إقرأ المزيد:

صراع الساسة على المناصب أنساهم مصالح المواطنين

الناشط والمفكر حسين شعبان: واشنطن فشلت سياسيًا في العراق

لا حكومة عراقية قريبة وإعتقاد بتأخر تشكيلها حتى العام المقبل

ينتاب المواطنون في بغداد موجة من القلق الشديدلاسيما بعد التهديدات الأمنية التي زرعت الخوف في الشارع العراقي اثر إستهداف أفراد شرطة المرور وتفجير العبوات الناسفة في أماكن لم يعهدها الناس من قبل وفي وضح النهار، حيث صار الجميع ينظر في إتجاهات المشاكل التي تعترض تشكيل الحكومة والتقاطعات والتصريحات التي تأتي أسخن من حرارة الصيف لتزيد المواطن وبالا وشكوكا وخوفا من المجهول.

وما بين سوء الخدمات التي على رأسها الكهرباء ومن ثم الزحام االمروري حيثتغيب شرطة المرور عن أغلب الساحات وتقاطعات الطرق، وبين ما تتناقله الأنباء عن صراعات بين السياسيين وتدخل بعض دول الجوار في إذكاء العداوات ومسؤوليتها عن التفجيرات، والى ضعف القوات العسكرية التي أصبحت هدفًا لهجمات الإرهابيين.. فقد صار المواطن العراقي يشاهد للمرة الاولى خلال السنوات السبع الأخيرة شرطي المرور وهو يحمل بيده رشاشًا، في حين تتردد مع كل حديث كلمات مثل quot;تعبناquot; لتعبر بشكل واضح عن ما يعانيه المواطن في يومه الراهن.

فقد كشف الإعلامي كاظم لازم من جريدة quot;الصباحquot; عن تعبه النفسي بالقول quot;انا مرتبك من المشهد السياسي، ويبدو انه حتى الحر القيظ الذي لدينا هو سياسيquot;، واضاف quot;لا بد من وضع حل لهذا الفراغ، الناس تعبت وبدأ الشارع يرتبك، بدأ الوضع الامني يشهد تهديدًا، فعلى السياسيين ان يستعجلوا في وضع النقاط على الحروف، القضية طالت أكثر من اللازم والآن هي في طريق التدخلات الخارجية، ومن المعيب على السياسي العراقي ان لا يحسم امره ولا يضع حلولا له ولشعبه، الناس إنتخبت وتعبت، وعلى السياسيين ان يحترموا الأصوات التيجازفت من أجلهم ويتركون الصراعات الجانبية ويتفقون بسرعة جدا لان الامر لم يعد يتحمل اكثر.

أما المخرج المسرحي طه المشهداني فأبدى حزنه مما يحدث قائلا quot;حالي حال أي مواطن عراقي، يوميًا اتساءل في الصباح والظهيرة والليل متى تتشكل الحكومة؟ ومتى تلتفت الحكومة الى الشعب؟ ومتى تمشي الناس بأمان في هذا الشارع؟...تعبنا من الدمار، تعبنا من المراكز السياسية، تعبنا من الكراسي السياسية، متى يجلسون ويتفاهمون، عيب عليهم، جعلوا منا (مضحكة) أمام العالم، يكفي.. يا علاوي، يكفي.. يا مالكي، يكفي.. يا كتل سياسية، يكفي يا احزاب دينية، دعوا البلد يمشي بطريقة مدنية بدون تحزب، لأن كل تحزب هو خيانة للبلد، لأنه سيفضل فئة على فئة اخرى، وهذا لا يجوز في العراق، وهذه دعوة للسياسيين الكبار، للديمقراطية، ان يفهموا معنى الإنسان العراقي، وان يفهموا همومه حتى يمكنهم معالجتها، وأول شيء يعالجونه الأخطاء التي تخصهم حتى يستطيعون معالجة أحوال الشعب.


