آنا تشابمان

فيما أصدر ديمتري مدفيديف عفوًا عن أربعة مواطنين في إطار قضية تبادل الجواسيس مع أميركا، طرد الجواسيس العشرة الذين كانوا يعملون منذ سنوات لحساب المخابرات الخارجيّة الروسيّة في الولايات المتّحدة.

نيويورك: قال بيان للخارجية الروسية الجمعة ان المساجين الاربعة المعفي عنهم من قبل الرئيس الروسي دميتري مدفيديف سيسلمون الى الولايات المتحدة في مقابل عشرة عملاء روس متهمين بالتجسس لحساب روسيا في الولايات المتحدة.

واضاف البيان ان واشنطن وموسكو قررتا quot;اعادة عشرة مواطنين روس متهمين في الولايات المتحدة الى روسيا وان يتم بالتزامن نقل اربعة اشخاص سبق ان تمت ادانتهم في روسيا الى الولايات المتحدةquot;. ولا يوضح البيان ان كانت عملية التبادل تمت.

وأبعد عشرة عملاء كانوا يعملون منذ سنوات لحساب جهاز الاستخبارات الروسية الروسي من الولايات المتحدة كما اعلنت مساء الخميس محطة التلفزيون المحلية في نيويورك quot;ان واي1quot; ما ينهي قضية تشبه فصولها حقبة الحرب الباردة.

وكان احد محامي العملاء ريتشارد بوم اعلن سابقًا للصحافيين ان quot;كل الذين اقروا بذنبهم سيستقلون حافلة تقلهم الى احد مطارات نيويورك للتوجه الى موسكوquot; وذلك قبيل اعلان محطة التلفزيون المحلية النيويوركية عن ابعادهم.

ويتوقع وصول الجواسيس الروس اليوم الجمعة الى موسكو على ما افاد مسؤول روسي قريب من الملف طلب عدم كشف هويته. الا انه رفض اعطاء المزيد من التفاصيل بينما بثت قناة quot;برفيي كنالquot; الروسية صورا ظهر فيها الجواسيس يصعدون على متن طائرة في نيويورك.

واعطت موسكو موافقتها على الافراج عن اربعة اشخاص معتقلين quot;للاشتباه بقيامهم بالاتصال باجهزة استخبارات غربيةquot; مقابل الافراج عن الجواسيس العشرة المعتقلين في الولايات المتحدة منذ 27 حزيران/يونيو كما اعلنت وزارة العدل الاميركية الخميس.

وبعد الاعلان الاميركي، قالت ناطقة باسم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف كما نقلت عنها وكالات الانباء الروسية ان الرئيس الروسي اصدر عفوًا عن المعتقلين الاربعة الروس بينهم خبير الاسلحة ايغور سوتياغين والكسندر زابوروجسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبال.

وكان هؤلاء الاشخاص قدوجّهوا طلب عفو للرئيس اقروا فيه بذنبهم كما اضاف المصدر نفسه. وأكد مسؤول اميركي كبير من جهته رافضًا الكشف عن اسمه ان الاشخاص الاربعة quot;لم يكن لديهم خيارات اخرىquot; غير توقيع اعترافات من اجل ان يتم الافراج عنهم.

ايغور سوتياغين

واعلنت واشنطن ان صفقة التبادل تقرّرت لأسباب quot;تتعلق بالامن القوميquot; ولاسباب انسانيّة، مؤكدة أن احتجاز العملاء العشرة الذين يعملون لحساب روسيا لم يعد ينطوي على مصلحة استراتيجية.

ولفتت الخارجية الاميركية انه بين الجواسيس الاربعة الذين ستفرج عنهم موسكو من هم quot;في وضع صحي سيئquot;. وانفراج هذه الازمة يتيح تسوية قضية كانت تعرقل استئناف العلاقات الاميركية الروسية التي تشكل اولوية بالنسبة إلى مدفيديف والرئيس الاميركي باراك اوباما.

وقال مصدر مطلع في الكرملين ان هذه العملية اصبحت ممكنة بفضل quot;مستوى الثقة العاليquot; بين الرجلين. وبالنسبة إلى المسؤول الاميركي الكبير فإنّ الطريقة التي تمت فيها ادارة هذه القضية تعكس quot;التقدم الذي احرزناه في العلاقات الاميركية-الروسيةquot;.

