يتصدر كتاب هاري بوتر المترجم لائحة الكتب المطالعة لدى سجناء غوانتانامو، فينقلهم من واقع مرير الى عالم خيالي مليء بالأساطير!

ليس هناك الكثير مما يتطلع اليه سجناء معتقل غوانتانامو البالغ عددهم 176 سجينا الآن، فزيارات الأقارب ممنوعة وإطلاق سراحهم المشروط غير وارد وموعد الإفراج مجهول. وبالنسبة إلى العديد من السجناء ليس هناك أُفق حتى لمثولهم أمام محكمة للدفع ببراءتهم أو الإعتراف بذنبهم... إلا أنهم يستطيعون على الأقل ان يطالعوا هاري بوتر!

وفي حين ان هاري بوتر لا يأتيهم على ظهر طائر أسطوري لتحريرهم كما في الرواية، فإنه يطل على السجناء مرة في الأسبوع راكبًا عربة محملة بالكتب من مكتبة المعتقل تدور على السجناء لتمنحهم مهربًا الى عالم الخيال السحري. وتقول مجلة quot;تايمquot; الاميركية في تقرير عن معتقل غوانتانامو ان سلسلة روايات هاري بوتر من أكثر العناوين شعبية بين 18 ألف كتاب ومجلة وجريدة الى جانب أفلام quot;دي في ديquot; متاحة للسجناء من مكتبة السجن.

ومن بين العناوين الأخرى المتوفرة في مكتبة غوانتانامو التي أُنشئت عام 2003، ثلاثية quot;سيد الخواتمquot; وسلسلة quot;الغسقquot; الرومانسية حول مصاصي الدماء وكتاب للمساعدة الذاتية بعنوان quot;لا تكن حزيناquot;.

السجناء لا يطوفون حول رفوف المكتبة بل ينتظرون الزيارة الاسبوعية لعربة الكتب التي تعتقد إدارة المعتقل أنها قد تستهوي السجناء. فهناك قصص بوليسية ومجموعات شعرية ونسخ من مجلة quot;ناشونال جيوغرافيكquot; عليها إقبال كبير وقواميس وكتب مدرسية علمية... وإذا رأى السجين ما يعجبه يُسمح له باستعارته لمدة 30 يومًا.

مطبوعات المكتبة وكتبها وموادها الأخرى متاحة الآن بثماني عشرة لغة من بينها العربية والفارسية والاوردو والباشتو والروسية والفرنسية والإنكليزية. ويراجع ضباط السجن ما يصلهم من جرائد للتعرف إلى أحدث الإصدارات لتلبية طلبات السجناء إن أمكن، بحسب مجلة quot;تايمquot;. ولكن إيجاد الكتب بلغة المعتقلين يشكل تحديًا في بعض الأحيان، ويقول الملازم روبرت كوليت، مسؤول برامج المعتقلين، إنه أخذ يلاقي مؤخرًا متاعب مع روايات دان براون بسبب الإقبال الكبير عليها بين السجناء، لكنها ليست متوفرة كلها بترجمات عربية.

وحين تجد الإدارة العسكرية صعوبة في توفير كتاب، يتدخل الصليب الأحمر الدولي أحيانًا، ويقول ممثل المنظمة في واشنطن مارت دي بور ان الصليب الأحمر يرسل أحيانًا ممثليه الى مكتبات توجد في أماكن بعيدة لتلبية طلبات قدمها سجناء على كتب باللغة الاوزبكية أو مجلات بلغة بهاسا (التي ينطق بها الاندونيسيون)، ويضيف دي بور ان الكتب وأخبار الخارج مهمة جدًا لحالة السجين الذهنية.

ورغم العناوين الكثيرة التي توفرها مكتبة سجن غوانتانامو، فإنها تخضع للتمحيص والتدقيق الشديد لمنع السجناء من الحصول على كتب من تأليف متطرفين إسلاميين أو سياسيين يمكن ان تثير جدلًا أو تعلمهم طرقًا للمقاومة، بحسب التقرير. كما تمنع المكتبة الكتب التي تتضمن تصويرًا صارخًا لأعمال العنف والمواضيع العسكرية وعروض السفر والإعلانات المبوبة التي يمكن ان تُستخدم لإيصال رسائل مشفرة الى السجناء والجغرافية الطبيعية مثل خرائط المباني أو شبكات قطارات الأنفاق التي يمكن ان تصبح أهدافًا لاعتداءات محتملة. ومن الممنوعات أيضًا الكتب ذات المضامين الجنسية رغم أن هذه القاعدة فرضها السجناء أنفسهم.

تجد من بين الكتب المفضلة عند السجناء حاليًا قصص جون غريشام واغاثا كريستي وسلسلة هاري بوتر فضلًا عن كتب الرحلات التي تتضمن صورًا ملونة كبيرة للعالم الخارجي، وتتمتع كتب المحيطات والبحار بشعبية كبيرة. كما تتوفر كتب الرئيس باراك أوباما، وعلى الرغم من ان المعتقلين لا يتدافعون على فرصة مطالعتها فإن الملازم كوليت يقول إنها تُستعار بصورة منتظمة.

تنقل مجلة quot;تايمquot; عن ضابط في معتقل غوانتانامو قوله ان المكتبة عملت بمرور الزمن على تحسين التقارب بين الحراس والسجناء وجعلت النزلاء أكثر تعاونًا.