من المنتظر أن يجتمع العاهل المغربي، يوم الاثنين، لأول مرة، مع رئيس الحكومة الإسبانية، خوسيه لويس ثاباتيرو، لبحث الملفات الثنائية، وتسوية الخلافات المتعلقة بمدينتي سبتة ومليلية، التي تصاعدت أخيرا خاصة بعد زيارة رئيس المعارضة الاسبانية إلى مليلية.

الدار البيضاء: توجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بداية الأسبوع الماضي، إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقضي إجازة خاصة، قبل أن يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

ومن المنتظر أن يجتمع العاهل المغربي، اليوم الاثنين، لأول مرة، مع رئيس الحكومة الإسبانية، خوسيه لويس ثاباتيرو لبحث الملفات الثنائية، وتسوية الخلافات المتعلقة بمدينتي سبتة ومليلية، التي تصاعدت أخيرا، خاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس المعارضة الأسبانية quot;ماريانو راخويquot; إلى مليلية، التي أثارت موجة من الغضب للمغاربة.

وأشارتصحيفة quot;إيه بي سيquot; الإسبانية إلى أن الملك محمد السادس ليس من عاداته حضور اجتماع العامة للأمم المتحدة، ولكن هذه المرة الوضع مختلف، إذ إنه quot;اضطر لذلك لحتمية تسوية الخلافات، ومناقشة وضع الصحراء، والدفاع عن حقوق بلادهquot;.

وقال تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس في الرباط، quot;عادة ما تكون الاجتماعات التي تعقد في إطار الأمم المتحدة فرصة استثنائية لعقد لقاءات بين رؤساء الدول والوفود من أجل مناقشة مجموعة من النقاط والملفات العالقة، وتعزيز علاقات التعاونquot;.

وأضاف تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;هذه الاجتماعات جاءت في وقت عرفت فيه العلاقات بين المغرب وإسبانيا أزمةquot;، مشيرا إلى أن quot;هذا الملف يعيش حاليا منعطفا حاسما لإزالة هذه الأزمةquot;.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس في الرباط أن quot;اللقاء المرتقب في نيويورك يأتي بعد أن منعت الظروف الصحية العاهل الإسباني من زيارة المغرب، كما كان مقررا، من أجل إيجاد صيغ تسوية ملائمة لهذه الأزمةquot;، مبرزا أنه quot;في مثل هذه الظروف يفترض أن يتم وضع النقاط على الحروف، وإزالة الغمام الذي يخيم على سماء العلاقات بين البلدينquot;.

وقال تاج الدين الحسيني quot;صحيح أن هناك صراعات ونزاعات بسبب احتلال إسبانيا مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين، والجزر الجعفرية، غير أن الأكيد أن الظروف التاريخية لاستعمار المدينتين والجزر تتشابه مع ظروف احتلال جبل طارقquot;.

وأضاف المحلل المغربي quot;نعلم أن هناك محادثات معمقة بين الإسبان والبريطانيين حول جبل طارق، إلا أن مدريد تعتبر أن هذا الملف مطروح في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما ملف سبتة ومليلية والجزر الجعفرية غير مطروح في الجمعية، وبالتالي لا يمكن إجراء محادثات حولهquot;.

وأكد تاج الدين الحسيني quot;أعتقد أن المستقبل واعد بإمكانية الحوار، على أساس أن يسود التعقل والحكمة من الجانب الإسبانيquot;، مبرزا أن quot;المقترح المغربي بإحداث لجنة مشتركة لعلاج الملف يبقى الحل الأمثل لتجاوز هذه الصراعاتquot;.

وكان ملف المدينتين أثرفي العلاقات بين الرباط ومدريد، خلال الصيف الجاري، نتيجة اعتداءات قامت بها الشرطة الإسبانية ضد المغاربة في معبر مليلية، وكان رد المغرب عنيفا دبلوماسيا وتطلب الأمر وساطة من طرف عاهل إسبانيا الملك، خوان كارلوس، لدى نظيره المغربي الملك محمد السادس.