كييف: صرّح متحدّث باسم وزارة الأوضاع الطارئة الروسيّة بأنّ حرائق الأحراج المندلعة على امتداد هكتارين منذ الاثنين أصبحت على بعد ستين كيلومترًا من موقع مفاعل تشرنوبيل النووي المتضرّر (شمال أوكرانيا) لكنّ الوضع quot;لا ينطوي على أيّ خطرquot;.

وقالت الناطقة باسم الوزارة فكتوريا روبان لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ الحريق الذي اندلع الاثنين في بلدة سوسنيكوفا على بعد ستين كيلومترًا شمال كييف quot;سيتمّ إخماده اليوم أو غدًاquot;. وأضافت أنّ quot;الحريق لا ينطوي على أيّ خطورة وليس هناك أيّ تهديدquot;. وتمتدّ المنطقة الأمنيّة المحدّدة حول محطّة تشرنوبيل التي شهدت أكبر كارثة نوويّة في 1986، على دائرة شعاعها ثلاثين كيلومترًا.

وقد تقلّصت الحرائق في ضواحي العاصمة الروسية موسكو إلى 160 هكتار تضمّ 35 بؤرة مشتعلة من دون وجود بوادر لهطول الأمطار التي طالما اعتادت موسكو عليها في السنوات الماضية.

وأكّد نائب رئيس الحكومة الروسيّة فاسيلي غروموف في تصريح للتلفزيون الروسي اليوم أنّفرق الإطفاء تمكّنت من إخماد 19 حريقًا في ضواحي موسكو خلال الساعات القليلة الماضية مشدّدًا على عدم تشكيل الحرائق خطرًا على سكّان القرى والمنشآت الاقتصاديّة.

وأشار إلى مشاركة نحو 10 آلاف شخص وأكثر من ألفي آليّة في إطفاء الحرائق في ضواحي موسكو مبيّنًا أنّ صعوبة الوضع هي نتيجة ظهور بؤر حرائق جديدة في أماكن مختلفة بسرعة كبيرة في الوقت الذي تواصل السلطات المختصّة العمل على محاصرتها.

وانجلت سحب الدّخان الكثيف عن سماء موسكو مع تغيّر اتّجاه الرياح على الرغم من أنّها ما زالت تغطّي الأجواء في عددمن الأقاليم الروسيّة بخاصّة في المناطق التي تعاني من حرائق واسعة النّطاق.

ووصلت النيران إلى مناطق شاسعة في أقاليم تولا ونوفغورد وريزان وسفردلوفسك وفلاديمير والاورال وموردوفياالأمر الّذيأدّى إلى مقتل عشرات الأشخاص وتدمير عدد من القرى وتشريد مئات العائلات.

من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء quot;انترفاكسquot; عن مصادر في وزراة الطوارئ الروسيّة أنّ فرق الإنقاذ تمكّنت على مدار الـ24 ساعة الماضية من إخماد 224 حريقًا في روسيا فيما اشتعل 236 حريقًا جديدًا. وأوضحت هذه المصادر أنّ النيران ما زالت تشتعل في 562 منطقة تغطّي مساحة تزيد عن 80 ألف هكتار في مختلف المناطق الروسية.

وكانت السلطات الروسيّة جنّدت أكثر من مئتي ألف شخص و27 ألف آلية منها 40 طائرة في إخماد الحرائق التي تحوّلت الى كارثة طبيعية وخيمة العواقب. وقام العسكريون الذين نقلوا على عجل الى الخطوط الامامية من جبهة الحرائق بحفر الخنادق ومحاصرة النيران.

وذكرت أنباء صحفية أنّ الخبراء الروس استخدموا للمرّة الأولى منظومة الأنابيب المنقولة لضخّ المياه من البحيرات والأنهار القريبة لإطفاء الحرائق.

واضطر سكان موسكو والأقاليم الأخرى إلى استخدام الكمّامات في مواجهة سحب الدّخان والتلوّث الذي غطّى أجواء العاصمة، الأمر الّذيأدّى إلى مصرع العشرات من كبار السنّ والمرضى نتيجة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والذي لم تشهد موسكو له مثيلاً منذ مئات السنين.