الرئيس السوداني عمر البشير

وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السودان quot;بالقنبلة الموقوتةquot; بينما قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إنه يشكل quot;اهم اولوياتهquot;، وإن نتيجة الاستفتاء quot;ستكون بالغة الاهمية بالنسبة إلى سلام المنطقة وأمنها quot;.

نيويورك: يثير انقسام السودان المحتمل كثيرا الى دولتين وما قد يترتب عنه من انعكاسات على السلام في افريقيا مخاوف كثيرة في قمة الأمم المتحدة في نيويورك ويشارك فيها الرئيس الأميركي باراك اوباما.

وقد شدد اوباما الجمعة على ضرورة ان ينظم استفتاء جنوب السودان في أجواء هادئة وفي موعده المقرر محذرا من ان مصير ملايين الاشخاص على المحك، واشار اوباما في خطاب في الأمم المتحدةالى ان سكان السودان quot;بحاجة للسلامquot;.

وقال quot;حاليا، مصير ملايين الاشخاص على المحك. ما سيجري في السودان خلال الايام المقبلة قد يقرر ما اذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا الحروب سيتقدمون نحو السلام أو سيغرقون مجددا في حمام دمquot;.

واضاف quot;ما يجري في السودان أمر مهم لكل افريقيا شبه الصحراوية ومهم للعالم اجمعquot; داعيا الى تطبيق quot;كامل وكلي لاتفاق السلام الذي أنهى الحرب الاهليةquot; مشيرا الى ان quot;استفتاءي تقرير المصير المقررين في التاسع من كانون الثاني/يناير يجب ان يحصلا بسلام وفي الوقت المحددquot;.
يشار الى ان اتفاق السلام الموقع عام 2005 ينص على اجراء استفتاء لتقرير المصير في جنوب السودان وفي منطقة ابيه.


ويتوقع ان تساهم مشاركة الرئيس اوباما وغيره من قادة العالم والمنطقة في إبراز تضامن المجتمع الدولي قبل ثلاثة اشهر من استفتاء سيختار فيه سكان جنوب السودان بين الوحدة او الانفصال عن الشمال.

الحكومة السودانية تعد بالموافقة على نتائج الاستفتاء
كما اعلن نائب رئيس الحكومة السودانية علي عثمان طه الجمعة خلال قمة الأمم المتحدة أن الحكومة السودانية ستوافق على نتيجة الاستفتاء الذي سيجري في كانون الثاني/يناير المقبل والذي قد يؤدي الى تقسيم البلاد.
ومع ذلك اشار طه الى ان وحدة البلاد هي أولوية ولكنه أقر بحق quot;شعب الجنوب في اختيار عكس ذلكquot;.

وقال quot;سوف نتحمل مسؤولياتنا وستقبل حكومتنا نتيجة الاستفتاءquot;.
ومن ناحيته، اشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان الاستفتاء يجب ان يكون quot;سلميا وغير خاضع لأي تهديدquot;.

ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السودان quot;بالقنبلة الموقوتةquot;

وقد يثير الاستفتاء اذا جرى بشكل عشوائي او غير ديمقراطي بحيث يطعن في نتائجه، اضطرابات مسلحة جديدة تزيد في تفاقم الأزمة في دارفور.
واضافة الى باراك اوباما شارك في القمة ايضا رؤساء رواندا واثيوبيا وكينيا واوغندا والغابون ونواب الرئيس السوداني ورئيس الوزراء الهولندي ونائب رئيس الوزراء البريطاني ووزراء خارجية فرنسا والمانيا والنروج والهند ومصر والبرازيل واليابان وكندا.

وبحث المشاركون في الوسائل اللازمة لتنظيم الاستفتاء خلال مهلة ثلاثة اشهر في حين طرأ تأخير كبير على الاستعدادات.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لفرانس برس quot;يجب الاستعداد لتنظيم الاستفتاء والسيطرة على الوضع وإرسال مراقبين وخصوصا تجنب اي مواجهة محتملةquot;.

ويتوقع المراقبون ان يفوز مؤيدو الاستقلال في الاقتراع المقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير في تلك المنطقة المسيحية والاحيائية التي أنهكتها عشرون سنة من الحرب ضد الخرطوم.

وتخشى عدة دول من ان يؤدي تأخير الاقتراع الى إعلان استقلال أحادي الجانب في الجنوب ونزاع جديد.
غير ان دبلوماسيين ومسؤولين في الامم المتحدة يلاحظون ان استعدادات الاستفتاء سجلت تأخيرا كبيرا يصعب تداركه فيما يرى بعض الدبلوماسيين ان الرئيس السوداني عمر البشير تباطأ عمدا في تنظيم الاستفتاء.

وقد دعت الدول الخمس عشرة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في منتصف ايلول/سبتمبر الطرفين الى quot;اتخاذ كافة الإجراءات عاجلاquot; لإجراء الاستفتاء سلميا وفي موعده المحدد.
ورمت الولايات المتحدة بكل ثقلها في المفاوضات الجارية حاليا واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي أن قمة الجمعة quot;يجب ان تشجع الشمال والجنوب على العمل معا بشكل بناءquot;.

وانتهت الحرب الاهلية في السودان التي دامت 22 سنة في 2005 باتفاق سلام لكن التوتر ما زال قائما. وسينظم استفتاء آخر في منطقة ابيي الصغيرة ليختار سكانها ايضا بين الشمال والجنوب.

والسودان من البلدان المنتجة للنفط الذي يزود به اساسا الصين. ويعزز موقع السودان الاستراتيجي في افريقيا، بجوار الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، المخاوف من هذا الاستفتاء علاوة على النزاع المتواصل في دارفور (غرب البلاد) منذ نحو سبع سنوات.