يخشى أن تتحول ذكرى هجمات 11 ايلول- سبتمبر 2001 الى يوم للقتال ومسرح للمعارك السياسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، اذ تحل الذكرى هذا العام وسط جدل سياسي ايديولوجي عميق في وقت يرى الخبراء أن تهديد الإرهاب يتجلى بصورة أكثر وضوحا في أوروبا.
تحل الذكرى السنوية لهجمات 11 ايلول- سبتمبر 2001 في أجواء مختلفة هذا العام إذ تأتي في ظل احتدام المواجهة بين الغرب والمسلمين، واشتداد موجات الجدل خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الحرب الضروس التي أشعلها القس الأميركي تيري جونز، بعدما أعلن عن اعتزامه حرق نسخ من المصحف في ذكرى الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، وما سبق ذلك من جدل واسع حول المشروع المتعلق ببناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد بالقرب من منطقة quot;غراوند زيروquot;، حيث وقعت الهجمات الارهابية.
فنتيجة للأحداث المتلاحقة، (بداية من طرح فكرة بناء مسجد بالقرب من منطقة غراوند زيرو وانتهاءً بخطط القس تيري جونز لحرق نسخ من المصحف في فلوريدا )، بات هناك تخوف من أن تصبح الذكرى السنوية هذا العام يومًا للكراهية. وتشير دير شبيغل في تقرير تحت عنوان quot; الذكرى الإرهابية أصبحت يوما أميركيا للكراهيةquot;، إلى حالة الشد والجذب التي يشهدها الآن المجتمع الأميركي ما بين مؤيد ومعارض لمشروع المركز الإسلامي بالقرب من منطقة غراوند زيرو.
ثم مضت المجلة الألمانية لتؤكد أن يوم إحياء الذكرى التاسعة للهجمات قد أصبح يوما للقتال ومسرحا للمعارك السياسية، ليس فقط في نيويورك، بل في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ونوهت في هذا الجانب بموجة الجدل الأخرى التي اشتعلت بعد إعلان القس تيري جونز، الذي يترأس مجموعة مسيحية متطرفة تدعى quot;دوف وورلد اوتريتش سنترquot; في غينسفيل ( فلوريدا )، عن اعتزامه حرق نسخ من المصحف الشريف، في ظل تضارب التقارير التي تحدثت عن تأكيده ثم نفيه لاحتمالية قيامه بذلك.
وأوضحت الصحيفة أن الجنرال، ديفيد بيترايوس، قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، قد ناشد القس بألا يمضي في تنفيذ تهديده، خشية أن يتسبب ذلك في غرس بذور الكراهية بين المسلمين. كما شدد بيترايوس على أن الجنود الأميركيين من الممكن أن يتعرضوا للخطر نتيجة لهذا الأمر. كما ذكرت دير شبيغل في هذا السياق أن الساسة الأميركيين بدوا عازمين على عدم السماح لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر بأن تؤثر سلبا في الاندماج المجتمعي الناجح لملايين المسلمين الذين يعيشون في البلاد.
وذلك في الوقت الذي يرى فيه خبراء الأمن الأميركيون أيضا ً أن تهديد الإرهاب يتجلى بصورة أكثر وضوحا ً في أوروبا عنه بين المسلمين في بلدانهم. وبعد أن بدأت تسود تلك النبرة في الاحتفالات والمناقشات المتلاحقة، بدأ يتوارى الحديث المُنصَب على مسألة المصالحة. ولفتت دير شبيغل إلى الواقعة التي تعرض فيها سائق سيارة أجرة مسلم للطعن قبل بضعة أيام في نيويورك، وتلك التظاهرات التي نُظِّمَت أمام عدد من المساجد الأميركية، بالتزامن مع إعلان عدد من المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة أنهم لن يحتفلوا بانتهاء شهر رمضان الفضيل، بالصورة الموسعة نفسها التي كانوا يعتادون عليها من قبل، بسبب قدوم تلك المناسبة في التوقيت نفسه مع إحياء الشعب الأميركي للذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
ورأت المجلة أن ما زاد من حدة القلق لدى تلك الجماعات هو العمق الذي وصل إليه الجدل السياسي في الولايات المتحدة. وأشارت في الختام إلى أن المشهد السياسي الأميركي لا يوجد به مساحة للفارق البسيط، بمعنى أن أي شخص يُظهر قدراً من التسامح يكون موضع اشتباه ndash;ودللت على ذلك بقولها إن تعاطف الرئيس الاميركي باراك أوباما الواضح مع مشروع المركز الثقافي الإسلامي بالقرب من منطقة غراوند زيرو تسبب بإثارة احتجاجات فورية، وأدى إلى تراجع الرئيس الأميركي عن موقفه بشكل سريع.
التعليقات