فيما أشارت وفاء شمعون الإعلامية في قناة quot;اشورquot; الفضائية الى ما تراه واصفة إياه بالفوضى، ومعبرة عن خشيتها من الأيامالقادمة التي ربما لا تقل سوء، quot;الوضع العام هو فوضى كبيرة جدا، نتمنى ان يكون كل شيء في مكانه حتى نعرف أنفسنا اين نحن، لأننا تعبنا، العراق تعب، العراقيون تعبوا، نساء ورجال، الكل تعب، انا ارجوهم.. رجاء.. رجاء ان يجدوا حلا لنا، صدقني.. منذ الانتخابات الى حد الان لم يتغير شيء، بل هناك الاسوأ، ويوم عن يوم يخاف علينا اهلنا أكثر فأكثر، وحين نطلع لا نعرف اذا ما كنا نرجع الى بيوتنا ام لا نرجع، هذا الشيء يؤذينا جدا، وأتعب نفسيتنا، نتمنى الشارع هادئا ويكون فيه امان قوي كي نرتاح، الان لا نريد ماء او كهرباء بل نريد ان نرتاح من الشارع فقط، ولا اخفيك ان تشكيل الحكومة صار أمني حتى يرتاح الشعب العراقي الذي هو شعب بسيط وطيب ولا يطلب الان الا الامان.


من جهته،قال الاعلامي والكاتب عصام القدسي quot;لايخفى على الجاهل والمتعلم ان العراق يضم مجتمعين، الاول المجتمع السياسي الذي يتفرد بالتميز والحضور والظهور على شاشات التلفزيون والصراعات والجدل والنقاشات والمكاسب الكبيرة، والمجتمع الثاني هو المجتمع العراقي الذي يعاني الويلات وزاده الوضع السياسي سوءا وتدهورا، من يرى المجتمع السياسي بتجمعه الهائل وصراعاته يظن ان هذا المجتمع الكبير لا يحكم العراق هذا البلد الذي يقع الى جنوب شرق اسيا ويعد واحدًا من الشعوب المستضعفة بل يظن ان هؤلاء يحكمون قارة بكاملها لكثرة عددهم، وللاسف من ينتمي الى هذا المجتمع احزاب عريقة لها تجربة سياسية وهناك احزاب وافرد لا يمتون الى السياسة بصلة، تسببوا في تدهور الوضع السياسي وزادوا تعاسة الشعب العراقي تعاسة فوق تعاسة، نحن نود ان نقول لا نريد من هذه التجمعات السياسية شيئا ولا نعترف بوجودهم بل نريد الوطني النزيه المخلص ذا الكفاءة لتشكيل حكومة وطنية تنتشل هذا البلد من الحضيض الذي هو فيه، الشعب العراقيquot;.

اما الشاعر محمد حبيب فلم يجد كلامًا يصف به الوضع كما قال لانه مؤسف للغاية ومخيف ايضا، quot;الوضع سيء جدا، فأينما ذهبت واينما حللت الوضع سيء جدا، لا يستسيغه اي مواطن بكل حرفياته وكل مجالاته وكل مسائله، ولا توجد لدي اي قراءة للشارع السياسية وما يحدث به، والقراءة هي الصفحة الموجودة في الواقع الذي هو الصفحة الواضحة التي تعكس الوجه السياسي للوطن فقطquot;.

هذا وابدى الممثل محمد هاشم تفائله بالمقبل على الرغم من حالة الاحباط التي في نفسه مما يشاهده على الواقع فقال quot;انا في داخل الواقع والحدث بحكم تواجدي اليومي في الشارع وانفعل واتفاعل مع كل ما يحدث، صحيح انا قد اكون بعيدا عن السياسة ولكنني قريب من الواقع، وللاسف الشديد السياسيون لم يقدروا ان يعطونا صورة واضحة عن الوضع السياسي في البلد من خلال تصريحاتهم ومواقفهم، لكن اتفاءل واتمنى الخير بتشكيل حكومة، انا شخصيا من الاحباط يأتيني التفاؤل، كل ما اكون في حالة احباط اسعى الى ان اكون في حال افضل، فكيف اذا كان الحال يخص بلدي، انا اسعى الى ان يكون وضع البلد جيدا والوضع الامني مستقر والناس تعيش في امان وسلام، نحن شعرنا بالخذلان من كل ما حدث من قبل السياسيين، لم نجد سياسيا قادرا على ان يكون الامل للعراقيين، وبالمناسبة حدثت قبل ايام انتفاضة بسيطة حول موضوع الكهرباء ولكنني احذر كل السياسين، لان الشعب العراقي قوي ولديه روح الاصرار على الحياة ولا اعتقد ان اي سياسي لا علاقة له بالسياسية يحاول ان يهشم هذه الروح، عليهم ان يراعوا الشعب العراقي وروحيتهم واخلاقيته وثقافته وحضارتهquot;.