اجمع اختصاصيان كويتيان في مجال العلوم الاجتماعية على أن وسائل الاتصال الحديثة مثل الهاتف النقال والفيس بوك أخذت تحتل أهمية كبرى في حياة الناس مشددين في الوقت نفسه على أن الزيارات العائلية تبقى أفضل واجدي .

الكويت: قال الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور إبراهيم العلي وأستاذ علم الإعلام بجامعة الكويت الدكتور محمود الموسوي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن العلاقات الاجتماعية والتراحم بين الأسر والأصدقاء لم تعد كالسابق بسبب تغير وتيرة الحياة وتفتت الأسرة الكبيرة.
وذكر العلي أن الكويت جبلت على مر السنين على التواصل والتراحم بشكل شبه يومي ناهيك عن رمضان وأمسياته الجميلة التي تقرب بين الناس حيث كان لهذا الشهر صبغة اجتماعية وإنسانية مميزة فتجد الناس يتزاورون فيما بينهم ويحرصون على التواصل والتراحم وتلبية الدعوات للزيارة والغبقة الرمضانية .
وأضاف أن التقدم الحضاري والتكنولوجي ومشاغل الحياة وازدياد المساحات العمرانية والمناطق السكنية الجديدة وتفتت الأسرة الكبيرة إلى اسر نووية صغيرة أمور ساعدت على تباعد القلوب والأجساد وفتور العلاقات الإنسانية فبات الهاتف النقال هو الأداة الوحيدة للتواصل سواء من خلال الرسائل الهاتفية أو الاتصال .
وقال أن التباعد أصبح واضحا وجليا في الأسرة الواحدة وبين الأخوة والأقارب وطغت العلاقات المادية والمصالح فوق اعتبارات ومفاهيم الأخوة والصداقة والجيرة معربا عن أسفه لزيادة التفكك الاجتماعي الذي بدا ينخر في عظام وجسد الأسرة الكويتية فأصبح الأبناء لا يرون إباءهم وأمهاتهم بسبب مشاغل العمل من جهة والالتزامات الاجتماعية من جهة أخرى.
وأوضح أن من يصل رحمه أو يتواصل مع أفراد أسرته وأصدقائه قد يراه بعض الأشخاص بأنه مزعج وثقيل على القلوب ويشكل عبئا على بعض الناس .
وأضاف أن الفتور الاجتماعي طال الديوانيات أيضا وهي المجتمعات الصغيرة التي يلتقي فيها الرجال ويجتمعون ويتبادلون الأحاديث المتنوعة وصار معظم أصحاب تلك الديوانيات يعتذرون عن استقبال المهنئين خلال الشهر الفضيل مع أن عكس ذلك هو الأصح .
وعن اختفاء بهجة العيد بين الناس قال أن هناك عددا كبيرا من الناس يسافر خلال إجازة العيد فيحرم نفسه وأبناءه وأهله من تبادل التهاني خلال العيد وقد يتهرب بعضهم من العيدية بالسفر توفيرا للنقود وهي ظاهرة غريبة على مجتمعنا الذي يميزه كرم أهله وسخائهم.
ودعا إلى محاولة العودة إلى القيم المجتمعية الأصيلة التي اشتهر بها أهل الكويت وتعزيز معاني التواصل والتراحم بين الأهل والأقارب وتقريب الفجوات الاجتماعية بين أفراد الأسر لان العلاقات الإنسانية هي الابقى .
من جهته قال الدكتور الموسوي أن زمننا الحالي يشهد انفتاحا واسعا في كل مجالات الحياة والعالم أصبح بالفعل قرية صغيرة بفضل وسائل الإعلام المتطورة والتي قربت المسافات بين الناس وجعلت الصعب سهلا .
وذكر أن احدث وسيلة للتواصل الاجتماعي هي (الفيس بوك) الذي طغى على كل وسائل الاتصال الأخرى لأنه الأسهل والأحدث وقد احتل أهمية وأولوية في حياة أفراد الأسرة من صغيرهم إلى كبيرهم مضيفا انه شخصيا يفضل استخدامه للتواصل مع معارفه وطلبته لاسيما لمناقشة بحوثهم وملاحظاته بشأنها .
وأضاف أن هذا الموقع الالكتروني الحديث أتاح الفرصة للأصدقاء من كل دول العالم للالتقاء والتحادث والتحاور وتبادل الصور والرموز المعبرة مما يعطيه صبغة تفاعلية أكثر من غيره من وسائل الاتصال التقليدية .
إلا انه قال أن الزيارات العائلية التقليدية تظل محتفظة بالمقام الأول في وسائل التواصل بين الناس لاسيما أنها تقليد اجتماعي لا نستغني عنه وقيمة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي حثنا على التزاور والتراحم ليس فقط في رمضان بل في كل أيام السنة .
وذكر أن زيارة المريض مثلا ترفع من روحه المعنوية وقد تخفف من آلامه كما أثبتت الدراسات العلمية لان الزيارة تحقق معاني جميلة كثيرة مثل الاطمئنان النفسي والعاطفي وتدخل الفرحة في نفس المريض والسليم أيضا.