أنهى البيت الأبيض على ما يبدو علاقته من لوبي في الولايات المتحدة يدعو للسلام في فلسطين.
يبدو أن البيت الأبيض تبرّأ من جماعة J Street laquo;جيه ستريتraquo;، وهي لوبي أميركي تأسس قبل عامين بهدف معلن هو laquo;تشجيع القيادة الأميركية على حل مشكلة الشرق الأوسط بالسبل السلمية والدبلوماسيةraquo;، بالرغم من أنه مؤلف رئيسيا من اليهود الأميركيين.الملياردير الأميركي - المجري جورج سوروس
وتبعا لصحيفة laquo;واشنطن تايمزraquo; فقد اتخذ البيت الأبيض، الذي كان يعتبر اللوبي بمثابة رسوله الى الجالية اليهودية الأميركية، قراره هذا بعدما اتضح دور الملياردير الأميركي - المجري جورج سوروس في تمويلها وأن قرابة نصف أمواله في العام 2008 أتت من مصدر واحد في هونغ كونغ. وأسندت الصحيفة خبرها القائل إن البيت الأبيض نفض يده عن الجماعة الى حقيقة أن الناطق باسمه، توماس فيتور، رفض الإجابة على ما إن كان مسؤولوه سيدعون ممثلي الجماعة الى مختلف مناسباته أو ما إن كانوا سيلبون دعواتها لحضور مناسباتها هي في المستقبل.
وقد كانت جيه ستريت تتمتع بأفضل وشائج ممكنة مع البيت الأبيض سابقا. فالعام الماضي كان مستشار الرئيس اوباما للأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، المتحدث الرئيسي في مؤتمر الجماعة التأسيسي وقال: laquo;يمكنكم التأكد من أن هذه الإدارة ستكون ممثلة في سائر مؤتمراتكم المقبلةraquo;. ومن جهته وصف مدير جيه ستريت التفيذي، جيريم بن آمي، جماعته ذات مرة بأنها laquo;سند الرئيس أوباما في الكونغرس، والبديل الحيوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك)raquo;. ويذكر أن هذه هي أكبر جماعات الضغط اليهودية الأميركية الموالية لإسرائيل.
وقد تكاثرت ردات الفعل في الأيام القليلة الماضية على مسألة تمويل الجماعة بعدما كشفت laquo;واشنطن تايمزraquo; يوم الجمعة أنها تسلمت مبلغ 75 ألف دولار من جورج سوروس وعائلته. وكانت الصحيفة قد حصلت على نسخ من وثائق الجماعة الضريبية التي تظهر أن الجماعة حصلت أيضا على قرابة نصف أموالها (811 ألفا و697 دولارا) في الفترة يونيو / حزيران 2008 إلى يونيو 2009 من متبرعة واحدة من هونغ كونغ تدعى كونسولاثيون ايسديكول.
وقال مدير الجماعة، بن آمي، إن ايسديكول قدم لها تبرعه بتحويلات تلغرافية على دفعات، بطلب من وليام بنتر وهو laquo;مُحسنraquo; يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة الخدمات الطبية laquo;أكوزيسraquo; في بيتسبرغ، بنسلفانيا.
وقال نائب فيرجنيا الجمهوري، إريك كانتور، وهو اليهودي الوحيد في مجلس النواب خلال لقاء أجرته الصحيفة معه يوم الاثنين: laquo;البيت الأبيض بحاجة لنفض يده عن جيه ستريت... أن يدين هذا التجمع وأن يقطع وشائجه كافة معهraquo;.
وأضاف كانتور قوله: laquo;آمل الآن أن يحدو ما رُفع عنه النقال أخيرا بالناس لتجاهل ما تقوله هذه الجماعة. فهي لا تعكس التيار الرئيسي عندما يتعلق الأمر بالمعسكر الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة، ولا اعتقد أنها ذات أي منفعة للعلاقات الإسرائيلية - الأميركيةraquo;.
لكن النائب الديمقراطي من تنيسي ومن أنصار جيه ستريت، ستيف كوهين، يرد على هذا بالقول: laquo;لا أعلم شيئا عن جورج سوروس أو عن هذه المرأة، كونسولاثيون، من هونغ كونغ. لكنني أعلم أن جيه ستريت منظمة تيعى في الكونغرس الى السلام للشرق الأوسط ولإسرائيل وللشعب الفلسطيني وللولايات المتحدة. ووجهة نظري أن هذا مشروع نبيل ولا يمكن الاعتراض عليه الا إذا كان السلام نفسه مبدأ مرفوضاraquo;.
وواضح أن بين المشاكل الرئيسية التي تواجه جيه ستريت الدعم الذي حصلت عليه من الملياردير جورج سوروس الذي تبرع بملايين الدولارات من أجل قضايا سياسية تهدف لترقية الدميقراطية منذ منتصف الثمانينات. فعبر برنامجه المسمى laquo;مؤسسة المجتمع المفتوحraquo;، قدم دعما هائلا لعدد من دول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي ولأقاليم في مراحلها الانتقالية بعيدا عن الدكتاتورية الى الديمقراطية، وأيضا للعديد من الجهات الليبرالية داخل الولاات المتحدة نفسها.
وفي مقال نشره في laquo;نيويورك ريفيو اوف بوكسraquo; العام 2007، حث سوروس الحزب الديمقراطي على الانعتاق عن قبضة laquo;لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك)raquo;. وقال إن هوارد دين laquo;لم ينل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة لأنه لم يكن مواليا لإسرائيل بما يكفيraquo;.
ومن جهته قال مالكوم هوينلاين، رئيس laquo;مؤتمر رؤساء الهيئات اليهودية لأميركيةraquo; يوم الاثنين إن ما كشفت عنه وانشطن تايمز laquo;مهم لأنه يرفع النقاب عن حقيقة أن سوروس يموّل جيه ستريت رغم نفيها لذلك في السابقraquo;. ورغم أن مدير جيه ستريت بن آمي قال إنه لم يكذب، فقد كتب في مذكرة قصيرة لمؤيدي جماعته يوم الأحد قائلا: laquo;أتحمل شخصيا المسؤولية عن أنني لم ألق بما يكفي من الضوء على دعم سوروس لنا منذ أن أصبح متبرعاraquo;.
وردا على ذلك قال هوينلاين: laquo;هذا يثبت أن ازدواج معايير جيه ستريت. فهي تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول. وتهاجم الآخرين في وقت يتعين عليها فيه إصلاح الخلل في دارها. ومن جهته قال الحاخام ستيف غوتاو، رئيس المجلس اليهودي للعلاقات العامة: laquo;اعتقد أنها ارتكبت خطأ كبيرا بامتناعها عن الكشف عن دور سوروس منذ البدايةraquo;.
التعليقات