وكان الجواسيس العشرة الذين يعملون لحساب روسيا مثلوا الخميس امام محكمة فدرالية في نيويورك اقروا امامها بذنبهم بعضهم بلكنة روسية لكن جميعهم تحدثوا من دون مساعدة مترجم باستثناء الصحافية الاميركية-البيروفية فيكي بيلايز التي رفضت التكلم بالانكليزية.

وأعلنت القاضية كيمبا وود اثر ذلك انها قررت quot;ابعادهم فورًا من الولايات المتحدة وانهم قبلوا بعدم محاولة العودة اليها أبدًاquot;. وقال مدعي في الجلسة إن مسؤولين روس التقوهم في السجن quot;لبحث ظروف الحياة التي سيعيشونها عند عودتهم الى روسياquot;.

والعملاء العشرة المشتبه فيهم وجهت اليهم التهم quot;بالتواطوء كعملاء سريين في الولايات المتحدة لحساب اتحاد روسياquot; فيما وجهت الى تسعة منهم ايضًا تهمة quot;تبييض الأموالquot;.

والشخص الحادي عشر المشتبه في ضلوعه في هذه القضية لا يزال فارًا. ولم توجّه الى اي منهم تهمة التجسس لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على معلومات مصنفة اسرار دولة. وخلال جلسة المحكمة كشفوا عن اسمائهم الحقيقية.

في ما يلي تعريف بالجواسيس الاربعة الذين عفت عنهم موسكو

ايغور سوتياغين

هذا الباحث الروسي المتخصص في التسلح الاستراتيجي اعتقل في 1999 ثم حكم عليه في 2004 بالسجن 15 عاما بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة عبر شركة بريطانية للاستشارات تدعى quot;الترناتيف فيوتشورزquot; ووصفها القضاء الروسي بانها غطاء لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية quot;سي آي ايهquot;.

يبلغ اليوم 45 عاما من العمر وهو لا يزال متمسكا ببراءته، مؤكدا انه كان يعمل مستشارا للشركة البريطانية ولم ينقل الا معلومات عامة متاحة للجميع. غير انه اضطر الى الاقرار بذنبه حتى يتسنى له الحصول على العفو الرئاسي.

سيرغي سكريبال

حكم عليه في 2006 بالسجن 13 عاما وهو كولونيل سابق في جهاز الاستخبارات التابع للجيش الروسي quot;جاي ار يوquot;، وقد اقر بانه يعمل منذ 1995 لصالح الاستخبارات البريطانية، في حين انه بحسب الادعاء العام سرب معلومات حول العملاء الروس العاملين في اوروبا.

وفي 1999 انتقل من quot;جاي ار يوquot; الى وزارة الخارجية قبل ان يعمل في القطاع الخاص، وقد اعتقل في 2004 منه قبل جهاز الامن الفدرالي الروسي quot;اف اس بيquot;، وهو اليوم في التاسعة والخمسين من العمر.

الكسندر زابوروجسكي

هذا الكولونيل السابق في جهاز الاستخبارات الروسية الخارجي quot;اس في ارquot; صدر بحقه في 2003 حكم بالسجن 18 عاما بتهمة التجسس لصالح واشنطن. وقد زود وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بمعلومات عن انشطة الاستخبارات الروسية في الخارج.

وشغل منصب مساعد رئيس فرع quot;اس في ارquot; في الولايات المتحدة، ومن ثم في دائرة مكافحة التجسس في هذا الجهاز. وبحسب الاتهام فقد عمد زابوركوفسكي من تلقاء نفسه الى الاتصال بالquot;سي آية ايهquot; خلال زيارة الى الارجنتين في 1994. وانتهت خدمته الفعلية في الاستخبارات الروسية في 1997 انتقل بعدها للاقامة في الولايات المتحدة، وما ان حطت به الطائرة في موسكو في 2001 حتى اعتقلته السلطات الروسية.

غينادي فاسيلينكو

هذا الضابط السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية quot;كاي جي بيquot; هو الوحيد من بين الاربعة الذين عفا عنهم الرئيس مدفيديف الذي لم يدن بتهمة تجسس، وقد كان عند اعتقاله رئيسا لجهاز الامن في شركة تلفزيون quot;ان تي في-بلاسquot;. وحكم عليه في 2006 بالسجن 3 اعوام بتهمة حيازة سلاح بشكل غير شرعي وتحضير متفجرات يدوية الصنع ومقاومة الشرطة، غير ان السلطات لم توضح لماذا لا يزال في السجن رغم انتهاء مدة عقوبته.