حمّل مواطنون عراقيّون وعناصر في الجيش والشرطة الحكومة مسؤوليّة انقطاع الكهرباءالأمر الّذيجعل واجب الصوم خلال الأيّام الأولى من شهر رمضان صعبًا عليهم خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في شهر آب - أغسطس. وفيما قرّر الكثيرون تجاهل العوامل الصعبة والصّوم فإنّ بعضهم اضطرّ إلى الشرب والإفطار قبل الموعد بعد أن استسلم الجسد.
أمضى مئات العراقيين إفطار الأيام الأولى من شهر رمضان من دون التيار الكهربائي والّذي رافقه انقطاع متواصل في مياه الشرب ليصبح الأمر أكثر سوءًا مع ارتفاع موجة الحرّ الشديدة التي تجاوزت الخمسين درجة مئويّةالأمر الّذيدفع الغالبيّة العظمى من أفراد الجيش والشرطة الى الدّعوة لإفطار جماعيّ علنيّ.
فقد استقبل العراقيّون في كافة المدن العراقية باستثناء مدن كردستان شمال العراق شهر رمضان بانقطاع لا مثيل له في التيار الكهربائي وسط موجة شديدة من الحرّ. وطبقًا لمواطنين عراقيين فإنّ انقطاع التيّار الكهربائي لم يكن له مثيل منذ بداية فصل الصيف حيث أنّ مدن العراق عمومًا استقبلت اليوم الأول من رمضان ومنذ الصباح بلا كهرباء وتكرّر الأمر لليومين الثاني والثالث على التوالي.
الشكوى من انقطاع التيّار الكهربائي التامّ رافقتها شكوى من انقطاع مستمر لمياه الشرب منذ يومين وهو أمر أدّى بمئات من العراقيين الى الإفطار لعدم قدرتهم على الالتزام بصيام شهر رمضان وسط هذه الظروف التي وصفها البعض منهم بالتعجيزية وفي لقاءات لإيلاف مع مواطنين قال ابو حسن الزبيدي (تاجر): quot;صمت اليوم الأوّل من رمضان لكنّني أفطرت في الساعة 11 ونصف بسبب الحرّ اللاهب ودفعت صدقة بسبب ذلكquot;.
وأضاف الزبيدي: quot;لم أتمكّن من صوم اليوم الثاني أيضًا لأنّي لا أحتمل هذا الحرّ الجنوني مع غياب الكهرباء حيث يتحوّل البيت الى جهنم لشدة حرارته وأظن أنّ الله سيسامحني ويغفر لي لأنّهرحيم وهو يقول في كتابه العزيز: لا يكلّف الله نفسًا إلا وسعهاquot;.
الدكتورة أحلام نبهان قالت: quot;كنت أظنّ أنّ الحكومة ستلتفت الى الناس وتوفّر الكهرباء ليس خدمةً للناس لكن احترامًا لحرمة الشهر الفضيل إلاّ أنّنا فوجئنا بالانقطاع التامّ للكهرباء وكأنّ الحكومة تقول لنا لا تصومواquot;.
وأضافت: quot;منذ أن عرفت أنّ رمضان يصادف في شهر آب وأنا حائرة كيف سأصوم وفعلاً جاء الشهر الفضيل ووضعت مخاوفي جانبًا وتوكّلت على الله لكنّي أفطرت في اليوم الأول في الساعة الواحدة ظهرًا لأنّي لم أستطع تحمّل العطش والحرquot;.
الحاجة أمّ فاضل قالت: quot;تمكّنت من صوم اليوم الأول حيث أجهد ابني نفسه واشترى الوقود لمولّد المنزل الذي نعتمد عليه في تشغيل المكيّف الذي يعيننا على تحمل حرّ شهر آب، لكنّ المولد توقف عن العمل لعطل أصابه، وليس لدينا المال لإصلاح العطل أو شراء الوقود اللازم لتشغيله لغلاء سعره إضافة الى الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية وهي أمور أثقلت كاهل العائلات العراقية التي تعتبر عائلات فقيرةquot;.
