إطلاق حملة لترشيح عمر سليمان رئيساً لمصر |
تحاول السلطات المصريّة التحقيق والتصدّي لحملة ملصقات أطلقها ناشطون هذا الاسبوع تعرب عن الدعم لرئيس المخابرات عمر سليمان للترشح للرئاسة العام القادم فيما يبدو أنها خطوة للتصدي لما يعتبرونه حملة لنجل الرئيس حسني مبارك ليكون الزعيم القادم للبلاد.
القاهرة: تجري الشرطة المصرية تحقيقًا بشأن حملة اعلامية تدعو الى ترشيح مدير المخابرات العامة عمر سليمان للانتخابات الرئاسية المصرية العام 2011 كما أفاد مصدر في الشرطة السبت.
فقد ظهرت منذ ايام في عدد من شوارع القاهرة ملصقات تحمل صورة عمر سليمان وتصفه بquot;البديل الحقيقيquot; لقيادة البلاد.
وتأتي هذه الحملة المؤيدة لسليمان بعد حملة لجمع التواقيع اطلقت الشهر الماضي لدعم جمال، الابن الاصغر للرئيس مبارك، تقوم بها مجموعة غير معروفة ويرعاها نائب عن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وقال ضابط شرطة طلب عدم ذكر اسمه ان الملصقات الدعائية لعمر سليمان تم سحبها واتلافها. واكد صحافيون في جريدتين مستقلتين ان السلطات طلبت منهم عدم نشر اي انباء عن هذا الموضوع.
واستنادًا إلى المصدر نفسه فإنّه لم يتم التعرف بعد إلى المجموعة التي تقف وراء هذه الحملة.
وعلمت بي بي سي أنه تم منع الصحف المصرية من نشر أي أنباء تتعلق بالحملة الإعلامية غير المسبوقة التي تبرز اسم مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان كرئيس محتمل لمصر في المستقبل.
وأفادت مصادر بي بي سي في القاهرة بأن آلاف النسخ من صحيفتي المصري اليوم والدستور المستقلتين قد أتلفت يوم الخميس ولم تتضمن الصحف الصادرة يوم الجمعة أي إشارة لهذه الحملة الإعلامية.
ويقول مراسلون إنه من غير الواضح من وراء نشر صور عمر سليمان ولكن بيانا لجهة غير معلومة قال إن عمر سليمان هو المرشح المحتمل الوحيد الذي يستطيع عرقلة خطة وصول نجل الرئيس المصري إلى الرئاسة عندما يتنازل الرئيس مبارك عن السلطة.
وفي بيان صدر على الانترنت، ولكن سحب في وقت لاحق ناشد ناشطون مجهولون مؤيدون لسليمان quot;جيش مصر الشريفquot; انقاذ البلاد من quot;عار ومهانة مشروع التوريث الذي يسعى الى تحقيقه نجل الرئيس.quot; وقالوا ان السبيل الوحيد للتعامل مع مشروع التوريث لجمال مبارك وأعوانه من رجال الاعمال هو ان يتولى عمر سليمان حكومة انتقالية.
وينظر بعضهم إلى سليمان منذ فترة طويلة باعتباره الخليفة المحتمل للرئيس المصري حسني مبارك، لكن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها مناصروه على دعم ترشيحه للمنصب بصورة علنية.
ولم يتضح بعد من الذي يقف خلف هذه الحملة التي تستهدف الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2011 وتأتي بعد انطلاق حملة مماثلة لدعم ترشيح جمال مبارك نجل الرئيس المصري.
ولم يحدد الرئيس مبارك (82 عامًا) حتى الآن إذا ما كان سيخوض الانتخابات القادمة أم لا.
وقد تزايدت التكهنات بشأن الشخصية التي ستخلف مبارك بعد أن أجرى عملية جراحية في وقت سابق من العام الحالي مما زاد المخاوف بشأن حالته الصحية.
يذكر أن مبارك يحكم مصر منذ 30 عامًا، حيث تولى السلطة العام 1981 عقب اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات.
واكتسب الحديث عن تولي جمال مبارك (46 عاما) الرئاسة خلفا لوالده قوة دفع وبسبب حملة ملصقات تدعمه في انتخابات الرئاسة العام 2011، لكنه ينفي هو ونجله اي خطط للتوريث.
وينفي المسؤولون أي دور لهم في حملة التأييد لجمال مبارك.
وخلال الأيام القليلة الماضية ظهرت في العديد من شوارع القاهرة ملصقات تحمل صورة لسليمان وتصفه بـquot;البديل الحقيقيquot;.
وقد شغل سليمان (74 عامًا) -الذي يعتبر من أبرز مساعدي الرئيس مبارك فيما يتعلق بالسياسة الخارجية- منصب مدير المخابرات المصرية منذ ما يقرب من عشرين عامًا.
ويعتقد محللون منذ فترة طويلة ان سليمان المعروف بانه صديق مقرب لعائلة مبارك مرشح محتمل للرئاسة لكنه لم يعبر قط عن اي رغبة للترشح للمنصب.
وكتب على الملصقات شعار quot;البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسا للجمهوريةquot;.
وأطلقت الحملة في الشوارع يوم الخميس بينما كان الرئيس ونجله وسليمان في واشنطن لحضور اطلاق محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وسليمان الذي يعد واحدًا من اكثر رجال المخابرات نفوذا في العالم نادرا ما يظهر في وسائل الاعلام ويقول المحللون ان الرقابة تهدف الى منع الحملة في اشارة الى ولائه لمبارك وعائلته.
وسليمان ليس عضوًا بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وينسب اليه الفضل في انقاذ حياة مبارك من محاولة اغتيال نفذها اسلاميون العام 1995 في اديس ابابا.
التعليقات