نيكولا ساركوزي |
تكثفت الانتقادات ضدّ الرئيس الفرنسيّبسبب ربطه بين الهجرة والأمن في فرنسا.
باريس: بعد تعرضه لانتقادات في الامم المتحدة لربطه بين الهجرة وانعدام الامن، واتهامه في فرنسا بالترويج لquot;عنصرية الدولةquot;، دافع الرئيس نيكولا ساركوزي ومعاونوه بشدة عن هذا النهج الذي يشكل اول تحرك حقيقي للحملة الرئاسية الجديدة.
وموضوع هذه الهجمات خصوصا، الحملة الامنية الجديدة التي اطلقها الرئيس الفرنسي خلال الصيف.
ويعتزم ساركوزي، الذي يلقب احيانا بquot;الشرطي الاولquot; في فرنسا لخطابه الشديد اللهجة حول القضايا الامنية، سحب الجنسية الفرنسية من بعض المجرمين من اصول اجنبية، وقد بدأ بتفكيك مخيمات الغجر الذين يتم ابعاد بعضهم الى رومانيا او بلغاريا للاشتباه بانهم مسؤولون عن ارتفاع نسبة الجريمة في البلاد.
وقالت النائبة الاوروبية ايفا جولي القاضية السابقة من اصل نروجي الخميس quot;انه استفزاز وعنصرية دولةquot;. وينتقد اليسار ساركوزي خصوصا لانه اقام لاول مرة رابطا بين الهجرة وانعدام الامن.
ولاقت هذه الانتقادات السياسية اصداء محرجة للحكومة الفرنسية في الامم المتحدة. وفي جنيف تعرضت سياسة ساركوزي الامنية لانتقادات شديدة في اليومين الماضيين من قبل اعضاء لجنة القضاء على كل اشكال التمييز العنصري والتي كانت تقوم بتقييم دوري للوضع في فرنسا.
من جهته قال خبير تركي quot;لا افهم ما معنى فرنسي من اصل اجنبي. ويا ترى هل هذه الصفة مطابقة للدستور؟quot;.
وتساءل خبير جزائري quot;كيف يمكن ابعاد الغجر (...) كما لو انهم ليسوا جزءا من الاتحاد الاوروبيquot;.
وردت الحكومة الفرنسية بالقول ان سياستها ترمي الى quot;ضمان الحريات العامةquot; والحق في الامن quot;اول حقوق الانسانquot;. وبلغ الامر بقصر الاليزيه تنديده بوجود quot;مؤامرةquot; ترمي الى الاساءة الى سمعة فرنسا.
ودعم الحزب الرئاسي الهجوم المضاد للحكومة منتقدا خبراء الامم المتحدة quot;وهم افراد يأتون من دولquot; لا تحترم حقوق الانسان وquot;بعيدون كل البعد عن الحقائقquot;.
وساركوزي الذي انتخب في 2007 جزئيا بسبب الموضوع الامني شدد لهجته بعد سلسلة اعمال عنف مطلع الصيف.
فمن جهة اندلعت اعمال عنف في احدى ضواحي غرونوبل (وسط شرق) حيث غالبية السكان من المهاجرين، ومن جهة اخرى قامت مجموعة من الغجر باعمال شغب في منطقة ريفية في وسط فرنسا.
وقال ساركوزي في نهاية تموز/يوليو في غرونوبل quot;يجب سحب جنسية اي شخص من اصول اجنبية قد يكون مس بحياة شرطي او دركي او اي شخص يمثل سلطة الدولةquot;.
وضيق وزير الداخلية بريس اورتوفو الخناق على الغجر، وقال انه تم تفكيك حوالى اربعين مخيما تابعا لهم وانه تم ابعاد 700 شخص الى رومانيا او بلغاريا.
وقبل ان يأخذ اجازته الصيفية قلل ساركوزي من شأن الفضائح السياسية والمالية التي اثيرت حول المليارديرة ليليان بيتانكور ووزير العمل اريك فيرت. وبات الملف الامني يسيطر الان على النقاش السياسي.
ورغم استطلاعات متناقضة، فان اليمين مقتنع بان هذا الملف سيحسن موقع ساركوزي.
وبحسب صحيفة quot;لو فيغاروquot; القريبة من السلطة فان الرئيس quot;يأمل في ان يساهم حزمه في استعادة ثقة ناخبيه تمهيدا للانتخابات الرئاسية في 2012quot;.
التعليقات