أمير الكويت يؤدي رقصة العرضة الشعبية أمس

توقف مراقبون مطولا أمام كلام مهم لأمير الكويت أمس في ديوانية لشعراء النبط، معلنا خلال زيارة رمضانية لها، أنه شخصيا لا يفرق بين الكويتيين، وأن جميع القبائل لديه سواسية، وأنهم الخيمة التي تظلل الكويت والكويتيين، وسط إنطباعات بأن أمير الكويت قال ما قاله للجم إساءات نمت ضدهم مؤخرا.

منذ بداية شهر الصيام في العاصمة الكويتية الكويت، فقد بدا واضحا أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بات متبعا للسنة الأميرية، التي يتأسى بها الأمير الكويتي بمن سبقوه الى هذا المنصب، وذلك بزيارة الدواوين الكويتية في جميع إنحاء الكويت، وهي عادة كويتية بإمتياز، لكنها تتحول الى تقليد يصعب تجاوزه في شهر رمضان المبارك، إذ لم يرتح الأمير الكويتي يوما واحد منذ بدء الشهر الفضيل، إذ يزور كل يوم ديوانية أو أكثر، متحدثا بعفويته ووضوحه الى رواد تلك الديوانيات، خصوصا وأن الأمير الكويتي لم يقم بهذه الجولات في شهر رمضان العام الماضي، بسبب حالة الحداد التي عاشتها الكويت، جراء حادث مأساوي لخيمة أقيم داخلها حفل عرس نسائي، إذ سرعان ما تحولت الخيمة الى كتلة لهب، بسبب غيرة الزوجة الأولى، من الزواج الثاني لزوجها، وهو الحادث الذي أودى بحياة 60 إمرأة.

وتبدو زيارة أمير الكويت بعد الإفطار أمس لديوانية شعراء النبط الشعبي أمس، هي الأهم حتى الآن، بسبب قوة الرسائل السياسية التي أطلقها الأمير الكويت بذكاء يحسب له، تجاه مكونات الشعب الكويتي، التي يقف الأمير الكويتي على مسافة متساوية منها جميعا، خلافا لبرامج تلفزيونية، وحوارات ومقالات ظلت تحفل بها وسائل الإعلام الكويتي، غامزة من طرف أبناء القبائل الكويتية، على اعتبار أن العديد منهم يحملون جنسيات أخرى، الى جانب الجنسية الكويتية، وهي وضعية شغلت الداخل الكويتي في الأوان الأخير، وسط إنطباعات بأن هذا الجدل سيكون ضارا، بسبب تأثيراته داخل الكويت.

ولم يتردد أمير الكويت أمس من توجيه حديثه الصريح لرواد تلك الديوانية، من أن جميع أبناء الكويت هم بدو في الأساس، وأن الجميع تحضر الآن، معتبرا أن البدو في الكويت هم الخيمة التي تظلل الكويت والكويتيين، وأنه لا يرضى ولا يقبل المساس بهم أبدا، وأن كل الكويتيين عنده سواسية لا يفرق بين كويتي وآخر، وأن الجميع يعرفون عنه هذه المسألة، داعيا البدو وأبناء القبائل الى عدم التوقف، عند تلك المواقف، لأنها لا تعكس موقفا رسميا منهم، إذ أن الأصل هو أن جميع أبناء الكويت هم من حماتها، وبناتها، وممن أرخصوا الروح في سبيلها، وأن ما دون ذلك هو فتنة تراد أن تخلق بين الكويتيين.

وتعليقا على كلام الأمير الكويتي بشأن أبناء القبائل، وهو يصدر على هذا المستوى العالي جدا، لجما لأي إساءات توجه ضدهم، يقول المدون والناشط السياسي والإعلامي داهم القحطاني: quot;لا أظن بعد هذا الحديث التاريخي الذي لم يشك أحدا من ابناء القبائل أنه شعور سمو الأمير وشعور الأسرة الحاكمة كلها وشعور الكويتيين جميعا ممن لم يتورطوا بفتنة (فرق تسد)، سيجرؤ من يجرؤ ليعيد مهاجمة البدو في الكويت تحت حجج واهية كقضية إزدواجية الجنسية والتي ثبت أنها قضية قانونية بحتة لا علاقة لها بولاء وخيانة كما كان يحاول البعض التافه أن يصورها ... ولا أظن أن من قسموا الكويت إلى شرائح وطبقات في فتنة غير مسبوقة سخرت لها الأموال والفضائيات لا أظن أنهم سيعيدون أسطوانتهم ضد أبناء القبائلquot;.

ويتابع القحطاني القول: quot;البدو والحضر والشيعة والسنة أبناء وطن واحد ولا يمكن لأي مواطن كويتي شريف أن يفرق بينهم فكلهم سواء في التضحية والوفاء وأي محاولة خبيثة لعزل أي شريحة من شرائح المجتمع الكويتي خدمة لظرف آني يتعلق بالنفوذ أو لأسباب خفية ذات بعد إقليمي كل هذه المحاولات ستسقط على الفورquot;.