بروكسل: تواجه بلجيكا مخاطر الوقوع في فوضى سياسة عارمة وغير محسوبة العواقب بعد فشل الوسيط السياسي الاشتراكي الفرانكفوني ايلو ديروبو في بلورة صيغة اتفاق بين ممثلي الطائفتين الفلمنكية والفرانكفونية حول إصلاح هياكل الدولة الاتحادية واقتسام أعباء تمويلها.
وأعلن القصر الملكي في بروكسل إن الملك ألبرت الثاني قرر الاستمرار اليوم في إجراء مشاورات جانبية وثنائية مع مختلف كبار السياسيين في البلاد للوقوف على مختلف أبعاد الأزمة قبل البت في ماهية المرحلة المقبلة التي يستوجبها الموقف السياسي في البلاد.

وكان الملك ألبرت الثاني أجرى مشاورات على انفراد مع الوسيط السياسي المستقيل اليو ديروبو ومع زعيم الديمقراطيين المسيحيين الفلمنكيين وتارس بيك.

والتزمت الدوائر السياسية البلجيكية التكتم التام بشأن فحوى المقابلتين.
وقال اليو ديروبو إن تنحيه عن مهمته كوسيط سياسي لتشكيل ائتلاف حكومي مقبل يعدُّ تنحيا نهائيا ولا رجعة عنه وإن جهوده التي بذلها طلية اثنين وثمانين يوما بشكل مستمر باءت بالفشل.

وقال الزعيم القومي الفلمنكي بارت ديوفر الذي وجهت إليه وسائل الإعلام المختلفة تهما بأنه وراء إحباط المفاوضات ان كافة المشاركين في الاتصالات السياسية يتحملون بشكل أو بآخر جزءا مما آلت عليه الأوضاع في البلاد.
ويحظى القوميون الفلمنكيون المطالبون بحكم ذاتي واسع لمقاطعتهم بدعم القوى المحافظة والمسيحية أيضا في مقاطعة الفلاندر مما يجعل هامش تحرك القوى الفرانكفونية اكثر من محدود.

وتقول وسائل الإعلام البلجيكية إن المفاوضات بين الطائفتين أخفقت بسبب وجود خلاف جوهري بينهما بشأن معاينة حجم الإصلاحات المؤسساتية الواجب إجرائها على هياكل الجولة الاتحادية ونظرا لعدم التزام الأطرف الفرانكفونية بخطة عمل واضحة لتقليص النفقات العامة للدولة الاتحادية مستقبلا والقبول بآلية صارمة لتمويل العاصمة بروكسل.

ودعت الصحف البلجيكية الصادرة اليوم إلى التزام الحذر والتحلي بالهدوء وتجنب إثارة النعرات الطائفية بسبب الطابع الحرج للوضع الذي تمرّ به البلاد.
وقالت صحيفة /ليبر بلجيك/ إنه لا يوجد أي بديل سوى التوصل إلى اتفاق بين الطائفتين عبر تقديم تنازلات جوهرية من الطرفين هذه المرة وحتى أن كانت هذه التنازلات شاقة ومريرة وصعبة.

وأعلنت المنظمات القومية الفلمنكية عن تنظيم رالي ضخم لراكبي الدراجات الذين يتوقع أن يحاصروا رمزيا مدينة بروكسل نهار غد الأحد للتأكيد على طابعها الفلمنكي وبمشاركة متوقعة لأكثر من مئة ألف شخص .