كيغالي:يبدو الرئيس المنتهية ولايته بول كاغامي الذي يحكم quot;رواندا الجديدةquot; لمرحلة بعد الابادة بيد من حديد، المرجح للفوز بدون منازع لغياب معارضة حقيقية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في التاسع من اب/اغسطس في ظل تشدد النظام وتزايد قمع المعارضة.
وتضع اللجنة الانتخابية اليوم الاحد اللمسات الاخيرة على التحضيرات للانتخابات الرئاسية المرتقبة الاثنين. واعلن المتحدث باسم اللجنة باسيفيك ندويمانا quot;اليوم (الاحد) ستنقل المعدات الانتخابية الى مراكز الاقتراعquot; معربا عن ارتياحه لعدم تسجيل اي حادث خلال الايام العشرين من الحملة.
ويدعى حوالى 5,2 مليون ناخب للتصويت اعتبارا من الساعة السادسة (4,00 ت غ) غدا الاثنين لاختيار رئيسهم بين اربعة مرشحين في طليعتهم الرئيس كاغامي الذي يخوض السباق لولاية جديدة من سبع سنوات بعد فوزه الكاسح في انتخابات 2003 (95%).
ويتسلم كاغامي مقاليد الحكم في هذا البلد الصغير الواقع في افريقيا الوسطى منذ ان وضع حدا لابادة التوتسي في تموز/يوليو 1994.
ولهذه الولاية الرئاسية الثانية منذ المجازر يواجه زعيم الجبهة الوطنية الرواندية، حركة التمرد التوتسية السابقة التي تسيطر على كل الحياة السياسية، ثلاثة مرشحين ينتمون الى احزاب دعمته في انتخابات 2003 ووصفتها المعارضة وبعض المنظمات الدولية بانها تدور في فلك الجبهة الوطنية الرواندية.
وقال نائب رئيس مجلس الشيوخ بروسبر هيغيرو مرشح الحزب الليبرالي عبر اذاعة رواندا مساء السبت quot;لم ندخل في السباق لمرافقة احد. نحن حزب مستقلquot;.
واضاف ان اولئك الذين ينتقدون هذه الحملة التي quot;خلت من المواجهةquot; quot;محبطونquot; او انهم quot;يحنون للسياسة القديمةquot; التي اعتمدها النظام السابق الذي طرد من الحكم في 1994.
واستطردت السناتورة الفيرا موكابرامبا المرأة الوحيدة المرشحة عن حزب التقدم والتوافق لاذاعة رواندا ايضا quot;ان الديمقراطية التي نبغاها لا تقضي بالتقاتل والتدمير. لا نريد العودة الى احلك الاوقات التي عشناهاquot; خلال ابادة التوتسي في 1994.
وفي حزيران/يونيو ادلى المرشح الثالث جان داماسين نتاوكوريريايو نائب رئيس الجمعية الوطنية ومرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي بتصريحات تصب في الاتجاه نفسه.
وقال quot;لقد كنا (مع الجبهة الوطنية) دوما شركاء جيدين لكن الحزب الاجتماعي الديمقراطي كان على الدوم مستقلا ومتماسكا وبناءquot;.
وفي الواقع تم استبعاد ثلاثة احزاب برزت مؤخرا، لم تعترف السلطات باثنين منها، من الاقتراع. ونددت هذه الاحزاب بما وصفته بquot;مهزلة انتخابيةquot; ووصفت المنافسين الثلاثة لكاغامي بالمرشحين الدمى.
وطوال الحملة الانتخابية حشد المرشح كاغامي مئات الالاف من انصاره خلال تجمعات ومهرجانات نظمت في سائر ارجاء البلاد وعبر الانترنت، ووعد بquot;مواصلة المعركة من اجل التنمية والسلامquot;.
وهذه التجمعات على الطريقة الاميركية التي نظمتها الجبهة الوطنية الرواندية بعناية فائقة، كانت مرة اخرى مناسبة للاشادة بالتقدم الذي احرزته quot;بلاد الالف تلةquot; في ظل حكم زعيم الحرب السابق.
وامس السبت خلال اخر مهرجان انتخابي في ضواحي كيغالي استقبل سيل بشري من عشرات الاف الاشخاص من مناصري الجبهة الوطنية الرئيس المرشح على هتافات quot;لا اخر غيركquot;.
وقد دافع الرئيس الذي بدا منفرج الاسارير عن quot;سياسة رواندا الجديدةquot; وهي quot;سياسة لجميع الروانديينquot; بعيدا عن الانقسامات الاتنية بين المجموعات القبلية الرئيسية في البلاد، الهوتو والتوتسي والتوا.
لكنه اكد انه سيحزم امتعته ويغادر quot;بلا ترددquot; الحكم ان فشل في الانتخابات الرئاسية.
والابتهاج الذي عم الحشد على وقع رقصات بول كاغامي وزوجته تعارض بشكل ملفت مع الاقبال الضعيف الى تجمعات المرشحين الثلاثة الاخرين في مواقع ازدانت احيانا برايات واعلام الجبهة الوطنية التي بقيت من اجتماع عام سابق للحزب الحاكم.
وقد انتهجت السلطات التي تحظى بدعم دولي سخي، سياسة حازمة للتنمية الاقتصادية تتمحور حول الخدمات والتكنولوجيات الجديدة وكذلك تحديث الزراعة.
وتذكر رواندا مثالا لجهة مكافحتها الفساد او عملها من اجل النساء وهي تعد في طليعة الدول في مجال الدفاع عن البيئة.
وقال كاغامي ايضا في مؤتمر صحافي في كيغالي انه quot;لا يفهم كيف ان بعض زعماء الجبهة الديمقراطية لتحرير رواندا ممن ارتكبوا جرائم خطيرة، يعيشون احراراquot; خصوصا في اوروبا.
والجبهة الديمقراطية لتحرير رواندا هي استمرار لحركة انشئت في مخيمات اللاجئين الهوتو في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة من قبل عناصر سابقين في الجيش الرواندي الذي هزمته مجموعة من المتمردين في الجبهة الوطنية التي غالبيتها من التوتسي بقيادة كاغامي في 1994.
وتلاحق كيغالي بعض عناصرها بتهمة المشاركة في الابادة التي ذهب ضحيتها في 1994 حوالى 800 الف شخص من التوتسي والهوتو المعتدلين.
لكن بعض المعارضين والمنتقدين للنظام ينددون بنجاح خادع يخفي نظاما قمعيا ومستبدا.
وتندد منظمات مثل هيومن رايتس ووتش بانتظام بquot;القمع المستمر للحقوق المدنية والسياسيةquot; وquot;القيود على حرية التعبير التي من شأنها ان تؤثر على استقرار البلاد على المدى الطويلquot;.
وسينتشر حوالى 1394 مراقبا الاثنين في سائر انحاء البلاد بينهم 214 مراقبا اجنبيا ينتمون خصوصا الى الاتحاد الافريقي او منظمة الكومنولث.
التعليقات