افادت تقارير اميركية أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد تكون الجهة التي تقف وراء قصف مينائي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني. كما أكدت أنّ حركة حماس تسعى إلى توسيع بنيتها التحتية المقاتلة في سيناء المصريّة.

أشرف ابو جلالة من القاهرة: في أول رد فعل غربي على الهجوم الصاروخي الذي وقع صباح الاثنين على ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني، ألمح تقرير نشرته اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; قد تكون الجهة التي وقفت وراء هذا الحادث.

وفي مستهل حديثها، قالت الصحيفة إن الهجمات الصاروخية، التي يُعتقد أنها أُطلِقت من شبه جزيرة سيناء وأصابت المنطقة الحدودية بين الأردن وإسرائيل، جاءت لتثير مخاوف جديدة بشأن نشاط المتشددين هناك، بما في ذلك حركة حماس ربما. ثم تابعت الصحيفة بإشارتها إلى أن هذا الهجوم، وهو الثاني الذي يتم على ذات المنطقة قادما ً من سيناء في أقل من أربعة أشهر، جاء ليسلط الضوء على حالة القلق المتواصلة إزاء مدى سيطرة مصر على نشاط المسلحين المشتبه بهم في تلك المنطقة.

وفي الوقت الذي كانت تتركز فيه تلك المخاوف في السابق على الجماعات الإسلامية العالمية التي يُعتقد أنها تنشط هناك بمساعدة من البدو المحليين، إلا أن الصحيفة مضت لتقول إنه ومع صعود حركة حماس في قطاع غزة، بدأ يتزايد القلق في إسرائيل من أن تكون حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;، المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، تسعى لتوسيع بنيتها التحتية المقاتلة في سيناء.

وبينما نفت مصر ما تردد عن أن تلك الصواريخ قد تم إطلاقها من سيناء، منوهة ً إلى الإجراءات الأمنية المشددة في المنطقة، قال وزير الإعلام الأردني، علي عايد، في تصريحات خصوصًا بالصحيفة، إن السلطات في عمان quot;متأكدة تماماًquot; من أن الصواريخ قد أُطلِقت من خارج الأردن، على الرغم من امتناعه عن التكهن بالمكان الذي أطلقت منه الصواريخ أو الجهة التي قامت بذلك. وتبعا ً لبيان أصدرته قوات الدفاع الإسرائيلية، فإن القوات والشرطة الإسرائيلية يحققان في ذلك الهجوم الذي وقع في إيلات، وأنهما إذ يحاولان الآن تحديد مصدره.

خريطة توضح المناطق التي تعرضت لهجمات صاروخية

بيد أن محللين قد أكدوا على أن أيًّا من الأردن أو إسرائيل لن يتصلا على الأرجح بمصر، كي يؤنباها على تلك الهجمات الصاروخية.

ونقلت الصحيفة في هذا الجانب عن جيرالد شتاينبرغ ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، قوله :quot; لن تخرج الحكومة الإسرائيلية وتُسَبِب حرجا ً للمصريينquot;.

بعدها، مضت الصحيفة لتتحدث عن الكيفية التي يمكن لحماس أن تستعين من خلالها بشبه جزيرة سيناء في مهاجمة إسرائيل، فقالت إن إسرائيل تشترك مع مصر في منطقة حدودية بامتداد شبه جزيرة سيناء التي لطالما مكّنت البدو من تهريب المخدرات، والمهاجرين الأفارقة، والعاهرات. وأن البدو قد قاموا كذلك، وفقا ً لما يُعتقد، بمساعدة الجماعات الإسلامية العالمية وحماس في تهريب الأسلحة بشكل رئيسي من قطاع غزة إلى سيناء. ثم لفتت الصحيفة إلى الأحكام التي أصدرتها مصر في نيسان / أبريل الماضي ضد عناصر الخلية التي عُرِفت بـ quot;خلية حزب اللهquot;، بعد أن وُجِهَت إليهم تهمًا من ضمنها التخطيط لشن هجمات على مواقع سياحية، وتهريب الأسلحة إلى نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة.

وفي الوقت الذي يتم فيه تهريب الأسلحة عبر أنفاق تحتية سرية على الحدود، في ظل إغلاق الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، بدأ يتخوف المسؤولون الإسرائيليون من أن تقوم حماس بشن هجمات على إسرائيل عن طريق الخروج من غزة غربًا عبر الأنفاق إلى داخل سيناء، والسفر جنوبا ً بموازاة المنطقة الحدودية الفاصلة بين سيناء وإسرائيل، ثم العودة شرقًا إلى داخل إسرائيل من خلال الحدود التي يسهل اختراقها.

وتختم الصحيفة حديثها بلفتها الانتباه إلى أن خطة الهجوم هذه قد تعقدت، بعد أن قامت مصر خلال الأشهر الأخيرة بإنشاء حاجز سري تحت الأرض يعني بوقف الحركة عبر الأنفاق. لكن في ظل حالة التغير التي تشهدها مصر بشكل مستمر وسط مخاوف بشأن الحالة الصحية للرئيس مبارك، واقتراب نشوب معركة حول الخلافة في البلاد، تقول الصحيفة إنه من غير الواضح مدى السيطرة التي يمكن لمصر أن تمارسها على البدو وشركائهم. وتنقل الصحيفة هنا عن رونين بيرغمان، المعلّق المختص بالشؤون الأمنية لدى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قوله :quot; يواجه المسؤولون صعوبات كبيرة مع البدو، بسبب البُعد عن القاهرة، وضعف السلطة المركزية. وإذا ما تمكنت حماس من تعميق أواصر تعاونها مع البدو، وإنشاء قواعد خاصة بتجنيد عناصر تابعة لها في سيناء، فإننا نتحدث عن مباراة بيسبول جديدةquot;.