أجرى الفاتيكان مراجعات شاملة لقوانينه المتعلقة بتحرش أساقفة بالاطفال جنسيًّا في أحدث محاولة له لاحتواء فضيحة هزت الكنيسة الكاثوليكية في أنحاء العالم، وتؤثر التغييرات وهي الاولى منذ تسع سنوات في اجراءات الكنيسة لعزل الاساقفة الذين يرتكبون الانتهاكات حيث تضفي الشرعية على بعض الاجراءات التي كانت تطبق قبل ذلك في ظروف استثنائية.
الفاتيكان: أعلن الفاتيكان، أعلى سلطة دينية مسيحية، الخميس، قواعد جديدة لوقف الاعتداء على الأطفال من قبل القساوسة الكاثوليك، وتبسيط إجراءات الكنيسة للتعامل مع حالات التحرش.
وقال فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان إن القواعد الجديدة عبارة عن quot;اعتمادات محددة لإجراءات أكثر سرعة من أجل التعامل مع الحالات الأكثر إلحاحا وأكثر خطورة على نحو فعالquot;.
وتأتي القواعد الجديدة هذه ردًّا على الآلاف من الادعاءات الأخيرة من إساءة معاملة الأطفال من قبل القساوسة في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.
الضوابط الجديدة
فإن للبابا الصلاحية في تجريد أي كاهن من وظيفته وسلطاته الدينية من دون محاكمة رسمية، ومن دون توجيه عقوبات سابقة، كما أنها تجرم قيام أي كاهن بتحميل مواد إباحية من الإنترنت، وتعتبر الإساءة للمعاقين عقليا كالاعتداء على الأطفال.
وقال لومباردي إن القواعد الجديدة quot;تتناول فقط مع الطريقة التي تتعامل فيها الكنيسة مع ادعاءات سوء المعاملة،quot; مضيفًا أن quot;قانون الكنيسة أمر بالفعل رجال الدين الكاثوليك بالامتثال للقانون المدني في البلاد التي يعيشون فيها إذا كانوا يشتبهون في حدوث اعتداء على الأطفالquot;.
وقالت بربارة دوريس احدى مسؤولات الهيئة الاميركية لضحايا التجاوزات الجنسية، ان quot;الخطوط التوجيهية الجديدة للفاتيكان حول التجاوزات الجنسية يمكن ايجازها ببضع كلمات: فهي تقضي بالتصدي لفيل بمسدس ماء، فيما لا يمكن السيطرة فعليًا على الفيلquot;.
واضافت دوريس ان quot;مسؤولي الكنيسة في كافة انحاء العالم يصدقون المتهمين وليس المتظلمين ويرفضون التحدث مع ابناء الرعية والرأي العام عن هذه المسائل ... كما يتجاهلون الاتهامات بالاعتداءات الجنسية حتى عندما تكون صحيحةquot;.
وخلصت الى القول ان quot;ما نحتاج اليه هو تغيير في السلوك والمواقف وليس التوجيهات الداخلية للكنيسةquot;.
وفي فيينا، قال فرانتس-جاكوب بوركارتوفر المتحدث باسم جمعية quot;ضحايا العنف في الكنيسةquot; التي تضم اكثر من مئة ضحية للتجاوزات الجنسية، ان quot;العدالة الدينية لا تهمنا. وما زال الفاتيكان غير مستعد لان يسلم قضاء مدنيا الوثائق المتعلقة بالتجاوزات المحفوظة في ارشيفهquot;.
ورأت هيئة quot;نحن الكنيسةquot; وهي تيار تقدمي في الكنيسة النمساوية ان التدابير التي اتخذها الفاتيكان quot;غير كافيةquot;. وقال بيتر هوركا المتحدث باسم هذا التيار، ان quot;هذه التدابير لا تتصدى لبنية الكنيسة. ولهذه التجاوزات اسباب بنيوية. فهي ايضًا تجاوزات سلطوية انعكست على شكل تعديات جنسية. ومن الضروري الحد من سلطة الجميع في الكنيسة، اي سلطة الاساقفة وسلطة البابا ايضًاquot;.
وفي برلين، اعتبر رئيس المؤتمر الاسقفي الالماني المونسنيور روبيرت تسوليتش ان الفاتيكان، ارسل بوثيقته الجديدة، quot;مؤشرًا واضحًا حول الاعتراف بجرائمquot; التعدي على الاطفال وانزال العقاب بمرتكبيها.
وفي مايو/أيار الماضي، أدلى البابا بنديكت السادس عشر بواحد من أقوى تصريحاته حول قضايا التحرش الجنسي بالكنائس التي تنوء تحتها الكنيسة الكاثوليكية، قائلاً إن الواقع الذي شاهده quot;مرعبquot;.
ونأى البابا، وهو أعلى سلطة دينية كاثوليكية، بنفسه عن انتقادات وسائل الإعلام للفاتيكان، قائلاً إن الهجوم الذي تتعرض له الكنيسة لا يأتي من خارجها بل quot;من خطايا أعضاء الكنيسة أنفسهمquot;.
ومنذ تفجر فضائح التحرش والاستغلال الجنسي في الكنائس حول أوروبا والولايات المتحدة، والتي أدت إلى استقالة أساقفة في ألمانيا وأيرلندا وبلجيكا، كان الباب قليل التعليق علنا على تلك الفضائح.
وتعرضت الكنيسة الكاثوليكية لهزة قوية بسبب quot;مزاعمquot; الاعتداء على الأطفال على نطاق واسع، من قبل رجال الدين الكاثوليك في أيرلندا، إلى جانب المئات من الناس الذين يقولون إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في ألمانيا والنمسا وهولندا، إلى جانب مزاعم تطال البابا نفسه.
وتجدد هذه المعايير مرسومًا اصدره البابا يوحنا بولس الثاني في نيسان/ابريل 2001 واكمل آنذاك بنص اعده جوزف راتسنيغر الذي ترأس مجمع العقيدة والايمان حوالى ربع قرن قبل انتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية.
ويتعامل نص البابا يوحنا بولس الثاني مع الجنح الخطرة ضد الايمان ويتعلق بالتعدي على الاطفال والمس بسري الافخارستيا (المناولة) والتوبة.
وفي هذا الجانب، ادرج الفاتيكان في وثيقة الخميس المسماة quot;معايير حول الجنح الخطرةquot; محاولة سيامة النساء التي تؤدي الى الحرمان التلقائي. ويتطرق ايضًا الى quot;الهرطقة والالحاد والتشيعquot;.
التعليقات