تواجه الاوساط السياسية في هولندا مشكلة تشكيل الحكومة جراء مواقفها من الدين الإسلامي والمسلمين.

أمستردام: يبدو للمتتبع للمفاوضات الدائرة منذ فترة طويلة، عقب إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الهولندية، أن أهم النقاط التي تواجه صعوبة في حلها هي الموقف من الدين الإسلامي والمسلمين، الذي يعلنه ويواصل إعلانه خيرت فيلدرز مؤسس حزب الحرية المعروف بمعاداته للإسلام.

والشيء المثير للاهتمام هو موقف الحزب المسيحي الديمقراطي ككل قبل أن يعلن بعض أهم قادته وأعضائه رفضهم للتعاون الوزاري مع حزب الحرية، فرغم ما يعرف عن quot;يمينية quot; الحزب المسيحي الديمقراطي، إلا أن رفض بعض مسؤوليه التعاون مع فيلدرز يؤسس موقفا خاصا ومتميزا لهذا الحزب.

فالرافضون يعتمدون في رفضهم على دفاعهم عن quot;حرية المعتقد الديني في هولنداquot;، وبالتالي فهم يقفون بمواجهة أفكار وأطروحات فيلدرز. كما أنهم بوقفتهم هذه يقفون ضد ماكسيم فرهاخن قائد الحزب وممثل التيار الراغب في التعاون مع فيلدرز رغم كل شيء.

وتصف إذاعة هولندا العالمية هذا الوضع بأنه حالة هولندية خاصة بامتياز، مشيرة إلى أن هولندا التي اشتهرت عبر تاريخها بالتسامح الديني والمذهبي، خاضت أيضا صراعات داخلية مذهبية، حتى استقر الوضع على ما هو عليه حاليا في التعايش الهولندي بين الكاثوليك والبروتستانت والكالفانيين.. ثم المسلمين مؤخرا.

وقالت الإذاعة quot;يبدو أن فيلدرز مستمتع بعدم إمكانية حلحلة المفاوضات بين الأحزاب الثلاثة الحالية على المائدة، فهو لا يضيره عدم وجوده في الحكم، بل على العكس من ذلك فإن تواجده خارج الوزارة يطلق يده ولسانه في تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الإسلام واللاجئين والهولنديين من أصول مغاربيةquot;.

ويعطي انقسام المواقف والرأي في الحزب الديمقراطي المسيحي في هولندا، مؤشرا مهما أيضا، على تأصل مفاهيم سياسية وقيم الحرية الدينية داخل أهم الأحزاب الهولندية الكبيرة بالرغم من وسمه quot;بالمحافظةquot; والمتعلقة أيضا بمفهوم الحزب عن منظومة يطلق عليها quot;القيم المسيحية الاجتماعيةquot; مثل الأسرة والموقف من المخدرات والبغاء.