يعود نجم عدد من الأئمة للسطوع في المغرب، حيث يحظون بمكانة خاصة في شهر رمضان المبارك، إذ تتحول المساجد التي يصلّون فيها إلى محج لآلاف المصلين يوميا وسط اجراءات تتخذها السلطات كافة لتنظيم حركة السير، وضبط الأمن والنظام.
هذا الإقبال المتزايد على الجوامع جعل السلطات الأمنية والمحلية في مدينة الدار البيضاء تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين من آداء صلاة التراويح في أحسن الظروف، وأيضا من أجل تفادي حالة الازدحام والاختناق الشديد الذي يعرفه عدد من الشوارع القريبة من المساجد.
وأفاد مصدر أمني أن عشرات رجال الأمن سيجري تجنيدهم لتنظيم حركة السير، وضبط الأمن والنظام في محيط المساجد، مشيرة إلى أن جميع الترتيبات اتخذت، خلال اجتماع عقد لهذا الغرض.
من جهة أخرى، أكد مواطنون التقتهم quot;إيلافquot; تأديتهم صلاة التراويح في المساجد التي يتواجد فيها هؤلاء الأئمة لأن طريقة قراءتهم وتجويدهم للقرآن، والدعاء، تدخلهم في جو من الخشوع لا يلمسونه لدى أئمة آخرين.
يقول هشام عرماصي، طالب جامعي، quot;نظمت وقتي على آداء صلاة التراويح في مسجد الحسن الثاني، حيث تعودت ذلك كل سنة، لكون أن قراءة الشيخ عمر القزابري تجعلني أصلي في جو من الخشوع استثنائيquot;. وأوضح هشام، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;تلك الأجواء التي تكون في المسجد تجعلك تعيش لحظات روحانية غير مسبوقة، وتملأ قلبك بالإيمان، وتشعر براحة نفسية لم يسبق أن عشتها في أي مكانquot;.
أما إسماعيل الفضل، مستخدم، فيفضل آداء صلاة التراويح في مسجد سيدي معروف، الذي بدوره يمتلئ، لدرجة تجعل عشرات المئات يصلون في الشوارع والفضاءات المحيطة بالمسجد. وقال إسماعيل، لـ quot;إيلافquot;، إن quot;صلاة التراويح لديها طعم خاص عندما تصلي وأن تسمع لطريقة التجويد المميزة لهؤلاء الأئمةquot;.
ويجمع هؤلاء الائمة، الذين سطع نجمهم بقوة في السنوات الأخيرة في المغرب، بين الحفظ، والعلم، والإتقان في الأداء والصوت الجميل، ما يحرك خوالج المصلين، ويزيد من درجات الخشوع والتدبر أثناء صلاة القيام. ويتعلق الأمر بالشيخ عمر القزابري (في مسجد الحسن الثاني)، وعبد العزيز الكرعاني في مسجد القاضي عياض (سيدي معروف في الضاحية الجنوبية الشرقية)، والشيخ محمد الإيراوي في مسجد الرياض (حي الالفة)، ومصطفى الغربي في مسجد الشهداء (حي عين الشق في الضاحية الشرقية).
وتستقطب هذه الأسماء ما بين 50 ألفا على 70 ألف مصل يوميا، في كل مسجد، في حين يفوق العدد 100 ألف في ليلة القدر، ما يضطر إلى الاستعانة بتعزيزات أمنية لتنظيم حركة السير والجولان في محيط المسجد، وفي الشوارع الموجودة بالقرب منه. ويعد القزابري الأكثر شهرة، وهو من مواليد سنة 1974 في مراكش، وتلقى القرآن على يد والده الشيخ أحمد القزابري، وهو من علماء مراكش البارزين، وختم القرآن وعمره 11 سنة.
وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) في التعليم الأصيل من مدرسة إبن يوسف في مراكش، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية، حيث حضر دروسا في المعهد الإسلامي في مكة سنة 1997، ومارس الإمامة في مسجد الجامعة في جدة. وخلال مقامه في السعودية تلقى القزابري القرآن على يد عدد من كبار المشايخ، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر. ويحسب القزابري على التيار الإسلامي المعتدل في المغرب، وسبق أن صنف كواحد من بين 50 شخصية مغربية مؤثرة.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت، في بلاغ لها قبل يومين، أن اللجان الإقليمية قامت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بافتحاص 19205 مساجد وقاعات، وسجلت تضرر 10437 منها. كما قررت الإغلاق الكلي لـ1256 مسجدا، والإغلاق الجزئي لـ 416 مسجدا. وأوضح البلاغ أن هذه اللجان اقترحت، بالإضافة إلى ذلك، هدم وإعادة بناء 513 مسجدا، وإصلاح وتدعيم وتقوية 9924 مسجدا، مبرزة أن تكلفة الخبرات والدراسات تقدر بـ 75 مليون درهم..
التعليقات