تباع الأدوية الجنسية بشكل عشوائي في بغداد |
تنتشر في بغداد بسطات لبيع الأدوية الجنسية والأشرطة الجنسية بشكل علني دون اي رقابة طبية أو أمنية.
انتشرت في منطقة الباب الشرقي، وسط بغداد، على مناضد مختلفة الاشكال والاحجام، كميات هائلة من الادوية والمراهم التي تتعلق بالجنس، اشياء كثيرة وكبيرة ومختلفة الاشكال والالوان، وبعضها بصور توضيحية، وبعضها بكتابات باللغتين الانكليزية والصينية، وهو مما لم يكن له وجود من قبل.
ونتشر تلك البضاعة بشكل علني، ولا بد لها ان تلفت نظر العابر من المكان، ولا بد ان تستوقفه تلك الصور والعبارات التي تتحدث بشكل صريح عما تتضمن تلك العلب الكارتونية، خاصة ان المواطن العراقي لم يتعود الجهر بهذه الاشياء، حيث ان حبات الفياغرا كانت تباع بشكل سري او من ضمن مجموعة الادوية ولا يميزها الا لونها الازرق، لذلك يمكنك مشاهدة الدهشة والاستغراب على الوجوه مثلما تشاهد علامات الفضول وهي ترتسم في العيون التي لا تجد بدا من النظر والتأمل والتحديق.
ويرى احد الزبائن أن هؤلاء الباعة ليسوا من النوع الذي يمتنع تماما عن بيع هذه البضاعة، واذا ما تم منعه من هذا المكان فسوف يذهب الى مكان اخر، واذا ما اتلفت بضاعته هذه فلديه خزين منها، وهذا ما كان يحصل مع باعة حبوب (الفياغرا) واشرطة الـ (سي دي) الجنسية التي انتشرت على مساحات واسعة من بغداد ولم يستطع احد القضاء عليها.
كان المكان.. بالتحديد على الجهة اليمنى لنصب الحرية في ساحة التحرير، بعد الشارع، خلف حواجز كونكريتية، حيث هناك مرآب لسيارات النقل العام، وحيث المكان يمثل سوقا للادوات الخردة والمواد المستهلكة ومصلحي الساعات والراديو والتسجيل والكتب والمجلات القديمة، فيه بضائع مختلفة ولكن الابرز فيها والاحدث تلك البضاعة المكشوفة الرافعة اجسادها ملوحة للعابرين ان يغتنموا الفرصة، لا سيما منها تلك العلبة المكتوب عليها بالانكليزي (u.s cow boy) والتي تحمل صورة العضو الذكري وعليه قبعة .
الكميات الكبيرة من هذه الادوية ومثيلاتها والعبارات الفاضحة التي يضعها الباعة لتوضيح كل مادة من هذه المواد تبعث الناس على الذهول، لكن المكتوب على اشرطة الحبوب والعلب : انواع عديدة من (العلكة) كمقويات ومنشطات وللاثارة الجنسية، ومحفزات للانتصاب، وهناك حبوب الفياغرا المتنوعة، كما هناك حبوب مختلفة الاشكال ومواد اخرى يعلن الباعة انها تخص القذف والتطويل والتكبير، اشار لي صاحبي الى (علكة بطعم الدارسين)، حبوب فياغرا ملونة، منشطات ومراهم، واخرى لا يمكن ان يتصورها العقل ومما يخجل ايضا، وعلق صاحبي (الحمد لله ان هذا المكان لا تمر به نساء).
تحركنا قليلا لنقف امام منضدة، مددت يدي لالتقط علبة، سألت البائع : ما هذه ؟ قال : ماذا تريد انت، عندنا كل ما تحتاجه، قلت له : ما مناشيء هذه العقاقير ؟ قال : امريكية وصينية، وان الاميركية مفعولها اقوى من الصينية، سألته عن علبة مكتوب عليها (لتكبير الصدر) وهل هي للنساء ام للرجال ؟ فقال : للاثنين ..،ثم سألته : هل هناك اقبال على هذه الادوية ؟ لكزني صاحبي، لكن الشاب اجاب : اقبال كبير ومن كل الفئات العمرية.
كانت عيون الباعة من الشباب اكثر ابتساما للعابرين منهم، كأنهم يفتخرون بالبضاعة التي يبيعونها، ويعلنون بوقفتهم الطاووسية انهم يقدمون خدمات جليلة للشباب وللكبار وللعاجزين والمحبطين وان بضاعتهم تختلف عن كل البضائع الاخرى في المحيط مثل الافلام الجنسية والمجلات الخلاعية، حين تنظر البضاعة ومن ثم ترفع عينيك اليهم تشعر بزهوهم، لكن الغريب انهم لا يتحدثون كثيرا، وكلماتهم الوحيدة هي : ماذا تريد؟، وهم سوف يتكفلون بالباقي من احتياجك، ولا حياء في الطلب طبعا.
حاولت ان اتحدث مع احد الذين يشترون تلك الادوية، خمنت عمره في الخمسين، لكنني راقبت ثم اندفعت خلف احدهم وسألته، بدا عليه الحرج، قال : ليس لي، بل لصديق يشكو من الضعف الجنسي، قلت له : ماذا اشتريت ؟ لكنه التفت وراح يخبيء ما اشترى في جيبه وقال : حبوب فياغرا ومرهم ..، وسرعان ما تركني وذهب.
انتظرت قليلا وانا انظر الى من يقف هناك ويشتري، لحقت شابا في الثلاثين من العمر، وبشيء من المزاح قلت له بلهجة عامية ما معناه (مع الاسف.. بدأ الخراب) فضحك وقال : اي والله..، القهر جعلنا نفقد حتى قدرتنا، القهر جعلنا نشتري فياغرا ومنشطات عسى ان تفيد، لكنيي قلت له : الا تخشى ان تسبب لك امراضا ؟، قال : لا اعرف، سوف اجرب واشوف ...
لمعرفة رأي الطب في ذلك، سألنا الطبيب محمد كريم فقال لايلاف : اسمع كثيرا عن تهافت الرجال بمختلف اعمارهم على المنشطات، واعتقد ان ظروف العراق الحالية لها تأثير في الضعف الجنسي، ولكن ما اريد ان اقوله ان هذه الادوية تترك اثارا نفسية وبدنية، وهناك ادوية ضررها اكثر من فائدتها لعدم فعاليتها، وعليه فلا بد من استشارة الطبيب قبل تناول هذه الادوية، واجراء فحوصات كاملة، فهو الذي يمكنه ان يحدد ما يمكن للشخص ان يفعل كي لا تحدث له مضاعفات واضطرابات ومشاكل خطيرة في القلب او ضغط الدم، وهناك من يتناول هذه الحبوب المنشطة دون الحاجة اليها، وهو ما يتسبب له بأختلال بمرور الزمن.
سألت إيلاف ضابطا في وزارة الداخلية : لماذا لا تتم مصادرة هذه الادوية ومنع هؤلاء ؟ فأجاب : ليس من السهل ذلك كما تتصور، فالامر يحتاج الى حملة كبيرة واعتقد ان الداخلية شغلها الشاغل الان هو الارهاب.
التعليقات