العالمالبريطانيّديفيد كيلي |
تزايدت أصوات المشكّكين في الرواية الرسميّة القائلة بأنّ مفتش أسلحة الدمار الشامل في العراق، البريطانيّ دايفيد كيلي، انتحر في العام 2003. وقال العالم الأميركي ريتشارد سبيرتسل، الذي عمل ضمن فريق التفتيش في العراق إنّ الدكتور كيلي quot;كان على لائحة اغتيالات لدى جهاز المخابرات العراقيquot;.
لندن: أضيف صوت مهمّ للأصوات التي تشكّك في الرواية الرسميّة القائلة بأنّ العالم البريطاني مفتّش أسلحة الدمار الشامل في العراق، دايفيد كيلي، انتحر في العام 2003.
وكانت مجموعة من ثمانية خبراء وأخصائيين طبيين بريطانيين، بمن فيهم طبيب شرعي مرموق، قد طالبوا الحكومة في خطاب مفتوح إلى صحيفة quot;تايمزquot; الجمعة بتحقيق شامل في ظروف وفاته قائلين إنّه quot;لم ينتحرquot; وموحين بأنّه قُتل.
وأجّج هذا القول نظريات المؤامرة التي سادت منذ وفاة العالم البريطاني وقالت إنّ حكومة توني بلير أمرت بقتله لأنّ من شأن المعلومات التي كانت بحوزته أن تنسف مخطّطاتها في العراق.
لكنّ العالم الأميركي الدكتور ريتشارد سبيرتسل، المتخصّص في علم quot;المايكروبيولوجيquot; (الأحياء الدقيقة) والذي عمل ضمن فريق التفتيش في العراق، يضيف الآن بعدًا دراميًّا آخر للقضيّة بقوله إنّ الدكتور دايفيد كيلي quot;كان على لائحة اغتيالات لدى جهاز المخابرات العراقيquot;. وأضاف أنّه نفسه كان على هذه القائمة، تبعًا لخبر قالت صحيفة quot;دايلي مايلquot; الشعبية إنّها تنفرد بنشره السبت.
وقال العالم الأميركي: quot;أعلم أن دايفيد (كيلي) وأنا مع اثنين آخرين كنّا على قائمة اغتيالات عراقية. أطلعتنا على هذا السفارة الروسية في بغداد عام 1997. لا أدري لماذا، لكنّنا أُحطنا علمًا خلال زيارة لنا إلى العراق بأنّ اسم دايفيد واسمي كانا الثالث والرابع على التوالي في تلك القائمةquot;.
وأضاف بقوله: quot;ما إن سمعت بوفاة دايفيد حتى تملّكني الإحساس بأنّ الأمر ذو علاقة بعمله في العراق نيابة عن الحكومة البريطانية. كنت أعلم أن المخابرات العراقية تنظر إلى مسألة التفتيش بعين الريبة وتعتبرها خطرًا على البلاد. وكانت ردة فعلي الأولى فور سماعي نبأ وفاة دايفيد هي أن علينا، نحن المفتشين، تحصين ظهورناquot;.
وكان سبيرتسل يترأس برنامج الأسلحة البيولوجية الأميركي قبيل انضمامه إلى فريق التفتيش عن الأسلحة في عهد صدام حسين، وعمل بشكل وثيق مع العالم البريطاني خلال عقد التسعينات من القرن الماضي. وقالت quot;دايلي مايلquot; إنّه أطلعها على أنه كتب خطابًا إلى المدعي العام في انكلترا ووايلز، دومينيك غريف، عمّا أسماه quot;الظروف الغامضةquot; المحيطة بوفاة الدكتور كيلي.
ونقلت قوله إنّ السلطات البريطانية quot;تتجاهل الموضوع عمدًاquot;.
ويذكر أنّ جثة الدكتور كيلي (59 عامًا لدى وفاته) عُثر عليها في أجمة قرب منزله في أوكسفورد في يوليو- تموز 2003.
وقيل وقتئذٍ إنّه انتحر بعدما كُشف النقاب عن أنه كان المصدر الذي استقت منه quot;بي بي سيquot; خبرًا رئيسًا يقول إن حكومة توني بلير لفقّت الكثير من الأكاذيب حول مقدرات العراق العسكرية. وأتت وفاته بعد أيام قليلة على مساءلته بشراسة في الأمر من قبل لجنة برلمانية. وقيل بعدئذٍ إنّه ناء تحت مختلف الضغوط فساءت نفسيته حتى قرّر الانتحار.
وإثر ذلك تشكّلت لجنة تحقيق أوقف أعمالها اللورد تشانسلر قبل تشكيلأخرى برئاسة اللورد هاتون.
وتوصلت هذه الأخيرة إلى أنّ quot;سبب وفاة الدكتور كيلي الرئيس هو النزف من قطع في معصم ذراعه اليسرى، أحدثه بسكين عُثر عليها قرب جثتهquot;.
لكنّ الخبراء الذين وقّعوا على الخطاب إلى quot;تايمزquot; شكّكوا في هذه الخلاصة.
وبين هؤلاء الخبراء الطبيب الشرعي مايكل باورز، ونائبة الطبيب الشرعي سابقًا مارغريت بلوم، والبروفيسور جوليان بيون أخصائي العناية الطبية الفائقة. وقال هؤلاء إنّ من غير المرجح لجرح من النوع الذي أصاب معصم الدكتور كيلي أن يؤدّي إلى وفاته إلاّ إذا كان يعاني من مرض يمنع دمه من التخثر. وأضافوا أنّه لم يكن يعاني من أيّ مرض من هذا القبيل تبعًا لسجلاّته الطبيّة.
ويضيف الآن الدكتور ريتشارد سبيرتسل صوته إلى هؤلاء بالقول إنّ الرواية الرسمية لوفاة العالم البريطاني quot;مشكوك تمامًا في صحتهاquot; وأنّ على السلطات البريطانية quot;التحقيق في الظروف المحيطة بها فورًاquot;.
ويقول: quot;شكوكي إزاء وفاته هي نفسها شكوك هؤلاء الأطباء وما يذهبون اليه من أن من المستحيل على المرء الانتحار بجرح معصمه على ذلك النحو. لا صدقيّة لهذا الزعم، وأعتقد أن السلطات البريطانية تتجاهل الموضوع عمدًاquot;.
ويذكر أنّ لهيب الجدل المثار حول وفاة العالم البريطاني تأجّج مجدّدًا في يناير- كانون الثاني الماضي عندما رفع النقاب عن الحكومة البريطانية السابقة استجابت لطلب من اللورد هاتون بتصنيف سائر التقارير الطبية المتعلقة بالوفاة، بما فيها نتائج التشريح والصور الفوتوغرافية التي أخذت للجثة، سريّة لفترة 70 سنة اعتبارًا من العام 2004.
ويذكر أنّ هذه فترة غير مسبوقة في طولها.
والسبت نقلت وسائل الإعلام عن السير باري جاكسون، رئيس quot;أكاديمية علوم الطب الشرعي البريطانيةquot; سابقًا وأحد الموقعين على الرسالة لصحيفة quot;تايمزquot; قوله: quot;من خبرتي الجراحية التي تمتد لأكثر من 30 عامًا، أجد من الصعوبة بمكان الاتفاق مع أسباب الوفاة الواردة في الشهادة الرسمية. الدكتور كيلي لم ينتحر... على الأقل ليس بتلك الطريقةquot;.
التعليقات