وختمت بالقول: quot;هذا أسوأ رمضان يمرّ علينا فأنا لم أفطر شهر رمضان منذ أن كنت صغيرة حتى اليوم على الرغم من مرضي لكنّي أفطرت الأيام الأولى من الشهر الفضيل بسبب انقطاع الكهرباء وأحمّل الحكومة ورئيسها وكلّ المسؤولين المسؤولية واحتسب الله وأشكوهم لهتعالى لأنّي على ثقة أنّهم وعائلاتهم لا تنقطع الكهرباء عن بيوتهم ولا لحظة واحدةعلى عكسنانحن عامّة الشعب فما هو ذنبنا وما هي جريرتنا وأسأل الله أن يرينا فيهم يومًاquot;.
بدوره قال احمد عبيد (مدرّس) لإيلاف: quot;حاولت الصوم لكنّي أفطرت لأن لا طاقة لي على احتمال الحرّquot;. وأضاف: quot;كيف يمكن الصوم مع انقطاع الماء وانقطاع الكهرباء وغلاء أسعار الثلج حيث وصل سعر القالب الواحد 10 آلاف دينار إضافة إلى الغلاء المبالغ في المواد الغذائية؟quot;.
إفطار جماعي لأفراد الشرطة والجيش
ومع ارتفاع موجة الحرّ التي يرافقها انقطاع الكهرباء فإنّ الغالبيّة العظمى من أفراد الجيش والشرطة أعلنوا إفطارًا جماعيًّا علنيًّا.
الشرطي فاهم العبيدي قال لإيلاف: quot;إن كنّا نكذب على الناس فلن نستطيع الكذب على الله لهذا أعترف بأنّني لست بصائم ولست وحدي فغالبيّة أفراد الشرطة أفطروا بسبب الحرّ الشديد خصوصًاأنّ طبيعة عملنا تقتضي الوقوف لساعات تزيد على 15 ساعة تحت الشمس في نقاط التفتيش والدورياتquot;.
بدوره قال الشرطي أمير الفتلاوي من كربلاء: quot;نعاني في كربلاء أزمة في الحصول على الثلج حيث يبلغ سعر ربع قالب الثلج 4 آلاف دينار وعلى الرغم من أنّي أعمل في إحدى مديريات الشرطة في بغداد إلاّ أنني لم أتمكّن من الصومquot; .
أمّا الجندي علي الأنباري فقال: quot;قررت الصوم في اليوم الأول من رمضان وفعلاً صمت لكنّي لم أصمد اذ اضطررت على الإفطار في الساعة السابعة صباحًا. نحن أربعة في دورية الشرطة في الشارع لم نستطع الصوم فهذا الحرّ شلّ طاقتنا وقدرتنا وأفقدنا حتى إنسانيتناquot;. وأردف: quot;صمت لساعتين لكن أغمي عليّ من العطش وسقطت غائبًا عن الوعي لدقائق بعد أن انخفض ضغط دميquot;.
الشرطي نور مهدي قال: quot;لست نبيًّا ولا معصومًا لكي لا يؤثرعليّ الحرّ الشديد. يؤسفني أنّ رمضان جاء في شهر آب، حتى في يوم إجازتي لا أستطيع الصوم بسبب الحرّ فأنا أعود الى المنزل في الإجازة لكي أنام لكن بسبب انقطاع الكهرباء فإنّ المنزل يتحوّل الى تنّور وأكون بحاجة ماسّة الى شرب الماءquot;.
وتساءل نور قائلاً: quot;هل يعاني مسؤولو الحكومة والبرلمانيّون ما نعانيه؟ الجواب كلاّ لأنّ مناصبهم ورواتبهم الخياليّة تمكّنهم من شراء كل شيء وتوفّر لهم كافة سبل الراحة، لكنّي أقول لهم إنّ المال الذي يتقاضونه هو حرام لأنه آتٍ من سرقة قوت الشعبquot;.
أمّا الجندي سرمد علوان فقال: quot;لقد أفطرنا أيّام رمضان الأولى بسبب انقطاع الكهرباء والحرّ وأنا أحمّل الحكومة المسؤوليّة لأنّ واجبها توفير الكهرباء وبدلاً من ذلك قاموا بقطعها نهائيًّا. ذنبنا في رقبة الحكومة ورئيسها الى يوم الدين وليس علينا من حرجquot;.
التعليقات