أكد سفير العراق في واشنطن سمير الصميدعي في حديث مع إيلاف ان الملف العراقي لم يعد من أولويات الإدارة الاميركية مشيرا الى ان الرأي العام الاميركي ينظر الى العراق نظرة ضيقة ومحدودة. وفيما رفض الرد على الأنباء التي تتحدث عن ان للاميركيين يدا في تأخر تشكيل الحكومة اكد الصميدعي أن طبيعة العلاقات لا تسمح لهم بالتدخل المباشر.
أكد سفير العراق في واشنطن سمير الصميدعي أن العراق في الوقت الحاضر قد أصبح في آخر قائمة أولويات الادارة الاميركية، مشددا على ان العلاقات بين العراق والولايات المتحدة مستمرة في البناء على أسس الاحترام والمصالح المتبادلة.
وفيما قال الصميدعي ،المتواجد حاليا في بغداد، إن الاميركيين يعرفون ان القوات العراقية جاهزة لحفظ الامن، قال ان الادارة الاميركية قلقة من تأخير تشكيل الحكومة وترفض التدخل لأن طبيعة العلاقات لا تسمح لهم بالتدخل المباشر.
هنا نص الحديث:
* كيف ترى واقع العلاقات العراقية الاميركية في ظل انسحاب القوات الاميركية من العراق؟
- العلاقات أوسع من هذه الأمور، هي علاقات أرى انها سوف تكون طويلة وعميقة. انا اعتقد أن الجانب العسكري لابد له ان ينتهي. لكن الجانب السياسي والدبلوماسي والاقتصادي وجوانب اخرى حتى الثقافية منها، هي جوانب نحن بحاجة اليها والولايات المتحدة ايضا متحمّسة للاستمرار بها. فأنا اعتقدان من مصلحة العراق ومصلحة الولايات المتحدة الاستمرار في بناء علاقة متكافئة مبنية على احترام متبادل وعلى مصالح متبادلة.
* يتناقل البعض هنا وهناك أن الانسحاب الاميركي مجرد كذبة، كيف ترد على ذلك؟
- دع الذين يقولون هذا يذهبون الى القواعد الاميركية التي تركت. هذه القواعد التي اخليت بالكامل سلمت الى القوات العراقية، فكيف تكون هذه كذبة؟. لا اقول إن الجيش الاميركي غير موجود تماما، بل انه موجود، ولكن عديد الجيش الاميركي انخفض من أكثر من 160 ألفا الى اقل من 50 ألفا.
* كيف ينظر القادة الاميركيون الى العراق حاليا؟
- الاميركيون الان منشغلون بأفغانستان وبالوضع الاقتصادي ومنشغلون بايران وبكل القضايا ما عدا العراق الذي بات الان في آخر أولوياتهم. لديهم مشاغل يريدون التخلص منها، يريدون الخروج من العراق، كما ان الرأي العام الاميركي يريد ان ينهي هذه الحرب لانها تشكل عبئا اقتصاديا وكانت تشكل عبئا على صعيد الخسائر بالأرواح.
* ما هي نظرة الرأي العام الاميركي الى العراق حسب معايشتك؟
- الرأي العام الاميركي ينظر الى العراق نظرة ضيقة ومحدودة باعتبار الحرب الاخيرة للولايات المتحدة هي مصدر متاعب ومصدر عنف. قليلون هم الذين يدركون اهمية العراق الحضارية وهذا جزء لا يتجزأ من مهمتنا الدبلوماسية في الولايات المتحدة ان ننمي الوعي بأهمية العراق وعراقته وحضارته.
* هناك من يقول ايضا إن الانسحاب معناه ان اميركا تتخلى عن العراق، فهل ستتخلى فعلا؟
- لا هذا ولا ذاك. لا تأتني من جهة وتقول ان الانسحاب كذبة، وتأتي الى الطرف الاخر بالنقيض وهو التخلي، كن معقولا .
* انا انقل اليك وجهات نظر من الشارع العراقي؟
- رأي الشارع العراقي يجب ان يتعاطى مع الوقائع، مع الحقائق. و تقول إن للولايات المتحدة مصالح، لا يخدمها التخلي الكامل عن العراق خاصة اذا ادى هذا التخلي الى تردي الاوضاع ، ولكنها بالمقابل لا تريد احتلال العراق الى الابد ، فهذا هو الواقع الوسط بين الطرفين. الولايات المتحدة تحاول ان تساعد العراق من اجل ان يقف على رجليه لكن الان كما اوضح الرئيس باراك اوباما في خطبته الاخيرة يعتبر ذلك مهمة العراقيين وليس مهمة الاميركيين. مهمة الاميركيين هي الاسناد، ومهمة العراقيين هي ان يقوموا بدورهم في ادارة بلدهم.
* هل يعتقد القادة الاميركيون أن القوات العراقية جاهزة فعلا، ام ثمة ملاحظات لديهم؟
- يعتقدون انها جاهزة بالتأكيد بشكل عام، أي من حيث بسط الامن. لكن هناك اختراقات، والمفروض ان تكون في تناقص وفي تحسن لكن القدرة العراقية على حفظ العراق والدفاع عن حدوده هذا موضوع آخر متروك للحكومة العراقية اذا ارادت معاونة اميركية ام لا، ففي الوقت الحاضر هناك اتفاقية أمنية تنفذ .
* أين يقف الاميركيون من تأخر تشكيل الحكومة العراقية؟
- هم قلقون .
* لماذا برأيك لم يتدخلوا لحل هذه المشكلة؟
- لان الاتفاقيات وطبيعة العلاقة في الوقت الحاضر لا تسمح لهم بالتدخل المباشر. يحاولون إقناع ومساعدة الجميع لكن لا يريدون ان يكونوا الى جانب هذا الطرف او ذاك لان هذا لا يخدم مصلحتهم.
* هناك وجهات نظر تقول إن للاميركيين يدا في تأخر تشكيل الحكومة الى حين إنتهاء الانسحاب.
- هذه نظرية المؤامرة لا تستحق الرد عليها.
* هل انت متفائل بمستقبل العراق؟
- انا متفائل تماما بمستقبل العراق. انا متفائل جدا ، لكن السؤال الكبير الذي يطرح هو عن المدى الزمني. العراق سينهض من كبوته ويقول للعالم إن مجرد فترة 40 او 50 سنة من التقهقر والعقبات لا تعني العراق بالكامل. لايمكن للعراق ان يختزل الى فترة 30 سنة من المشاكل والحروب وانما هو قادر على النهوض وعلى إحياء تاريخه ، في النهاية سينهض العراق من كبوته. اما متى هذا يعتمد على العراقيين وعلى قادتهم.
التعليقات