أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن وزارته استلمت من بعثاتها الدبلوماسية خلال خمس سنوات مضت قطعًا آثرية لا تقدر بثمن في عملية مستمرة لن تتوقف حيث استلمت الأن 542 قطعة وقبلها 623 قطعة موضحًا أن هذه تمثل قطعًا من القلب العراقي.

أقامت وزارة الخارجية العراقية احتفالية اليوم لمناسبة تسليم آثار عراقية مستعادة من الولايات المتحدة الآميركية الى المتحف العراقي، وحضرها سفراء ودبلوماسيون ووزراء بالإضافة الى السفير الأميركي في بغداد الذي ألقى كلمة قصيرة في الاحتفالية أشار فيها الى عمق الحضارة العراقية وتأثيرها وإلى أهمية وضرورة أن تعاد الآثار إلى العراق، فيما بدت سعادة الدكتورة أميرة عيدان مديرة المتحف الوطني العراقي واضحة وهي تطلق كلماتها المعبرة عن فرحها بعودة هذه الاثار الى الحضن الاصيل لها.

وشهدت الاحتفالية توقيع استلام الاثار هذه من قبل المدير العام للمتاحف، سلمها وزير الخارجية العراقي، كما تضمنت عرض نماذج من اهم القطع الاثرية التي تمت استعادتها والتي منها تمثال ملك لكش في العهد السومري (أنتيمينا) وعدد من الرقم الطينية والاختام الاسطوانية وتماثيل صغيرة ومخروطات كانت توضع في اسس المعابد واقراط ذهبية من كنوز نمرود عددها (542) قطعة.

كما عرضت بندقية تعود للرئيس السابق صدام حسين من نوع أي كي- 47 مطلية بالكروم وبمقبض مصنوع من اللؤلؤ وعليها صورة له من الجهة العلوية اخذت من العراق كغنيمة حرب من قبل احد الجنود الأميركيين الذين خدموا في العراق.

وفي الاحتفالية تحدث زيباري قائلاً: quot;هذا يوم نقف فيه امام الارث الجليل لابنائنا واجدادنا بكل ما يليق بالحدث من تبجيل واحترام لنلتقي بالماضي الغني بحضارته وفكره وبالعصور الموغلة في القدم تلك التي اهدت الانسانية الكلمة الاولى وكتاب الطين الاول والانجازات الانسانية الرائعة في مجالات المعرفة كافة، وهو يوم نقف فيه احتراما للجهد الحكومي والدبلوماسي العراقي النبيل والعمل الوطني المثابر اللذين استطاعا تحقيق اعادة هذه الكنوز التي تمثل قطعًا من القلب العراقي وذاكرته وتاريخهquot;. وأضاف: quot;دأبت الوزارة بكل الوسائل المتاحة اليها على استرجاع هذه الاثار اينما وجدت وبذلت جهودًا استثنائية لتعقب اماكن وجودها والعثور عليها بكل التفاصيل التي تتطلبها هذه العمليةquot;.

وقال قحطان الجبوري وزير الدولة لشؤون السياحة والاثار: quot;لا يخفى عليكم ما حل بالاثار العراقية بعد عمليات السرقة التي طالت المتحف العراقي العام 2003 التاريخية في مختلف أنحاء العراق ولم تقتصر عمليات السرقة على الداخل بل إن قسمًا كبيرًا من هذه الاثار انتقل الى خارج الحدود عبر عصابات التهريب ووصلت الى اقصى الارض، وكان لوزارة الخارجية العراقية دور مشرف في متالعة الاثار المسروقة خارج البلاد عن طريق سفاراتها وقنصلياتها والملحقيات الثقافية التابعة لها حيث افلحت هذه الجهود عام 2008 عندما اعادت سورية 701 قطعة اثرية، واعادت الاردن 2466 قطعة، كما اعادت كل من ايطاليا والمانيا وهولندا والسويد وبيرو والسعودية وتركيا قطعا اخرى عبر القنوات الدبلوماسية او ارسال وفود لاستلام هذه القطع، وبادرت الولايات المتحدة مشكورة بتسليم السفارة العراقية في واشنطن بـ (1046) قطعة، تم تسليم جزء منها الى العراقي في وقت سابق واليوم يتم تسليم الجزء الاخرquot;.

اما سمير الصميدعي سفير العراقي في واشنطن فقال: quot;هذا يوم سعيد جدًا، هذا يوم نفتخر به ليعيد البسمة الى وجوهنا جميعا في وقت كثرت اسباب الحزن والاكتئاب، بعد فترة طويلة، بعد سنين نجد انفسنا نتقدم في مضمار مهمّ جدًا، مضمار اعادة تراث العراق الى حضيرته والى بيتهquot;.

وأضاف: quot;بعضهم من هذه المجاميع التي عدنا بها اكتشفت من قبل السلطات الاميركية لكن البعض الاخر سمعنا عنه اما عن طريق الصحافة او الاعلام وتحركنا عليه بنشاط وحصلنا على تعاون من بغداد من الحكومة العراقية بتقديم البيانات على ان هذه المواد من اصل عراقي وتعاونت معنا الوكالات الاميركية، وجمعنا اكثر من 600 قطعة في البداية واستعنا بالجيش الاميركي في نقلها الى العراق لان في وقته تعذر علينا ان نجد شركة مستعدة لنقلها الى العراق والتأمين عليها اثناء النقل، عندما جاءت الى العراق سلمت في حينه الى مكتب دولة رئيس الوزراء، ويبدو انها الان، نحاول العثور عليها، لكنها سلمت بالتأكيد الى مكتب رئيس الوزراء، والمجموعة الثانية لحسن الحظ وجدنا الشركة المناسبة المختصة في نقل الاثار وتعاونا معها وسلمنا اليها مهمة التغليف الفني ووصلت بأتم وجه وكانت نحو 200 من هذه القطع شبه تالفة ساعدتنا وزارة الخارجية الاميركية بالتعاون مع شركة مختصة بأعادة تأهيل هذه القطع، فإستطعنا من الحفاظ عليها واصلاحها ووضعها في افران فخاريةquot;.

ومن جهتها، قالت الدكتورة اميرة عيدان المدير العام للمتاحف العراقية: quot;ان ملف استعادة الاثار العراقية واحد من اعقد الملفات وبشكل يومي متعلقة بالهم الثقيل جدًا، وان كانت فيه بعض الامور المفرحة كما يحتوي على الكثير من الخيبات المحزنة، اليوم ونحن نحتفل بهذا الجهد الاممي الرائع جدًّا بإعادة مجموعة كبيرة جدًا من الكنوزquot;.

وأضافت: quot;بلا شك سيمثل هذا اليوم مناسبة مفرحة لكل مهتم بالتراث العراقي، واليوم عاد الينا (انتيمينا) عاد (كوديا) عاد الينا (اورنمو) عادت الينا اقراط الملكة الجميلة اتايا التي سرقت في ظروف غامضة جدا ابان احداث عام 1990 عندما تعرضت ايضا متاحفنا في تلك الفترة الى هجمة شرسة من الاعتداءات، لقد استعدنا 35 قطعة اثرية مسروقة من كلا المواقع الاثرية والمتحف العراقي، لم تكن بالطريقة السهلة، بل تضافرت العديد من الجهود واشيد بشكل خاص بالوزارات المعنية.