رغم إعادة بناء ابراج مكان موقع اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك إلا أن التطورات على الأرض تبين أن الجرح لم يندمل.

نيويورك: بدأت ابراج جديدة تظهر على الارض في نيويورك في موقع برجي التجارة العالمي اللذين دمرا في 11 ايلول/سبتمبر 2001، لكن الجدل حول بناء مسجد في مكان قريب وخطة مجموعة دينية صغيرة احراق مصاحف يبرهنان على ان الجرح يحتاج الى وقت طويل ليندمل.

وما زالت صدمة الولايات المتحدة عميقة منذ اعتداءات 2001 عندما قام اسلاميون متطرفون بخطف اربع طائرات ركاب. واصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي التوأمين في نيويورك وصدمت الثالثة البنتاغون مقر وزارة الدفاع الاميركية بينما سقطت الرابعة في الريف. وبلغت حصيلة ضحايا هذه الاعتداءات حوالى ثلاثة آلاف قتيل.

ومع ذلك وبعد تسع سنوات تحول مركز التجارة العالمي الى ورشة لاعادة الاعمار ولم يعد يشبه الحفرة الواسعة في قلب مانهاتن حي المال في نيويورك.

وستبنى في الموقع نفسه اربع ناطحات سحاب الى جانب محطة كبيرة لسكك الحديد والطرق. ووصل بناء البرج الاول الذي اطلق عليه اسم quot;برج الحريةquot; (فريدوم تاور) الى الطابق السادس والثلاثين من اصل 106 مقررة بينما سيدشن نصب تذكاري لضحايا الاعتداءات العام المقبل.

وفي مكان البرجين التوأمين السابقين سيقام شلالان في قلب حديقة تضم 400 شجرة بلوط زرع 16 منها حتى الآن. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الثلاثاء ان quot;التفكير في المأساة التي مثلها ايلول/سبتمبر 2001 مؤلم لكننا نشعر بالفخر في طريقة نهوضنا منهاquot;.

ومع ذلك يمكن ان يتأثر هذا النجاح وكذلك المراسم التي ستقام السبت في ذكرى الضحايا، بمشاعر كامنة بالخوف من الاسلام او quot;الاسلاموفوبياquot; في الولايات المتحدة.

وقد يكون الوضع الاكثر خطورة في مكان بعيد عن موقع الاعتداءات، اي في غينسفيل في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) حيث ينوي قس مسيحي اصولي احراق مصاحف بمناسبة مراسم في ذكرى الاعتداءات.

ولقيت خطة القس ادانة بالاجماع وخصوصا من قبل الرئيس باراك اوباما والفاتيكان. لكن القانون الاميركي الذي يقوم على حرية التعبير لا يمكنه منع هذا التحرك الاستفزازاي.

وقد تثير تظاهرة غينسفيل في حال احرقت مصاحف، استياء في العالم قريبا من الفضيحة التي نجمت عن نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في حصيفة دنماركية في 2005.

ويضاف الجدل المعلن حول احراق المصحف الى الجدل الذي يثيره مشروع بناء مركز ثقافي اسلامي يشمل مسجدا في مكان قريب مكن موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

وستجرى تظاهرات تأييد للمشروع الذي يحمل اسم quot;بارك 51quot; واخرى ضده، السبت في ذكرى الاعتداءات. واوضح الامام الذي يقف وراء المشروع انه يهدف الى دمج المسلمين في المجتمع الاميركي. وكتب فيصل عبد الرؤوف في عمود في صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء ان quot;هدفنا هو جعل هذا المركز مكانا للوحدةquot;.

وهو يلقى خصوصا دعم بلومبرغ واوباما.

لكن معارضي المشروع يرون فيه اهانة quot;لارض غراوند زيرو الطاهرةquot;. ويثير المشروع منذ اشهر جدلا يتصاعد مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتشير استطلاعات الرأي الى ان المعارضة للمشروع في ارتفاع والى ان ثلثي النيويوركيين يريدون بناء المركز في مكان بعيد عن موقع الاعتداءات. وسيقف الاميركيون السبت دقيقة صمت خلال المراسم.

وسيتوجه الرئيس اوباما الى البنتاغون بينما سيكون نائبه جو بايدن في نيويورك حيث يتلو ناجون من الاعتداءات كل سنة بصوت عال اسماء الضحايا. ولم يتم التعرف على عدد كبير من جثث ضحايا الاعتداءات على البرجين الذين بلغ عددهم 2752 قتيلا.