تروي نساء كونغوليات معاناتهنّ بسب حالات الاغتصاب الجماعيّ التي ينفذها متمردو الهوتو في جمهورية الكونغو.

لوفونغي:quot;قلت لنفسي: قضي الامر، لقد اتت ساعتي!quot; بهذه الكلمات تصف آنا بورانو (80 عاما) كيف تعرضت هي و284 امرأة اخرى للاغتصاب الجماعي من قبل متمردي الهوتو والميليشيات الكونغولية في ليلة واحدة في اواخر تموز/يوليو في لوفغوني شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وآنا هي الاكبر سنا في القرية التي تعد 2160 نسمة وتقع على سفح تلة في قلب غابة في واليكالي الغنية بالمعادن في ولاية شمال كيفو (شرق).

وبعد اكثر من شهر على الحادثة، تروي آنا وغيرها من النساء لوكالة فرانس برس القصة نفسها من الرعب والعنف المخطط له والمتكرر في ليلة الرعب تلك.

وبدأ الكابوس قرابة الساعة 20,30 في 30 تموز/يوليو. اقتحم المتمردون الموزعين على مجموعات صغيرة من شخصين الى سبعة اشخاص هذه الاكواخ الصغيرة المبنية من الطين. الازواج والرجال اما فروا اما اعتقلوا من قبل المهاجمين الذين منعوا الدخول الى القرى.

داخل المنازل، سلط المهاجمون اضواء مصابيحهم على ضحاياهم قبل ان يضربونهن ويخلعوا عنهن ثيابهن. سألوهن ان كان لديهن مصاغ ولم يترددوا في تفتيش اعضائهن الجنسية للتحقق من انهن لسن يكذبن قبل ان يمسحوا ايديهم بوجوه تلك النساء.

ثم راحوا يغتصبوهن بالدور تحت انظار ومسامع الاطفال وبعضهم لم يتجاوز البضعة اشهر وبكائهم. وبعد اقتراف جريمتهم، رحل المهاجمون وهم يحملون كل ما قدروا على حمله.

وروت آنا وهو ترتجف quot;لقد سحبوني وراء المنزل ونزعوا عني ثيابي وطرحوني ارضا. قلت لنفسي: انتهى الامر، لقد اتت ساعتيquot;.

وقام اربعة رجال باغتصابها.

واضافت quot;لقد سال دمي في كل مكان (..) كما استخدموا ساطورا لجرح يدي بين الابهم والسبابةquot; وبدت يدها اليمنى ملفوفة برباط وسخ.

وفي 3 آب/اغسطس، غادر المتمردون المكان من دون ان يتعرض لهم احد. اما الضحايا الاخريات واثنتان منهما حاملان فقد تمكن من الفرار في الغابة.

وقال كبير القرية ليفينغستون بوبسا ان عدد المهاجمين فاق ال350 وغالبيتهم من القوات الديموقراطية لتحرير رواندا يرافقهم عناصر من ميليشيا ماي-ماي وكلم منتشرون في المنطقة حيث يسيطرون على المناجم.

وشهد بوبوسا رغما عنه التجمع الاخير للمقاتلين قبل ان يتوجهوا الى لونوغي. واحتجز قادة متمردون بوبسا في قرية مجاورة.

واعطى منسق للقوات الديموقراطية في المنطقة يلقب بquot;الشبلquot; ويصاحبه قائد من ميليشيا ماي-ماي يدعى quot;مايليquot; اوامره كالتالي امام رجاله المدججين بالاسلحة الرشاشة والذين يرتدون ثيابا عسكرية:

quot;-انتم تعرفون طبيعة لوفونغي الجغرافية. ستسيطر مجموعة على حي ايراميسو واخرى على الوسط التجاري وثالثة على حي ماجينغو. هل سمعتم؟ انطلقوا، هيا!quot;.

وقال بوبوسا الذي ابعد على الفور الى الغابة quot;لم يتردد احد بل نفذوا على الفور (...) وبعدها سمعت صراخ وعويل النساء في كل مكانquot;.

واشار الى تعرض 284 امراة وقاصرا تتراوح اعمارهن بين 13 و80 عاما للاغتصاب في تلك الليلة في لوفونغي، وما مجموعه 384 بحسب السلطات في واليكالي. فقد ظل القادة المتمردون في لوفونغي حتى الثالث من اب/اغسطس، الا ان رجالهم ارتكبوا انتهاكات في ثماني قرى مجاورة مثل بيتومبي حيث تعرضت 20 امراة للاغتصاب.

واعلنت منظمة quot;انترناشونال ميديكال كوربquot; التي تساعد مراكز صحية محلية غير حكومية ان اكثر من 242 ضحية تلقت عناية طبية حتى مطلع ايلول/سبتمبر.

ولم تشر دورية للامم المتحدة مرت بلوفونغي في 2 اب/اغسطس الا الى اعمال نهب من دون اي شهادات بحصول عمليات اغتصاب.

واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف علميات حفظ السلام اتول خاره في نيويورك الثلاثاء ارتكاب اكثر من 500 عملية اغتصاب في اب/اغسطس في كيفو واقر بان قوات الامم المتحدة المنتشرة في المنطقة فشلت في مهمتها.