تجاوزت الاعتداءات التي تعرضت لها الخادمات خلال الآونة الأخيرة حدود السعودية وأصبحت مثار نقاش في وسائل الإعلام المحلية لبلدانهن، في وقت يرى فيه المتابعون أن هذه الاعتداءات أنتجت سوقا سوداء تضرر منها المواطن السعودي محليا إضافة إلى تشويه صورته خارجيا.
جدة: حمل تكرار الحوادث تجاه العمالة المنزلية خصوصا الخادمات صورة سيئة في الإعلام المحلي لأوطان هؤلاء الخادمات المتضررات في تعامل بعض السعوديين مع خادماتهم الذين غالبا ما تنطق ألسنتهم بالمعاملة السيئة التي يجدنها حال وصولهم لبلدانهم، الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين انه سيؤثر سلبا على سوق الاستقدام السعودي وسيجعل المنازل السعودية أكثر المتضررين باستقدامها لعمالة تتضاعف أسعار رسومها كثيرا عبر سوق سوداء تشكلت من هروب العمالة والعمل باستقطاع شهري أحيانا يفوق قيمته السنوية.
وقال رئيس دار الدراسات الاقتصادية الدكتور عبد العزيز داغستاني في حديث quot;لإيلافquot; بأن quot;العنف الذي يتعرض له الخدم في السعودية له تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي من عدة اعتباراتquot;. ورأى داغستاني أن فصل البعد الاجتماعي الإنساني عن البعد الاقتصادي مستحيل، معتبرا أن توفير بيئة عملية مريحة للوافدين بشكل عام وللخادمات بشكل خاص تزرع الثقة بين الدول وليس الخدم فحسب.
وأضاف داغستاني أن عمل الخدم والتصرفات التي نعكسها عليهم ستؤثر بشكل أو بأخر على الاقتصاد العالمي كون العمل أحد أهم موارد الاقتصاد، وقال quot; أي تصرف مشين سيؤثر بشكل بشع على بقية الدول وستتغير النظرة عن البلد شئنا أم أبيناquot;. ورأى الدكتور داغستاني أنه حال وجود رغبة من الأجانب بالعمل بالسعودية أو القدوم بهدف السياحة فستتراجع بسبب تلك الاعتداءات الفردية التي تعكس بالسلب على الاقتصاد.
وعن نشوء السوق السوداء وتأثر الاقتصاد بها قال داغستاني بأن هذه السوق هي وليد العصر quot;قمنا نحن كمواطنين بتبنيه ورعايته دون أن نعي أننا نقوم به، فشوهنا اقتصادنا وأذينا أنفسنا وجعلنا أفرادها من الخدم يفرضون علينا السعر الأعلىquot;. وطالب داغستاني من الجهات المختصة بحفظ حقوق العاملين الغير سعوديين وإنصافهم في حال كانوا مظلومين ومعاقبة الكفيل السعودي أو غير السعودي.
وقال فيصل القثامي أحد أصحاب مكاتب الاستقدام بمدينة جدة في حديث quot;لإيلافquot; بأن انتشار تلك السوق السوداء لم يطفو على السطح وأبقى بالداخل بعضا من الحالات الخاصة، معتبرا أن تعاقد اللجنة السعودية للاستقدام مع لجنة الاستقدام الاندونيسية أثر بالإيجاب فساهمت هذه الاتفاقية بظهور حالات بسيطة استطاعت اللجنة التغلب عليها إلى حد كبير، على العكس في بعد لجان الاستقدام الأخرى عن التعاون مع اللجنة السعودية لتوقيع الاتفاقية مما يسبب ظهور السوق السوداء بواسطة هذه الجنسيات.
وعن العنف الذي تتعرض له بعض الخادمات من كفلائها أوضح القثامي بأنها تصرفات فردية لا يمكن تعميمها حتى وإن وصلت نسبة العنف الموجود في القرى والمناطق النائية 50% كونها تتنوع كعنف جسدي عملي أو حتى نفسي فتزداد مهام الخادمة تبدأ بحلب الأبقار ورعاية الحيوانات حتى تصل إلى تنظيف المنزل والاهتمام بالأطفال. وأضاف أن العنف الذي نتحدث عنه ليس محصور بالضرب فحسب فالضرب نادر جداً كون المجتمع أصبح أكثر وعي من ذي قبل.
يذكر أن آخر هذه حوادث الاعتداءات كانت حادثة الخادمة السريلانكية التي تناولتها عدد من وسائل إعلام بلادها التي أدعت فيها الخادمة بأن كفيلها غرس بجسدها أكثر من 23 مسمارا وذلك وفقا للتقارير الطبية التي أصدرتها بعضا من مستشفيات العاصمة السريلانكية quot;كولومبوquot; وتلقت سفارة بلادها بالسعودية صورة من الشكوى والتقرير.
وتظهر الدراسات الإحصائية الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة السعودية أن هناك 77% من العائلات السعودية لديها خادمة في البيت وتشكل العمالة الإندونيسية النسبة الأكبر تليها العمالة الفلبينية والهندية ثم السريلانكية.
التعليقات