من الاعمال التي قاموا بها من اجل هؤلاء اللاجئين.

في مدخل الجمعية كان احد الملصقات يشير الي ان اللجوء او مغامرة السفر الى دول اخرى لايعني الذهاب في نزهة انما يعني البحث عن الحياة وليس اكثر من ذلك.
لهذا كان اللقاء مع السيد بيرنرد من الاعضاء الفاعلين في الجمعية الذي يقول quot;اننا نسعى لتغير القانون الخاص باللجوء في اقليم بافاريا، ومن ثم القانون في المانيا كلهاquot; وهو يري ان من حق الانسان العيش هنا او في اي مكان آخر يراه مناسبا له، ولا يمكن للبشر ان يحددو مكانا لايحق لبشر آخرين من تجاوزه.

أفارقة يطلبون المساعدة

quot;ديو ديسيوسquot; لاجئ من نيجيريا يتردد بصفة منتظمة علي جمعية quot;كارافاناquot; من اجل الحصول على مساعدة فهو يعيش مع ثلاثة اشخاص آخرين في حجرة مساحتها ثلاثة عشر متراً مربعاً في احدى معسكرات اللجوء في مدينة ميونيخ وغير مسموح له بالعمل او الخروج خارج نطاق المدينة طبقا لقوانين اللجوء في المدينة. وغير الوجبات الغذائية والملابس التي يتم توفيرها له، يصرف له ايضا من مكتب الاعانة الاجتماعية في الولاية 40 يورو في الشهر كمصروف جيب.

لكن هل من حق اي فرد ان يطلب المساعدة من هذه الجمعية؟ يجيب السيد بيرنارد، غالبا ما يأتي الناس الذين لديهم مشاكل الى هنا خاصة المهددين بالترحيل، بعد ان يكون قد تم رفض طلباتهم للجوء، ولا يبقى امامهم اي حل اخر الا طلب مساعدتنا، اما عن الحالات التي نجحت بالفعل الجمعية من مساعدتها فيقول: لقد نجحت الجمعية بالفعل في ايقاف بعض حالات الترحيل ويعدد امثلة علي ذلك بقوله،quot; في سنة 2003 نجحنا بالفعل في ايقاف ترحيل اسرة من توجو قبل ساعات قليلة من تنفيذ امر الترحيل وركوبهم الطائرة وقمنا بالدفاع المستميت عن قضيتهم حتي تمكنا اخيرا من الغاء امر الترحيل وهم يعيشون الان في امان في ميونيخ.

الحرب في العراق دفعت العراقيين الي الفرار

مهاجرين غير شرعيين

قمنا كذلك بمساعدة عدد من العراقيين الفارين من ويالات الحرب في العراق، وهم يعيشون في ميونيخ الان، كانت الجمعية قد تلقت عددا كبيرا من طلبات العراقيين اللذين يعيشون في ميونيخ للمساعدة من جراء مطاردتهم من قبل السلطات خاصة وان بعضهم كان يفتقد الى الاقامة الشرعية في البلاد، احد هؤلاء يدعى quot;ناجيquot; يتردد على الجمعية بانتظام ويشرح مشكلته الى اعضاء الجمعية قائلا: لقد حضرت من بغداد الى هنا عن طريق التهريب... وهم يريدون الان ترحيلي،وهو امر لا استطيع تنفيذه لان الذهاب الى بغداد هو الذهاب الى الموت فبغداد مدينة لاتتوقف فيها اعمال القتل والوضع هناك غير آمن.

كان للجمعية نشاطا قويا أبان الحرب علي العراق، وبداية توافد المهاجرين العراقيين إلى المانيا فقد نظمت عدة مظاهرات حاشدة في وسط مدينة ميونيخ مطالبة السلطات الالمانية بتخفيف القيود علي اقامتهم وتوفير الحماية لهم.

في هذا الصدد يقول السيد بيرنارد نحن نؤدي عملنا باحتراف بالغ كما اننا نشيطين في المجتمع المدني وعبر وسائل الانترنت، اما المظاهرات التي نقوم بها فهي للفت نظر الالمان لمعاناة هؤلاء الناس الذين يبحثون عن سبل للحياة ليس أكثر.

الزائر للجمعية يعجب كثيرا بأهدافها ومحاولة اعضائها تقديم المساعدة لمن يتعرضون لمحن تنتج عن الحروب، اعضاء الجمعية ايضا فخورون بما يقومون به، ويقدمون للزائر مطبوعات منشورة تحكي قصصا من اعمالهم لمكافحة القوانين الصارمة تجاه اللاجئين مثل قصة امير عجيب السوداني الذي راح ضحية هذه القوانين، ففي يوم 28 من شهر مايو في عام 1999 صدر قرار بترحيل أمير الى الخرطوم، عن طريق القاهرة، لكنه توفي في رحلة الترحيل من أثر العنف الذي مارسه معه رجال الامن بالنظر الي مقاومته امر الترحيل وعدم رغبته بالسفر الى الخرطوم. هناك حادث اخر ايضا وقع ضحيته نيجيري توفي هو الاخر في مخفر للشرطة نتيجة لعنف رجال الامن وهو الامر الذي جعل الكثيرين يتعاطفون مع حقوق اللاجئين.